انطلاق موسم جني الزيتون بالبويرة
حيوية التضامن تغمر البساتين
- 148
استعادت حقول وبساتين الزيتون بولاية البويرة، خلال هذه الأيام، حيوتها مع انطلاق موسم الجني، في الوقت الذي تستبشر المصالح الفلاحية المحلية وأصحاب الحقول، بارتفاع طفيف في إنتاج زيت الزيتون خلال هذا الموسم. وقد انطلقت حملة جني الزيتون منذ قرابة أسبوع، في جو مفعم بالروح التضامنية، يرافقها أمل كبير في تحقيق محصول جيد خلال هذا الموسم، بعد الجفاف الذي طال أمده خلال السنوات الأخيرة، وتأثيراته السلبية على إنتاج الزيتون بالولاية.
لم يفوت سكان أرياف الولاية، من بينهم عائلات بأكملها، فرصة الأجواء المناخية الجميلة السائدة خلال هذه الأيام، للخروج إلى الحقول لجني الزيتون قبل عودة الأمطار. وفي هذا الشأن، كشف السيد بلقاسم، وهو صاحب حقلين كبيرين للزيتون بقرية أقويلال (العجيبة)، أنه شرع في جني منتوجه "منذ أربعة أيام فقط"، وأنه يتوقع "محصولا جيدا" هذا الموسم، بالمقارنة مع السنوات الماضية.
كما عبر هذا الفلاح ومزارعون آخرون بالقرية، عن تفاؤلهم بمردود جيد خلال هذا الموسم، بالرغم من "ظاهرة الجفاف التي أثرت سلبا على محاصيل السنوات الأخيرة". وتجري حملة جني الزيتون حاليا على قدم وساق في حقول وبساتين العديد من قرى البويرة، على غرار أقويلال وتينيري (العجيبة) وأسيف أصماض (امشداله) وبشلول والأصنام.
ويستعين القرويون بمختلف الأدوات الضرورية، من سلالم وبسط بلاستيكية ومناشير ومقاص وأمشاط، لقطف وجني حبات الزيتون، مع العمل على عدم إتلاف الأغصان والثمار، علما أن كل نوع من الزيتون ومن أشجار الزيتون له طريقة قطف مختلفة عن الأخرى.
ويفضل البعض استخدام أمشاط خاصة لقطف حبات الثمار، بينما يفضل آخرون قطفها يدويا، وقد أضفت البسط الملونة، الحمراء والخضراء والصفراء والبنفسجية الملقاة تحت الأشجار، لتسهيل جمع الزيتون المتساقط، الحقول رونقا وجمالا مميزين، لا يمكن مشاهدتها سوى في مثل هذه المواسم. ويعتبر موسم جني الزيتون بالنسبة للعديد من فلاحي الولاية "تقليدا عريقا وأسلوب حياة يتطلب مشاركة كل أفراد الأسرة"، كما عبر عنه العديد من الفلاحين في الحقول. وأكد السيد يوسف (78 سنة)، حرص عائلته سنويا، على جني محصولها من الزيتون، مضيفا أن حملة الزيتون "مصدر فرح وسعادة لكل العائلات".
وقد جندت المصالح الفلاحية المحلية كل الوسائل الضرورية لإنجاح هذه الحملة، بفتح أبواب 235 معصرة للزيت، منها 85 نصف آلية و43 تقليدية، لاستقبال محصول الزيتون عبر الولاية، وفقا لتوضيحات مديرية القطاع. تحصي ولاية البويرة أزيد من ثلاثة ملايين شجرة زيتون منتجة، موزعة على مساحة إجمالية تبلغ 28 ألف هكتار. واستفادت الولاية من برنامج دعم القطاع الفلاحي، لتكوين مستشارين في شعبة زيت الزيتون.
وكشفت مديرية المصالح الفلاحية في هذا الصدد، عن تكوين ستة مستشارين، سيقومون بدورهم بتكوين الفلاحين حول وسائل وطرق تطوير شعبة الزيتون وإنتاج زيت زيتون ذات جودة. تشير الأرقام التي قدمها مدير القطاع، بن جاب الله زين العابدين، إلى ترقب الولاية إنتاج حوالي 5.5 ملايين لتر من زيت الزيتون، بمردود يتراوح ما بين 15 و20 لترا في القنطار الواحد من الثمار، أي ما يمثل زيادة طفيفة عن إنتاج الموسم الماضي، المقدر بـ5 ملايين لتر من الزيت.
الجدير بالذكر، أن إنتاج زيت الزيتون بالبويرة، كان يبلغ سقف 11 مليون لتر منذ 10 سنوات خلت، قبل أن يسجل انخفاضا كبيرا، بسبب الجفاف الناجم عن نقص الأمطار، ما أدى إلى ارتفاع أسعار زيت الزيتون في المدة الأخيرة.