بعد تعيينه رئيسا جديدا للوزراء في فرنسا
المخضرم بايرو في مواجهة "جبل" من التحديات
- 247
يواجه السياسي الفرنسي المخضرم، فرانسوا بايرو، غداة تعيينه رئيسا للوزراء خلفا لميشيل بارنييه، تحديا كبيرا لتشكيل فريق حكومي وسط انقسام شديد تتخبط فيه الساحة السياسية الفرنسية بما يهدّد من تطوّر الأزمة في فرنسا من سياسية إلى مؤسّساتية.
ستكون أولوية بايرو، الرجل السبعيني الذي عينه أول أمس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، رئيسا جديدا للوزراء، إقرار قانون خاص لتجديد ميزانية 2024 مع اقتراب معركة أشد ضراوة بشأن التشريع الخاص بموازنة 2025 في أوائل العام المقبل.
كما سيجد رئيس الحكومة المعين نفسه، مثل سلفه ميشيل بارنييه، أمام جمعية وطنية منقسمة بشدة أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة إثر حلّ الرئيس ماكرون الجمعية السابقة في جوان الماضي.
ففور تعيينه، أكد حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي أنه سيطرح مذكرة لحجب الثقة عن حكومة فرانسوا بايرو. وقال حزب الخضر، أنصار البيئة، إنه سيدعم حجب الثقة عن الحكومة.
وبينما رفض الحزب الاشتراكي الانضمام إلى الحكومة الجديدة، مؤكدا أنه سيبقى في صفوف المعارضة، قال حزب "التجمّع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، إنه لن يسحب الثقة من الحكومة إلا في حال تجاوزت "خطوطه الحمراء".
ويعد فرنسوا بايرو، سياسي فرنسي عريق وهو مؤسّس ورئيس حركة الديمقراطيين وشريك مهم في تحالف ماكرون الوسطي. كما يعد شخصية معروفة منذ عقود وكان إلى جانب الرئيس الراحل الأسبق، فاليري جيسكار ديستان، وأحد أقطاب "اتحاد الديمقراطيين الفرنسيين" الوسطي بصفته من تيار الديمقراطيين المسيحيين الأوروبي .
وبايرو الذي انتكس صعوده في عدة مناسبات، اتسم بالعناد والمثابرة وراهن على أن خبرته السياسية أساسية في جهود استعادة الاستقرار في مرحلة صعبة، حيث لا يحظى أي تكتل بمفرده بأغلبية في الجمعية الوطنية. وبعد الإطاحة بحكومة ميشال بارنييه، بمذكرة حجب ثقة في سابقة لم تشهدها فرنسا منذ ستينات القرن الماضي، وجد الرئيس الفرنسي نفسه في موقف حرج، دعا على إثره كل القوى السياسية لاجتماع تشاوري، مع استثناء حزبي "التجمع الوطني" من أقصى اليمين و"فرنسا الابية" من أقصى اليسار، في محاولة لإيجاد مخرج يمنع تحوّل الأزمة السياسية إلى أزمة مؤسساتية . وبقى الرئيس ماكرون على رأيه بعدم تعيين ممثل عن الجبهة الشعبية الجديدة اي تحالف اليسار المتعدّد والخضر لأنه كان يعتبر الصدام واقعا معه لا محالة، ولذا تردّد في التسمية بين مرشح معتدل من الحزب الاشتراكي والقطب الوسطي.
ولكن ونظرا لوجود تباينات داخل الحزب الاشتراكي ولتجنب دفع ثمن تصدع الجبهة الشعبية الجديدة، اقتنع الرئيس الفرنسي في اللحظة الأخيرة بتسمية بايرو، عله ينجح في تدوير الزوايا على الأقل حتى الموعد الممكن دستوريا لحلّ الجمعية الوطنية شهر جوان القادم.