ضعف العمل الجمعوي زاد من استفحال المرض
بلوغ صفر إصابة يتطلب برامج ميدانية
- 179
❊ المخدرات والعلاقات الجنسية غير المحمية رفعت معدلات الإصابة
أرجع أحسن بوفنيسة، إطار في الصحة وناشط جمعوي، للوقاية في الوسط الشباني جمعية "تضامن ايدز"، الارتفاع المسجل في عدد الحالات المصابة بسرطان "الإيدز" في الجزائر، إلى ضعف البرامج المسطرة للحد من الداء، بالمقارنة مع الاستراتيجية المسطرة للتكفل بمرض السرطان. وقال في معرض حديثه لـ"المساء"، بأن الأولوية اليوم لدى الجهات المختصة، ينصب حول أمراض السرطان والأمراض المعدية، الأمر الذي جعل داء "السيدا" يتراجع من حيث الأولوية، ورفع عدد الحالات المسجلة، حيث يتوقع هذه السنة تسجيل أكثر من 3 آلاف حالة جديدة، بالمقارنة مع السنة الماضية، التي شهدت تسجيل 2000 حالة جديدة ، وفق المتحدث.
أوضح المتحدث، أن العامل الأساسي الذي دفع إلى تسجيل ارتفاع عدد الإصابات بداء فقدان المناعة المكتسبة، هو المخدرات والعلاقات الجنسية غير المحمية، في ظل تراجع دور العمل الجمعوي في العمل التحسيسي، بسبب غياب الدعم الكافي، لتمكين الجمعيات من ممارسة نشاطها الجواري، مشيرا بالمناسبة، إلى أنه سبق للتنظيم الذي ينتمي إليه أن طالب وزارة الصحة، بتفتح رواق مالي للجمعيات المختصة، لتتمكن من القيام بالنشاط الجواري، غير أن هذا المطلب ظل مجرد حبر على ورق، الأمر الذي قلص من نشاط المجتمع المدني في الميدان، وجعله يسير نحو العمل الموسمي.
أوضح بوفنيسة بأنه يفترض أن برنامج "السيدا"، ليس برنامجا وطنيا فقط، وإنما هو برنامج عالمي، يسعى إلى بلوغ صفر إصابة بـ"الإيدز" مطلع سنة 2030، غير أن العمل بالوتيرة الحالية، يجعل، حسبه، "تحقيق هذا الهدف بعيد المنال"، مشيرا إلى أن المعطيات الأولية، تقول بأنه في سنة 2030، يمكن أن يتقلص العدد إلى 500 حالة سنويا، ولكن الواقع يسجل غير ذلك، لأن سنة 2023 شهدت تسجيل 2500 حالة جديدة، وحسب نفس المعطيات، فإن التقديرات تشير هذه السنة، إلى تسجيل 3000 حالة جديدة، "الأمر الذي يتطلب دق ناقوس الخطر، وإعادة النظر في البرنامج المسطر، والتأكيد على العمل الجواري والحث على الوقاية والتشخيص، خاصة لدى فئة الشباب الأكثر عرضة"، يضيف محدث "المساء".
العودة للميدان تحفز الوقاية
الوصول إلى رفع الوعي والحث على التشخيص والتواجد في الميدان، وتحديدا في الأماكن التي يتواجد فيها الشباب الأكثر عرضة لمثل هذا النوع من الأمراض، يتطلب، حسب ذات المتحدث، من وزارة الصحة أن تعيد النظر في البرنامج المسطر، لتحفيز العمل الوقائي، والذي "لا يتحقق إلا بتوفير الدعم المالي للمجتمع المدني المتخصص، حتى يتمكن من تحقيق النتائج المطلوبة"، مردفا بقوله: "إن تكلفة الوقاية أقل بكثير من تكلفة العلاج الضخمة، ومنه دعم جهود الدولة في القضاء على الداء، وبلوغ أهداف التنمية المستدامة المسطرة مطلع 2030، وتسجيل صفر إصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة".
وردا على سؤال "المساء"، حول ما إذا كان هذا الداء من الطابوهات التي يرفضها المجتمع، أوضح المتحدث، بأن المرض يتحول إلى "طابو" عندما يغيب العمل الجواري ويصبح المرض مسكوتا عنه، في هذه الحالة، يتحول إلى موضوع غير قابل للنقاش، ولكن في مقابل التواجد الميداني والتوعية حول كل ما يتعلق بالداء وكيفية التكفل والمرافقة والمساعدة على الاندماج في المجتمع، يزول هذا الإشكال. وقال أيضا: "الدليل على ذلك، أن الجمعية عندما تقوم بنصب أجنحتها في الساحات العمومية، والتي تلقى إقبالا كبيرا عليها، خاصة من الشباب، للاستفسار والتشخيص".
دعوة لإعادة دعم مشاريع مرضى "الآيدز"
من بين المبادرات التي لقيت استحسانا كبيرا في السنوات الماضية، لدى المرضى، حسب الناشط الجمعوي بوفنيسة؛ عمليات تمويل مشاريع مصغرة للمصابين بـ"الآيدز"، ليتمكنوا من تحقيق الاستقلال المالي والاندماج في المجتمع، غير أن هذه المبادرة سرعان ما توقفت، بسبب إقفال ملف الدعم من وزارة التضامن الوطني، وأردف قائلا: "بالمناسبة، ندعو وزارة التضامن الوطني، إلى أن تعيد فتح ملف دعم المشاريع الموجه للمصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة، الذي كانت الجمعية تدعم به المرضى الذين يحتاجون إليه، لمباشرة بعض المشاريع". مؤكدا أن العملية تدخل في إطار محاربة التمييز ضد هذه الفئة المريضة، ومساعدتها على الاندماج، وحتى على العلاج، ومنه أيضا وضع حد لسلسة انتقال المرض، من خلال السيطرة على الفئة المريضة.