ـلمسرح سوق أهراس

"الساقية.. العظماء لا يموتون" على ركح "بشطارزي"

"الساقية.. العظماء لا يموتون" على ركح "بشطارزي"
  • 87
م. خ م. خ

كان ركح المسرح الوطني الجزائري، على موعد مع العرض الشرفي لعمل ركحي تاريخي خاص، ويتعلّق الأمر بأحدث إنتاجات مسرح سوق أهراس الجهوي "الساقية .. العظماء لا يموتون"، التي استحضرت ما حدث يوم السبت الثامن فيفري 1958.
وشهد هذا  التاريخ جريمة فرنسية بشعة طالت قرية ساقية سيدي يوسف على حدود الجزائر وتونس، أدى القصف الوحشي إلى استشهاد 79 جزائرياً وتونسياً بينهم 20 طفلاً وإحدى عشرة امرأة، كما أصيب 130 بجروح. وحرصت مسرحية "الساقية .. العظماء لا يموتون" على تخليد رمزية وتفاعلات الساقية.
هذا المعنى حرص مدير الإنتاج، الأستاذ الفنان محمد اسلام عباس على إبرازه، وعلى وتر موسيقي وقّعه زكري بن صالح، نسج عباس على منوال ما كرّسه على مدار 33 عاماً من المراكحات. وشهدت المسرحية عودة لافتة للكوريغراف رياض بروال الذي يتولى الإشراف الفني على التجربة.

واستذكرت المسرحية التي أخرجتها سمية بوناب، ما حدث قبل 66 عاماً، عبر عائلة جزائرية مكافحة واجهت مرارة الاستعمار بتضحيات بالغة.
وفي اشتغال للفنانة ليديا لعريني، وسينوغرافيا وأنفوغرافيا زين العابدين خطاب، جرى إبراز أنموذج الجزائرية الفحلة الآبدة الحضور. هذه الجزائرية لم تكن سنداً فقط لأخيها الرجل، بل كانت عنصراً فعّالاً على عدّة صُعُد. وفي عمل كتبه الياس مازن فارح، تتجلى البطلة العظيمة "لالّة ربيحة" التي سطرت ملاحم نابضة بدُررٍ ستظلّ ملهمة.

"الساقية .. العظماء لا يموتون" هي صرخة ضدّ النسيان، ولوحات ترفض التعامي على إجرام فرنسي لا يسقط بالتقادم. وتحيلنا المسرحية التي ستجوب مختلف حواضر الجزائر، على حيثيات ما خطّط له الفرنسيون تزامنًا مع يوم السوق الأسبوعية لسكان الساقية. وبرّرت فرنسا جريمتها آنذاك بـ "حق ملاحقة ومتابعة وحدات جيش التحرير الوطني"! واعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتداء الفرنسي على الساقية "عملاً جنونيًا"، وتعتبر "الساقية" رمزًا عميقًا للنضال الشعبي الجزائري التونسي المشترك.
وتحيي الجزائر وتونس في الثامن فيفري من كل عام، ذكرى المجزرة التي امتزجت فيها الدماء الجزائرية والتونسية، وتشكّل ذكرى الساقية محطة إضافية لتعزيز الإخاء والتضامن الجزائري التونسي. ويُجمع المؤرخون والباحثون على أنّ مجزرة الساقية جريمةً ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم.