نجاة جغبوب مختصة في صناعة الأجبان الطبيعية
إبداع في المنتوج المحلي والأجنبي بنكهة جزائرية
- 302
❊ تكوين الراغبات في إنشاء مؤسسات صغيرة
لا تزال صناعة الأجبان من الصناعات التي تستهوي الكثير من النساء الريفيات، على مستوى ولاية البليدة، بالنظر إلى ما تتوفر عليه الولاية من أنشطة فلاحية، متربطة بتربية الحيوانات، كالأبقار المنتشرة عبر بعض البلديات الجبلية، على غرار بوعينان والشريعة، الأمر الذي فتح الباب أمام الكثيرات لولوج عالم الشغل، وإنشاء مؤسسات مصغرة في مجال صناعة الأجبان الطبيعية وتعليمها، والعينة كانت للسيدة نجاة جغبوب، التي تعلمتها على يد والدتها في المنزل، وشرعت في تعليمها للنساء عبر كل ولايات الوطن.
قالت الحرفية نجاة جغبوب، مختصة في صناعة الجبان الطبيعية، مدربة معتمدة من طرف الدولة، في حديث خصت به "المساء"، بأن قصتها مع حرفة صناعة الأجبان الطبيعية بدأت في منزلها العائلي، وعلى يد والدتها، إذ أنها كغيرها من النساء الكثيرات بالبليدة، تنتمي إلى عائلة فلاحة من سكان بلدية بوعينان، حيث كانت تشاهد والدتها، وهي تصنع الجبن بطريقة تقليدية، من حليب البقر، وكانت تحرص على أن يكون الحليب المستخرج من الحيوان نظيفا، ولا يعاني من أي مرض، حتى تكون الأجبان صحية وطبيعية.
بعدها، قررت دخول هذا العالم، ولكن بطريقة مبتكرة، فاختارت أن تقتني بعض الأجهزة التي تساعد على استخراج كميات وافرة من الحليب، والتأكد من صلاحيتها، ومن ثمة الشروع في صناعة الأجبان، لتتمكن من التأسيس لمشروعها.
لم تكتف الحرفية نجاة جغبوب، بالاعتماد على الطريقة التقليدية في صناعة الأجبان، وإنما سعت إلى تطوير مهارتها من خلال المشاركة في دورات تكوينية، والتحاقها بغرفة الصناعات التقليدية، التي مكنتها من الحصول على الامتيازات التي تمنحها بطاقة الحرفي الرقمية. كل هذا ساعدها على تطوير منتجها، حيث ارتقت من مجرد صنع جبن طبيعي محلي، إلى تحضير أجبان غربية بنكهات جزائرية. وهي اليوم تملك في رصيدها ما يزيد عن 50 نوعا من الأجبان الغربية بنكهات جزائرية مطلوبة على مستوى الولاية وخارج الولاية، ومنها جبن "الغرويار" وجبن "الشيدر" وجبن "القودا"، وأجبان شرقية، مثل "جبنة قريش وجبنة الحلوم وجبنة المدعبلة"، والأجبان المحلية، مثل "جبنة بوهزة، الكليلة والكمارية".
وحسبها، فإن تحكمها في تقنيات صناعة الجبن الطبيعي، جعلها تقرر نقل تجربتها إلى غيرها من الراغبات في تعلم حرفة صناعة الجبن، حيث تقوم بناء على دعوات توجه إليها من عديد الولايات، بالإشراف على دورات تكوينية، تنقل من خلالها تجربتها الرائدة في صناعة أنواع مختلفة من الأجبان بنكهات وأذواق مختلفة، تجتمع كلها في كونها طبيعية مائة بالمائة، مشيرة في السياق، إلى أنها أشرفت، مؤخرا، على تكوين فوج من دولة ليبيا الشقيقة في صناعة الأجبان الطبيعية المحلية.
تعتقد الحرفية نجاة، أن كل امرأة بإمكانها أن تؤسس لمؤسستها الخاصة، يكفي فقط أن تقوم بتطوير مهاراتها في أي نشاط، خاصة وأن الدولة فتحت الكثير من الآفاق، ممثلة في أجهزة الدعم المختلفة التي تعرض عدة طرق في المرافقة والدعم.