أيام قرطاج المسرحية
البحث في علاقة المسرح بالمقاومة
- 84
خصصت الهيئة المديرة للدورة الخامسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية، التي تنعقد في الفترة بين 23 و30 نوفمبر الجاري، ندوتها الفكرية الدولية لـ«المسرح والإبادة والمقاومة: نحو أفق إنسي جديد"، وجاء اختيار إدارة المهرجان لهذا المحور لما قالت إنه "موضوع يشغل المثقفين في العالم العربي، خاصة في مواجهة الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ سنوات، وخاصة منذ طوفان الأقصى، إذ أصبحت المجازر بمعدل يومي، وفاق عدد الشهداء الخمسين ألفا دون الجرحى والمشردين الذين فقدوا بيوتهم ويعيشون في العراء".
وأوضح بيان للإدارة، أنه "في هذه اللحظة التاريخية، وفي هذا المنعطف الفلسطيني الذي يمر به الفكر الإنساني التحرري اليوم، تتأكد ضرورة مسرحٍ مناهضٍ للإبادة أكثر من أي وقت مضى، بحيث يندرج في أفقٍ هو من طبيعة إنسية جديدة، تعمل على إعادة تأسيس الفكر المدافع عن الإنسانية الحرة".
على امتداد ثلاثة أيام، تطرح الندوة الدولية "المسرح والإبادة والمقاومة، نحو أفق إنسي جديد"، جملة من المسائل الجمالية والإيتيقية، وتناقش عددا من المحاور المهمة، منها "الخصوصيات الجمالية لممارسة مسرح الإبادة ومسرح المقاومة في مختلف المجتمعات، وخلال الزمن الاستعماري والرأسمالي الاستهلاكي"، و«إيتيقا وضع الدمار والإبادة على الخشبة وتحويلهما إلى مشهد مسرحي"، و"علاقة الفن المسرحي بعلوم الإنسان والمجتمع التي تخوض في ذاكرات الإبادة والمقاومة والصناعة التاريخية الاجتماعية للهويات"، و«مسرح الإبادة والمقاومة وابتداع المستقبلات الممكنة".
ويتضمن برنامج الندوة ست جلسات علمية، يترأس الجلسة الأولى الدكتور محمد المديوني، وهي تحمل عنوان "المسرح والإبادة والمقاومة أطروحات ومقاربات" ويقدم خلالها كل من نوفل حنفي من تونس وأري سيتاس من جنوب أفريقيا ونجوى قندقجي من الأردن، وخيرة بوعتو من الجزائر، ورقات حول المسرح والإبادة وإيتيقا التعبير عن الدمار.
ويترأس الدكتور أحمد القاسمي الجلسة الثانية، التي يشارك فيها صفاء سلولي وعلي الحبيب الفريوي وأنديرا راضي ورقات في تجارب أنتونين أرطو وأغوستو بوال وتجلياتهما في غزة وجمالية الحياة. وفي اليوم الثاني، يترأس الدكتور محمد مسعود إدريس الجلسة الأولى، وهي تحت عنوان "الفرجة المقاومة والاستعمار والحرب الأهلية"، ويتدخل فيها هايل علي أحمد المذابي من اليمن والسر السيد محمد من السودان وعبدالحليم المسعودي من تونس وأحمد شنيقي من الجزائر. ويترأس كريم دكروب من لبنان الجلسة الثانية تحت عنوان "المسرح والعنف والدكتاتورية".
أما في اليوم الثالث، فستكون الجلسة الأولى تحت عنوان "المسرح والمقاومة في أفق فلسطيني رؤى متقاطعة" برئاسة نجوى قندقجي، وستقدم فيها ثلاث مداخلات لسعيد كريمي من المغرب وإيناس زرق عيونه من تونس وعماد هادي خفاجي من العراق، وتخصص آخر جلسات هذه الندوة لغزة ولبنان برئاسة أحمد شنيقي من الجزائر، تحت عنوان "من غزة إلى لبنان"، ويشارك فيها عبدالرحيم الشيخ من فلسطين، بمداخلة بعنوان "الموت الفلسطيني بين السجن والإبادة في مسرحيات وليد دقة"، وكريم دكروب من لبنان بمداخلة بعنوان "مسرح الدمى والنضال من أجل الهوية خلال الحرب الأهلية في بيروت".
"المسرح مقاومة"، شعار ترفعه الدورة الحالية من أيام قرطاج المسرحية، وهو إن بدا واضحا في اختيارها لمواضيع الندوات الفكرية، إلا أنه يتضح أكثر في اختيارها للأعمال المسرحية المشاركة، فأغلبها تدعم المقاومة بالفن ضد كل أوجه الاضطهاد والاستبداد والحروب، وهي عروض تؤكد أن المسرح فعل مقاوم يقوم على القراءة النقدية للواقع بكل مكوناته السياسية والاقتصادية، ويعبر عن القضايا الإنسانية المهمة.