تساعد في تقوية مناعة المصاب بالسرطان
المرافقة النفسية للمريض جزء من العلاج
- 271
تعد المرافقة النفسية جزء مهم من العلاج، والتكفل بالشخص المصاب بالسرطان، سواء للذكر أو الأنثى، إذ تعد الراحة النفسية ضرورية لتقبل المرض والاستعداد للشفاء، ويعتقد الكثيرون أن الرجل أقوى في تلقي أي خبر مهما كان قاسيا، لاسيما ما تعلق "بالإصابة بالسرطان"، غير أن الحقيقة عكس ذلك، فهو حساس ويحتاج إلى الدعم النفسي، خاصة في المراحل الأولى من المرض، ما قد يرفع فرص الشفاء كليا.
تشير العديد من الدراسات الحديثة، إلى أن أكثر من ثلث المصابين بالسرطان، يعانون من اضطرابات نفسية، بعد الكشف عن الإصابة، الأمر الذي جعل المرافقة النفسية أكثر جزء يركز عليه الأطباء عند علاج المصابين بالسرطان.
وعلى هامش اليوم التحسيسي والتوعوي، حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان البروستات، الذي نظمته الجمعية العلمية لطلبة الصيدلة، في إطار شهر التوعية "نوفمبر الازرق"، للتحسيس بالأمراض المرتبطة بالرجل، أشار المشاركون إلى أهمية الدعم النفسي، والمرافقة السيكولوجية للرجل المصاب بالسرطان.
في هذا الصدد، قال سمير لعور، عضو بالجمعية، إن التكفل بالمصاب بالسرطان جزء جد حساس من العلاج، موضحا أنه غالبا ما يعاني الأشخاص المصابون من الاكتئاب واضطرابات القلق واضطرابات التكيف واضطرابات النوم، وفي حالة وجود هذا النوع من الاضطرابات، يجب تدخل الدعم فورا، لأن له دور مهم في العلاج.
وأكد المتحدث، أن المصاب بالسرطان، عند الكشف عن إصابته، سيدخل في دوامة من القلق، وطريق مجهول مليء بأفكار مختلفة سلبية، مثل الخوف من الموت، الخوف من معاناة العلاج الكيماوي، أو فقدان الحياة الطبيعية، إلى جانب انعكاس حزن المحيطين به على نفسيته، كلها تؤثر عليه بشكل كبير.
وأوضح المتحدث، أن المصاب سوف يمر في مرحلة أولى بصدمة، إذ يرفض تقبل الإصابة، ثم مع التدخل النفساني والمرافقة يبدأ في التفاعل والتأقلم مع المشاعر، مثل القلق والخوف وحتى الغضب، تليها مرحلة تقبل المرض والتعامل معه للعلاج، وأخطر ما يلتمسه المعالجون؛ رفض الإصابة بالمرض، ثم رفض العلاج.
وأضاف نفس المصدر، أن الرجل يحتاج إلى مرافقة نفسية، ولا يجب أبدا الاعتقاد بأن الرجل قوي وله شخصية لا تتطلب التدخل النفساني، خصوصا عند الكشف عن إصابته بالسرطان، فهذا المرض الخطير أصبح مرادفا للموت، وهذا ما يرعب الجميع، ويعتقد أن فور اكتشافه، سوف تكون نهايته الموت حتما، وهذا خاطئ.
مؤكدا أن التكفل النفسي أمر ضروري لعلاج المصاب بالسرطان، وأن الشخص الذي يعاني من اكتئاب وقلق بسبب اكتشافه الإصابة به، سوف لا يتجاوب مع العلاج وتؤثر عليه نفسيته بشكل كبير، ما يضعف من نسبة نجاح علاجه وشفائه.
وأكد سمير لعور، أن الخوف والقلق وهذه الأحاسيس السلبية، تضعف المناعة، وهذا ما يزيد الطين بلة، كما يقال، فإذا تراجعت المناعة، سيزيد احتمال ضعف المريض بسبب العلاج الكيماوي.
الوقاية ضرورية
على صعيد أخر، أوضح المتحدث، أن توعية الرجل بأهمية القيام بالتشخيص المبكر للوقاية من السرطان، خاصة سرطان البروستات، الذي يعد من أكثر أنواع السرطانات انتشارا، حيث يتم تسجيل، حسب المتحدث، قرابة مليون إصابة سنويا، مشيرا إلى أنها من أخطر السرطانات التي تصيب الرجل، لكن تشخيصه المبكر يرفع من احتمالية العلاج، ويجب أيضا التركيز على الجانب النفساني لرفع نسبة الشفاء.
ونبه المتحدث في الختام، إلى أهمية التشخيص المبكر للسرطان، بهدف ضمان العلاج، وأنه لا يجب أبدا إيجاد حرج في التحدث مع الطبيب المعالج، وتوضيح بعض الأعراض التي قد تكون منبها للإصابة، فإذا كان الكشف مبكرا، يمكن استئصال الورم ونسيج الغدة قبل انتشاره في باقي العضو، وعلى كل بالغ 50 سنة من العمر، إجراء تلك الفحوصات الروتينية.