تزامناً مع انخفاض درجات الحرارة

سوق الحميز قِبلة الباحثين عن دفء الشتاء

سوق الحميز قِبلة الباحثين عن دفء الشتاء
  • 181
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

يشهد سوق الحميز بالعاصمة، منذ أيام وتزامنا مع تراجع درجات الحرارة وحلول فصل الشتاء، تهافتا كبيرا من المواطنين على أجهزة التدفئة بمختلف أنواعها وعلاماتها التجارية، حسبما لاحظت "المساء" التي زارت هذه المدينة التجارية، التي ذاع صيتها منذ عقود لبيع مختلف التجهيزات الإلكترونية والكهرومنزلية بالجملة والتجزئة. كما تشهد محلات بيع تجهيزات وأدوات الترصيص وملحقات التدفئة، إقبالا كبيرا من طرف المختصين في الصيانة وأشغال التركيب.

لا أحد ينكر تلك الحركة الكبيرة والتوافد الكثيف من المواطنين، على سوق الحميز ببلدية الدار البيضاء، لاقتناء ما يلزمهم من أجهزة كهرومنزلية، لا سيما المدفآت المشتغلة بالغاز الطبيعي الأكثر استعمالا من طرف العائلات الجزائرية، خاصة بعد تعميم شبكة هذه الطاقة الحيوية. كما تُعرض بشكل أقل، مدفآت صغيرة تشتغل بغاز البوتان، أو المدفآت الزيتية المشتغلة بالطاقة الكهربائية.

ويؤكد بعض المتسوقين أن الأجواء الباردة دفعتهم لاقتناء هذه التجهيزات الضرورية، خاصة الذين استفادوا من شقق جديدة، فضلا عن عائلات ترغب في استبدال المدفآت القديمة بأخرى جديدة وآمنة؛ ضمانا لأجواء دافئة، وإبعادا لخطر التسربات والحوادث المنزلية المرتبطة بعدم صلاحية التجهيزات، لا سيما أن بعض المدفآت تحولت، لسبب أو لآخر، إلى "قنابل موقوتة" تُحدث ما لا يُحمد عقباه. ومعلوم أن سوق الأجهزة الكهرومنزلية ومنها المدفآت والأفران، عرفت ارتفاعا محسوسا لدى باعة الجملة خلال السنتين الأخيرتين، بنسبة تراوحت بين 10 ٪ و20 ٪؛ ما يحتّم على تجار التجزئة مواكبة هذا الارتفاع بإضافة هامش الربح فقط.

عروض متنوعة وأسعار متقاربة

ويظهر أن الأسعار المرتفعة لم تمنع المتسوقين من اقتناء هذه الأجهزة الضرورية، حسبما ذكر لـ"المساء" "عبد الغني. ت" أحد المتسوقين، الذي كان يبحث عن مدفأة لشقته الجديدة بصيغة "عدل"، والذي أوضح أن العلامات التجارية والأسعار متقاربة في معظمها، توفر للزبون خيارات متعددة لاقتناء ما يلزمه من مدفآت تناسب قدرته الشرائية.
ولم يُخف متسوق آخر عدم قدرته على اقتناء مدفأة لشقته من ثلاث غرف، والتي تتطلب جهازا تفوق قوّته 12 ألف كيلو كالوري/ساعة. وقال لـ"المساء" سيكتفي باقتناء واحدة بقوة 10 كليوكالوي بسعر لا يتعدى 25 ألف دينار.
وتتراوح أسعار المدافئ بين 22 ألف دينار وقرابة 60 ألفا، حسب الحجم، وقوة الجهاز، والميزات المتوفرة فيه.
وزائر سوق الحميز على غرار الأسواق الأخرى، يلاحظ ذلك التنوع الكبير في إنتاج هذه التجهيزات، والمنافسة القوية بين المصنّعين، الذين أصبحوا يبدعون في تصاميم المدفآت وتزويدها بميزات جمالية. كما يضيفون لها أجهزة استشعار، وكواشف لغاز أول أكسيد الكربون القاتل؛ ما أتاح للمتسوق عدة خيارات لاقتناء ما يلزمه من هذه التجهيزات.
وعن سبب بقاء الأسعار مرتفعةً أوضح بعض الباعة أن الزيادات التي طرأت على أسعار هذه التجهيزات، ترجع إلى شركات الإنتاج التي رفعت سقف ؛ لاعتبارات تخص غلاء قطع الغيار المستورَدة من الخارج.

جمعيات حماية المستهلك توصي  بتجنّب مخاطر المدافئ

من جهتها، توصي جمعيات حماية المستهلك بعدم اقتناء المدفآت مجهولة المصدر، واختيار السلع ذات المنشأ المعروف، التي توفر شهادة الضمان؛ لتفادي الوقوع في شراء سلع مقلّدة، إلى جانب الحث على الصيانة الدورية للمدافئ؛ قصد التأكد من سلامة مدفأة الغاز، وعدم وجود تسرب للغاز قبل التشغيل، فضلا عن ضرورة فحص تمديدات الأنابيب باستشارة مختص في الترصيص الصحي.
كما تثمّن جمعيات حماية المستهلك المبادرة التي تقوم بها شركة سونلغاز التوزيع، التي زوّدت المنازل بكواشف غاز أول أكسيد الكربون. وتنصح باتباع الخطوات السليمة؛ لتجنب مخاطر المدافئ بضمان تهوية المكان.