الفنان الإيراني جاويد يحيى زاده:
الموسيقى لغة عالمية توحِّد الإنسان أينما كان

- 369

قال الفنان الإيراني جاويد يحيى زاده، عقب نهاية برنامج وصلته الفنية، في السهرة الثالثة من مهرجان المالوف الدولي 12، إنّ "الموسيقى لغة عالمية، لا تُعزف، فقط، عبر الآلات والنوتات، بل عبر المشاعر التي تنقلها".
تابع جاويد يحيى زاده: "ما قدّمتُه اليوم من خلال الناي، هو حكاية عن الانفصال؛ حيث يرمز إلى قطع الحبل السري الذي يربط الأم بطفلها. إنّها استعارة للفراق المؤلم؛ سواء كان عن الأرض أو الوطن؛ ذلك المكان الذي يُشبه الأم، والذي يُعد مصدر كلّ إبداع".
وأوضح الفنان أنّ الحفل كان عبارة عن ارتجال موسيقي جمع بين الموسيقى الكلاسيكية الغربية، والإيقاعات الفارسية التقليدية.
ورغم دراسته الموسيقى الأوروبية في فرنسا، إلاّ أن جاويد يحيى زاده ظلّ وفياً لجذوره، وموسيقاه، وأدواته، قائلاً: "الموسيقى التي استمعتم إليها اليوم، هي في الأصل موسيقى الرعاة القادمين من جبال بحر قزوين". وفي ما يتعلّق بالتشابه بين الموسيقى الفارسية والمالوف الجزائري، أشار يحيى زاده إلى أنّ جميع موسيقات العالم تتشابه، خاصة الموسيقات القديمة التي سافرت مع الإنسان عبر الزمان والمكان، موضّحا: "الموسيقى التقليدية الفارسية والموسيقى الكلاسيكية القسنطينية، تتشاركان في عمق كبير. وكما تسافر الطيور عبر السماء، تسافر الموسيقى عبر كلّ أرجاء الأرض.
إنّها رحلة طبيعية للفنانين والموسيقيين والشعوب التي صنعت تاريخ الإنسانية". كما تطرّق يحيى زاده لتأثر المالوف الجزائري بموسيقى منطقة بحر قزوين، قائلاً: " لقد أعددنا برنامجاً موسيقياً غنياً بالتعاون مع صديقنا وسيم. وكان من المقرّر أن يرافقنا خمسة موسيقيين من فرقتنا؛ لتقديم عرض موسيقي مميّز للجمهور القسنطيني. للأسف، تعذّر حضورهم اليوم، واقتصرنا على المقطوعة التي عزفتُها مع شقيقي ووسيم". وختم جاويد يحيى زاده حديثه بالتأكيد على أنّ الموسيقى تمثل جسراً متيناً بين الحضارات والشعوب، قائلاً: "الموسيقى تتجاوز الحدود، وتُنشئ روابط خالدة بين الثقافات. إنها لغة عالمية توحد الإنسان أينما كان، وتُعزز قيم التواصل والتفاهم بين الأمم".