استقرار وإنجازات الجزائر المنتصرة تزعجها

الاستخبارات الفرنسية تقع في وحل مخطّطاتها الدنيئة

الاستخبارات الفرنسية تقع في وحل مخطّطاتها الدنيئة
  • 194
مليكة. خ مليكة. خ

أضحت المشاحنة، السمة الغالبة على العلاقات الجزائرية الفرنسية بسبب إصرار لوبيات مسيطرة على صناع القرار الفرنسي على المساس باستقرار الجزائر عبر محاولات يائسة، سرعان ما تنكشف إلى العلن لتنجر مرة أخرى إلى سلسلة السقطات التي ألفناها خلال السنوات الأخيرة، بسبب حقد ما زال يعتري أطرافا وأجنحة في السلطة الفرنسية ترفض حقيقة أن الجزائر دولة مستقلة ذات سيادة، تملي شروطها وتتحرك وفق مبادئها وقناعتها التي تذكّر وتؤكّد بالحجة والدليل أن أطروحة الجزائر فرنسية مجرد درب من الخيال ولهث وراء السراب.

هوت باريس مرة أخرى في وحل مخطّطاتها الدنيئة في ظل الفضائح المتلاحقة التي باتت تميّز سياستها الخارجية بسبب حشر أنفها في شؤون الدول الأخرى، حيث كان إحباط  مصالح الأمن الوطني للمؤامرة  التي خطّطت لها المخابرات الفرنسية لزعزعة استقرار الجزائر، من خلال تجنيد شاب جزائري نشأ في المهجر لتحقيق غاياتها العدائية، بمثابة صفعة قوية تلقتها السلطات الفرنسية التي تبيّن أنها لم تتخل عن فكرها الاستعماري تجاه دول مستقلة ذات سيادة، مازالت تصر على اعتبارها بمثابة محميات لها رغم أنها طردت شرّ طردة من عدة دول إفريقية، ولقّنتها ثورة نوفمبر درسا لن تنساه بشهادة سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة وقيام الخامسة على أنقاضها والتي سرعان ما رفعت الراية البيضاء مستسلمة.

فضيحة محاولة المخابرات الفرنسية، تجنيد شاب جزائري مستغلة تجربته المريرة مع جماعة إرهابية، ردّ عليها الشاب والمصالح الأمنية بكل احترافية، هذه الاحترافية التي لم تمكّن مصالح الأمن من فضح المخطط فقط بل تعدته إلى التحكم في خيوط المؤامرة، لتوجه بذلك رسالة لصناع القرار في باريس، أن الجزائر بالمرصاد لمخططاتهم الدنيئة ومحاولاتهم ضرب استقرار وأمن الجزائر.  

رسالة الجزائر يبدو أنها وصلت باريس بوضوح، فصمتت سفارتها بالجزائر ولم تحرّك ساكنا رغم الشهادات الصادمة التي أدلى بها الشاب الذي حاولت المخابرات الفرنسية تجنيده ضد بلاده واستقرار بلاده رغم بث التلفزيون الجزائري لشهادات الشاب التي فضحت مجدّدا المناورات  الفرنسية تجاه الجزائر والتي لا تعتبر الوحيدة في ظل التكالب الحاصل على كل ما هو جزائري خلال الفترة الأخيرة، كيف لا وقد أصبحت الجزائر الجديدة المنتصرة مستعصية على فرنسا.

التكالب الفرنسي الذي يندرج ضمن التحالف الطبيعي بين باريس والمخزن المتصهين، والذي يندرج في سياق تصفية الحسابات التي  تقف وراءها أطراف فرنسية لم تهضم بعد أن الجزائر يقودها رئيس لا يؤمن بعلاقات تعاون إلا وفق مبدأ رابح – رابح وسياسة الندّ للندّ .
وليست هذه المرة الأولى التي تصرّ فيها  فرنسا على اللعب على ورقة السيادة، فإلى جانب إيوائها لعناصر التنظيم الإرهابي "الماك"، فإنها تمادت في سلوكها العدائي بإرسالها الصيف الماضي أسلحة وذخيرة إلى ميناء بجاية قادمة من ميناء مارسيليا، نجحت  مصالح الأمن في مصادرتها، بعد أن كانت موجّهة إلى عناصر هذا التنظيم.

كما سبق لباريس أن حاولت انتهاك العام الماضي سيادة الجزائر، بعد مشاركة دبلوماسيين وقنصليين ورجال أمن فرنسيين في تهريب سري للمتابعة قضائيا أميرة بوراوي، حيث أمر  رئيس الجمهورية آنذاك باستدعاء سفير الجزائر لدى فرنسا بشكل فوري للتشاور.
وفي ظل هذه المعطيات لم تعد المصالح الاستخباراتية الفرنسية (البربوز) قادرة على إخفاء مناوراتها المفضوحة، حيث  كثيرا ما تعلن  التعبئة العامة  لعملائها من أجل إثارة الفوضى ومحاولات التشويش على النهج الإصلاحي في الجزائر من جهة، موازاة  مع سعي أطراف بالمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، لإرساء خطة تقضي بتقويض العلاقات بين  البلدين من جهة أخرى.

باريس التي لم تتخلص بعد من عقدتها الاستعمارية، لا تتوانى في كل مرة في التحرّش بالجزائر، فقد فضحت تصريحات سابقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي حملت في طياتها اعتداء غير مقبول على تاريخ الأمة الجزائرية وذاكرة شهداء الجزائر.
باريس التي تستقبل وتتبنى كل "ابن ضال" للجزائر وتشتري ذمته بمنح الجنسية الفرنسية، مثلما حدث مع المدعو بوعلام صنصال، رغم ثمنها البخس، تؤكد في كل مرة بتحرّشاتها أن اليأس تمكّن منها، فلم تجد من مخرج لأزماتها الداخلية سوى بالتنفيس على نفسها باختلاق المغالطات والأكاذيب ولو وصل الأمر إلى الانقلاب على الشرعية الدولية والقانون الدولي باعتراف جائر بأحقية المغرب على أراضي الصحراء الغربية وتنكر على الشعب الصحراوي أحقيته في تقرير المصير، نكاية في الجزائر الماضية في انتصاراتها الدبلوماسية على المستوى الإقليمي والعالمي بشهادة قوى كبرى وتنظيمات ومنظمات دولية، وإنجازات داخلية بورشات كبرى ومشاريع استراتيجية أنهت عهدا ولّى كانت فيه الجزائر سوقا للمنتجات الفرنسية .