أكلي أوراد يقدّم كتابه بمؤسسة "عسلة" ويصرّح:

إصداري شهادة حيّة على التمييز العنصري الذي يطول الفلسطينيّين

إصداري شهادة حيّة على التمييز العنصري الذي يطول الفلسطينيّين
  • 197
لطيفة داريب لطيفة داريب

أسبوع واحد كان كافيا للمهندس الكاتب أكلي أوراد، لكي يكون شاهدا على الاضطهاد الذي يتعرض له الفلسطينيون على أرضهم من طرف المحتل الصهيوني، ليقرّر بعد مرور 25 سنة على مهمة العمل هذه وإثر اندلاع "الطوفان الأقصى" وما انجرّ عنه من إبادة وتشريد للفلسطينيين، إصدار كتاب بعنوان "من لندن إلى القدس، رعب موعود" عن دار  "القصبة"، قدّمه، أوّل أمس، بمؤسّسة "عسلة".

اعتقد الكاتب أكلي أوراد، حسب تصريحه بمؤسسة "عسلة"، أنّ المقال الصحفي الذي كتبه عن مهمة العمل التي أوكلت له عام 1999 من البنك الدولي انطلاقا من لندن حول مشروع إصلاح الطرقات بفلسطين، يكفي. إلاّ أنّه بعد مشاهدته عمليات التقتيل التي طالت الفلسطينيين والتي وصلت إلى حدّ الإبادة الجماعية، قرّر أن يكتب شهادته من قلب الحدث؛ أي من الأراضي المحتلة منذ أكثر 70 سنة، من طرف "خدعة" تسمى " إسرائيل".

وأضاف أنّ الكثير من الجزائريين لم يعيشوا فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، ويعرفونها، فقط، من كتب التاريخ وشهادات المجاهدين وأفراد العائلة، وكذا من الأفلام واللوحات التشكيلية وغيرها؛ لهذا قبِل مهمة عمل إلى فلسطين؛ بحكم أنّه مستشار دولي اقتصاد وتسيير النقل من طرف البنك الدولي، الذي أراد دعم اتفاقيات أوسلو من خلال مساعدة السلطة الفلسطينية في تسيير أجزاء من الطرقات التي تنازلت عنها السلطة المحتلة وفق هذه الاتفاقيات.

وتابع أنه رغب، أيضا، في زيارة فلسطين؛ كي يتعرّف من الداخل، على عيش الفلسطينيين في ظلّ الاحتلال الصهيوني والتمييز العنصري "الأبرتايد"، ليكتشف بأمّ عينيه، الممارسات الصهيونية العنيفة جدا التي مسّته شخصيا؛ لأنّه جزائري، علاوة على الانفجارات التي شهدها، أيضا، في نابلس من طرف الطائرات الأمريكية، وكذا محاصرة مدن قديمة جدا، تحوّلت إلى محتشدات، وغرس الكولون الصهيوني في قلب الضفة الغربية، والقدس الشرقية.

وأضاف المتحدّث مجدّدا، أنّه كان شاهدا على الإهانات المشينة للفلسطينيين في عقر دارهم، وعلى ممارسات التمييز العنصري "الأبرتايد" من طرف صهيونيين قدِموا من أوروبا الشرقية وإفريقيا الشمالية، مثلما كان يحدث في إفريقيا الجنوبية التي يعرفها جيدا؛ لأنه يزورها كلّ عام منذ تحرير نلسون مانديلا.

وقال أكلي إنّ كتابه عبارة عن رحلة حيّة، تأخذ القارئ إلى هذه المنطقة الموجعة، مطالبا بشدّ الحزام جيدا. 

وبالمقابل، ذكر أنّ روايته قرأها كُتّاب وصحفيون مثل عمر زنتار، الذي كتب أنّ هذا المؤلَّف يجب إدراجه ضمن تراث الإنسانية. أما الكاتب الصحفي صالح قمريش الذي كتب مقدّمته، فأشار إلى ضرورة وجود هذا المؤلَّف في أهم المكتبات العالمية للدول الحرة، التي لا يخضع إعلامها لإسرائيل.

وأشار أكلي إلى استخدامه أسلوب التهكم والفكاهة السوداء في كتابه؛ نظرا لأنّه كان فنانا مسرحيا في فرقة "دبزة" ، وعاصر الفنان زياني شريف عياد، والراحلين مجوبي، وصونيا وبن قطاف. كما أسّس فرقته المسرحية التي كان يستعمل فيها هذا الأسلوب، إلاّ أنّه لم يشأ أن يصبح محترفا، خاصة أنّ الفن الرابع لا يمكن الفنانَ أن يعيش من عائداته.

وبالمقابل، كشف أكلي عن تخصيص عائدات الكتاب للجمعية الفلسطينية "الحق"، التي تتابع قضائيا، حكام دول الغرب بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية بحقّ الفلسطينيين، وعن موضوع كتابه الجديد الذي سيكون حول الأبرتايد.

للإشارة، عرض الفنان الرسام رشيد جلال مجموعة من كاريكاتوراته في هذه الفعالية. وقال بالمناسبة إنّه لا يستعمل النصّ كثيرا في رسوماته التي تعبّر، فعلا، عن هذا الموضوع الذي يتعلّق بغزة طبعا، مضيفا أنّه يتضامن مع الفلسطينيين من خلال رسوماته.