راح ضحيتها 33 شهيدا وأكثر من 84 بين مفقود ومصاب
مجزرة وحشية مروّعة بمخيم النصيرات
- 322
ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني مجزرة وحشية مروعة في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى من قطاع غزّة، بعد أن قصف مربعا سكنيا يضم عدة عمارات يقطنها عشرات المدنيين غالبيتهم من الأطفال النساء، راح ضحيتها 33 شهيدا وأكثر من 84 مفقودا ومصابا في حصيلة أولية.
أكد المكتب الاعلامي الحكومي أن جيش الاحتلال كان يعلم أن هذا المربع السكني يضم عدة عمارات وعشرات المدنيين غالبتهم الأطفال والنساء والنازحين الذين شردهم من منازلهم وأحيائهم السكنية المدنية في ظل سياسة التهجير القسري الممنهجة التي يرتكبها كجريمة ضد الإنسانية وجريمة مخالفة للقانون الدولي. وأدانت سلطات غزة بأشد العبارات ارتكاب جيش الاحتلال لهذه المذبحة الوحشية الجديدة ضد المدنيين والأطفال والنساء وقتله حتى الآن 33 شهيدا يضافون إلى قوائم الشهداء الكرام، مطالبة كل دول العالم بإدانة هذه المذابح المروعة ضد النازحين وضد المدنيين وضد الأطفال والنساء. وحملت الإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية، وخاصة المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، كامل المسؤولية عن استمرار حرب التطهير العرقي وحرب الاستئصال وجريمة الإبادة الجماعية ومواصلة ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة. وطالبت المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالضغط على الاحتلال بكل الوسائل والطرق لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة ووقف الحرب ضد الأطفال وضد النازحين.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية ما وصفته بـ"المجزرة الوحشية" التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في مخيم النصيرات، معتبرة إياها "نتيجة مباشرة لتخاذل المجتمع الدولي وفشله بتنفيذ قراراته والتزاماته". واعتبرت في بيان أمس، أن التدمير المتواصل لشمال القطاع والانتقال لمدينة غزة، يهدف إلى "قتل الحياة الفلسطينية في القطاع كسياسة مقصودة تندرج في إطار تقويض أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية وتحويل قضيتها إلى مشكلة سكانية بحاجة لبرامج إغاثية". وحملت المجتمع الدولي المسؤولية عن تقاعسه في حماية الشعب الفلسطيني ووقف حرب الإبادة والتهجير، داعية إلى "وقف العدوان فورا وتوفير الحماية الدولية وتنفيذ القرارات الأممية ذات العلاقة".
تأتي هذه المذبحة المروعة غداة مجزرة مدبرة باغتيال 13 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات في إطار فرض معادلة تجويع المدنيين والأطفال والنساء، ليرتفع إجمالي عدد شهداء تأمين المساعدات إلى 722 شهيد، دعت على اثره سلطات القطاع المنظمات الأممية والدولية إلى الإعلان عن موقفهم تجاه جرائم الاحتلال باستهداف عناصر تأمين المساعدات. كما تأتي بالتزامن مع خطة الاحتلال بإسقاط المنظومة الصحية في قطاع غزة وفي ظل الضغط على الطواقم الطبية والصحية بشكل هائل ومواصلة استهدافه المستشفيات والمراكز الطبية وإخراجها عن الخدمة بالتزامن مع منع الاحتلال إدخال العلاجات والأدوية والمستلزمات الطبية في إطار جريمة الإبادة الجماعية.
تحذير من مواصلة جيش الاحتلال استهداف المنظومة الصحية
وحذّر المرصد الأورو ـ متوسطي لحقوق الإنسان، من أن جيش الاحتلال يستهدف بشكل ممنهج الطواقم الطبية شمال قطاع غزّة، في مسعى لتدمير النظام الصحي كليا وفرض ظروف معيشية مميتة تؤدي إلى حرمان الفلسطينيين الرعاية الطبية المنقذة للحياة ضمن جريمة الإبادة الجماعية. وذكر المرصد في بيان صحفي أمس، بأن فريقه وثق استهداف جيش الاحتلال الصهيوني الطبيب سعيد جودة، ظهر الخميس، أثناء توجهه من مستشفى "كمال عدوان" إلى مستشفى العودة لمعالجة بعض الحالات بما أدى إلى استشهاده علما أنه طبيب العظام الوحيد الموجود شمال القطاع. وأكد أن الجيش الصهيوني استهدف مستشفى "كمال عدوان" أكثر من 20 مرة في غضون الأيام العشرة الماضية، وأصاب عددا من أفراد الطواقم الطبية فيها، إلى جانب المرضى ومرافقيهم، محذّرا من أن جيش الاحتلال "يعمل بشكل منهجي وبنمط واضح ومتكرر على استهداف الطواقم الطبية القليلة التي بقيت في شمال غزّة، مما يفاقم صعوبة تقديم الخدمات الصحية لعشرات آلاف السكان المحاصرين منذ 69 يوما، بينما يستمر أيضا بمنع الدفاع المدني وطواقم الإسعاف من العمل منذ 51 يوما".
وقال إن التدقيق في سجلات وقوائم ضحايا الاستهداف الصهيوني تدل على وجود سياسة منهجية وواسعة النطاق بقتل واغتيال الكفاءات الفلسطينية والنخب في القطاعات المختلفة، إلى جانب دائرة القتل التي طالت عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين. وذكر الأوروـ متوسطي أن الاحتلال استهدف 1057 فلسطيني من الطواقم الطبية منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، كما شملت القائمة العلماء والأكاديميين حيث استشهد أكثر من 135 منهم كان آخرهم البروفيسور عبد السلام أبو زايدة، الذي استشهد مع ستة فلسطينيين آخرين في غارة للاحتلال استهدفت عمارة سكنية في مدينة غزّة مساء الأربعاء الأخير. وأشار إلى أن قوائم النخب التي طالها الاستهداف شملت كذلك الصحفيين، حيث استشهد منهم 193 إلى جانب ذوي الكفاءة في مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجة وهندسة الحاسوب والمؤثرين في هذه المجالات الحيوية في المجتمع.
في هذا السياق، دعت "حماس" مجلس وزراء الصحة العرب في دورته الـ61 التي استضافته العراق، إلى تبنّي قرارات وخطط عملية عاجلة لإنقاذ منظومة القطاع الصحي والمستشفيات في قطاع غزّة، التي تعرضت لتدمير ممنهج لكل إمكانياتها وكوادرها الطبية منذ أكثر من عام، بفعل العدوان وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضدّ شعبنا في قطاع غزَّة.