السرد البوليسي في الرواية الجزائرية
إبراز الخصوصيات في ملتقى باتنة
- 93
ينظم مخبر المتخيل الشفوي وحضارات المشافهة والكتابة والصورة، بالتعاون مع قسم اللغة والأدب العربي لجامعة باتنة "1"، وفرقة البحث "سرديات المنفى، فضاءات الهجنة وسياسات الهوية"، يومي 27 و28 نوفمبر الجاري، ملتقى وطنيا حول "السرد البوليسي في الرواية الجزائرية"، بمشاركة أساتذة باحثين من مختلف الجامعات الجزائرية، على غرار بسكرة، باتنة وأم البواقي.
سيناقش الحضور في هذا الملتقى، الإشكالية التي تقلل من أهمية الرواية البوليسية، وتشكل حضورا محتشما في السرد الروائي العربي، من خلال نصوص معدودة هنا وهناك في أقطار الوطن العربي، مقارنة بنظيرتها في أمريكا والدول الأوروبية. وحسب المنظمين، فإن اختيار موضوع الرواية البوليسية الجزائرية، هو محاولة لتشريح الوضع الأدبي لهذا النوع من الكتابة الإبداعية، من حيث الإنتاج والتلقي والمقاربة النقدية، وفهمها فنيا وموضوعاتيا ضمن مختلف السياقات السوسيو- ثقافية، الإيديولوجية والنفسية.
من هذا المنطلق، سيعمد المنظمون إلى إبراز تلك الخصوصيات في 08 محاور هي؛ "الرواية البوليسية الجزائرية"، "جدلية اللغة والهوية في الرواية البوليسية المكتوبة بالفرنسية"، "الإيديولوجيا والمرجعيات الثقافية والفكرية في السرد البوليسي الجزائري"، "إشكال البنى السردية وتقنيات الكتابة في الرواية البوليسية الجزائرية"، "التجديد والتجريب في الرواية البوليسية الجزائرية"، إلى جانب "الرواية البوليسية والمقاربات النقدية المعاصرة"، "الرواية الجزائرية في الدراسات الأكاديمية الجامعية" و"المقارنة بين الرواية البوليسية الجزائرية في الجزائر وفي العالم العربي والغربي من حيث التقاطع والتوازي".
يهدف الملتقى، حسب منظميه، إلى توجيه الوعي والاهتمام بالكتابة السردية في الرواية الجزائرية، والتعريف بأعلام الرواية البوليسية، الكشف عن القيمة الفنية والنقدية لهذا النوع من الكتابة السردية، وإظهار مدى اهتمام الدراسات الأكاديمية الجامعية بالمحكى البوليسي في السرد الجزائري، ومن ثمة إدراك هدفين؛ علمي هو إبراز الخصوصية الفنية والموضوعية للسرد البوليسي، وثقافي هو توجيه اهتمام الباحثين إلى كتابة الرواية البوليسية وتحسيسهم بضرورة البحث فيها، وإعداد دراسات علمية جادة تعمد في استثمارها للمحكى البوليسي، لإقامة التواصل بين المستويين الفني والخطابي، من حيث انعكاس المجتمع بكل تجلياته وتحضيراته في مرآة الأدب عبر هندسة الحكي، وتوظيف فعل التحقيق بكل آلياته وتقنياته. فضلا عن دور الرواية البوليسية في بث وعي إنساني وثقافي.
ولنفس الغرض، يراهن المنظمون على تجاوز تلك الصورة النمطية المرتبطة بعناصر التحقيقات البوليسية، إلى تحويل تلك المكونات والتقنيات إلى شكل سردي، يستمد شرعيته وخصوصيته من واقعه، ونسيجه الفني، وقاموسه اللغوي، في إطار بنية خطابية لغوية، وجمالية فنية متجددة رؤية وكتابة.
ومن المرتقب أن تتوج هذه الفعاليات بعدة توصيات، ترفع للجهات المعنية والرد على الجدل القائم حول الرواية البوليسية الجزائرية، من حيث كونها مجرد أدب هامشي موجهة للتسلية والترفيه، وتأكيد خصوصياتها باعتبارها جنسا أدبيا ذا قيمة فنية وأدبية.