2 مليار دولار عائدات إنتاج 10 ملايين طن فوسفات سنويا.. خبراء لـ"المساء":

الجزائر ستتصدر قائمة منتجي الفوسفات إفريقيا

الجزائر ستتصدر قائمة منتجي الفوسفات إفريقيا
  • 108
زولا سومر زولا سومر

❊ الجزائر ستصبح من الدول الرائدة في إنتاج وتصدير الأسمدة

❊ المشروع سيساهم في تنمية المناطق الحدودية وامتصاص البطالة

❊ منجم الفوسفات مكسب داعم للتوازنات المالية والاقتصادية

أكد خبراء في الاقتصاد بأن منجم بلاد الحدبة للفوسفات بتبسة سيحقق مكتسبات داعمة للتوازنات الاقتصادية والمالية، من خلال دعم القطاعين الفلاحي والصناعي، بتحويل الفوسفات إلى أسمدة، وهو ما سيقلص فاتورة الاستيراد مقابل مورد للعملة الصعبة، إلى جانب تنمية المناطق الحدودية بخلق نشاطات مختلفة وامتصاص البطالة وتوفير مداخيل جبائية توجه لإقامة برامج تنموية.

أكد الخبير أمحمد حميدوش لـ"المساء" أن منجم الفوسفات الذي أعطى وزير الطاقة، محمد عرقاب إشارة افتتاح ورشاته السبت بمنطقة بلاد الحدبة بتبسة يعد خطوة استراتيجية هامة لتعزيز الاقتصاد الجزائري وتنويع مصادر الدخل الوطني بعيدا عن المحروقات، بما يسمح للجزائر من أن تصبح رائدة إفريقيا في مجال إنتاج الفوسفات.
وأضاف حميدوش أن القيمة المضافة التي يمكن أن يقدّمها المنجم ستساهم في تنمية قطاع الصناعات التحويلية، من خلال استغلال الفوسفات الخام في الصناعة والفلاحة، بالإضافة إلى زيادة الإيرادات الوطنية من العملة الصعبة عند الشروع في تصدير الفوسفات ومشتقاته إلى الأسواق العالمية.
وأشار الخبير إلى أن منجم الفوسفات سيكون محفزا لجلب الاستثمار الأجنبي والمحلي، من خلال استقطاب الشركات للاستثمار في القطاع المنجمي والصناعات ذات الصلة، كما سيساهم في تحسين البنية التحتية من خلال تحسين الطرق والمواصلات والخدمات في المنطقة.
وشدّد حميدوش على وجوب ضمان إدارة مستدامة للمشروع، والسهر على تجنّب الأضرار البيئية المحتملة، لتجسيد الأهداف المرجوة وضمان استفادة السكان المحليين من العائدات والمنافع الاقتصادية بما فيها الجباية المحلية التي يضمنها المشروع والتي يجب أن توجه – كما قال- لتحسين مداخيل ولاية تبسة والبلدية المعنية بالمشروع لتجسيد التنمية بهذه الولاية الحدودية.
من جهته، أكد البروفيسور في الاقتصاد حكيم بوحرب، أن تدشين منجم الفوسفات سيحقق مكتسبات داعمة للتوازنات الاقتصادية والمالية بما يتماشى مع استراتيجية رئيس الجمهورية الهادفة إلى تحقيق إصلاحات اقتصادية هيكيلة مسّت كل القطاعات، خاصة قطاع المناجم الذي منحت له الأولوية، مؤكدا أن هذا المنجم الواقع بولاية تبسة سيمكن من تجسيد برامج تنموية للمناطق الحدودية بالشكل الذي يوفّر مناصب الشغل ويحقق مكاسب اجتماعية تنموية واقتصادية.
وأضاف بوحرب أن المنجم يندرج ضمن استراتيجية الرئيس تبون للاستغلال الأمثل للموارد الطاقوية بدعم القدرات الاستخراجية للثروات الباطنية، وقطاع الصناعات التحويلية التي تعد محركا رئيسيا لتحقيق الاقلاع الاقتصادي.
وقال بوحرب إن منجم الفوسفات ستكون له قيمة مضافة عالية كونه يخدم الصناعة المحلية عن طريق تحويل هذه المادة إلى مختلف المواد النهائية أو كمدخلات للصناعة، إضافة إلى استغلالها كمكون للصادرات نحو الخارج، وهو ما سيحد من واردات الجزائر من هذه المادة ويخفف من أعباء الخزينة العمومية الموجهة لتغطية فواتير الاستيراد.
كما سيوفّر المنجم مدخلات لمشروع مركب التحويل وإنتاج الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية لوادي الكبريت بسوق أهراس، وهذا في إطار تجسيد الفوسفات المدمج، موضحا أن هذا الفوسفات سيتم تحويله إلى أسمدة نتروجينية فلاحية تساعد على تحسين جودة التربة والمحاصيل الزراعية. الأمر الذي سيساعد على تطوير الزراعة في إطار تحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان الأمن الغذائي، والحد أيضا من تكاليف استيراد الأسمدة.
وسيجعل منجم الفوسفات بمنطقة بلاد الحدبة من الجزائر واحدة من أهم البلدان المنتجة والمصدرة للأسمدة، في إفريقيا والعالم مثلما سبق وأن أكده رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
وتشير إلى الأرقام التي قدمها وزير الطاقة والمناجم، إلى أن منجم بلاد الحدبة سينتج ما يزيد عن 10 ملايين طن سنويا من الفوسفات الخام، والذي سيتيح بعد تحويله ومعالجته وتصديره توفير عائدات تصل إلى ملياري دولار سنويا.