"لمسات فنية بإبداعات خطية" بدار مصطفى باشا
احتفائية تجمع تجليات المعنى وجمالية الصورة
- 124
ينظم المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بالقصبة السفلى، إلى غاية 16 جانفي الداخل، معرضا للخط العربي، تحت شعار "لمسات فنية بإبداعات خطية"، بمناسبة الذكرى الثالثة لتصنيفه ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي، على اعتبار أنه رمز ثقافي في العالمين العربي والإسلامي، وتزامنا مع اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة لـ«اليونسكو" قرار إدراج العربية لغة رسمية.
أكدت السيدة نجاة هجيرة ركاب، مديرة المتحف، في كلمة ألقتها بمناسبة افتتاح المعرض، أنه يجمع أعمالا فنية متميزة في الخط العربي، بمشاركة نخبة من الفنانين من مختلف الولايات، واحتفاء بإدراج هذا الخط في قائمة "اليونسكو" للتراث الإنساني. كما أشارت إلى أن هذا الخط ليس مجرد وسيلة للكتابة، بل هو فن يعكس الجمال والإبداع والهوية، وتمنت أن يسلط هذا المعرض الضوء على تنوع أساليب الخط، وعلى المواهب الجزائرية التي تساهم في الحفاظ على هذا التراث ونقله للأجيال.
بالمناسبة، أوضحت المديرة لـ«المساء"، أن التظاهرة التي تقام بالتنسيق مع مؤسسة "كنوز"، تعرف مشاركة 32 فنانا من 12 ولاية بـ32 لوحة، مضيفة أن بعض اللوحات المعروضة هي ملك للمتحف، كما أن بعض المشاركين تم اختيارهم بعد افتكاكهم لجوائز مهمة، من ذلك تظاهرة الخط العربي التي أقيمت مؤخرا بولاية المدية، وقالت إن العديد من المدارس والأساليب حاضرة، منها الخط الفارسي والديواني والنسخ والمغاربي، إضافة إلى فن الحروفيات. وأشارت أيضا إلى أن ضيف شرف المعرض هو الفنان صفرباتي، علما أن بعض لوحاته معروضة في أحد أجنحة المعرض، إضافة إلى حضور خطاط مصري مقيم بالجزائر، وله تجربته الفنية.
من جهة أخرى، اعتبرت المتحدثة المعرض مناسبة للفنانين والمبدعين، كي يبرزوا جماليات الخط العربي مع التقنيات الجديدة المبتكرة لتطوير هذا التراث، ومتحف "مصطفى باشا" بمثابة ملتقى للخطاطين من شتى ربوع الوطن، لخلق جسور الصداقة والتبادل وتقييم معارفهم وتطبيقاتهم، وهو هدف المعرض. فيما أشارت محافظة المعرض، سعيدة علي باي، إلى أن المتحف هو أنسب فضاء لنشر هذا الفن والتراث وإيصاله للجمهور. تحدثت "المساء" أيضا، مع الفنانة الخطاطة ياسمين سوكو، التي قدمت لوحتين، إحداهما تتضمن الآية "ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر"، وأسمتها لوحة "رمضان"، واللوحة الأخرى خطت فيها سورة "الإسراء"، مؤكدة أنها استعملت الخط الديواني وجلي الديواني، الذي يرمز للدولة العثمانية، حين كان الخط المعتمد في الدواوين. وقالت أيضا، إن إحدى لوحاتها شاركت بها في المهرجان الدولي لفن الخط بالمدية.
بدوره، تحدث الفنان المصري أيمن فريد لـ«المساء"، عن مشاركته بلوحتين، الأولى "الحلية الشريفة"، والثانية "سورة النجم" وكلاهما في الخط الفارسي، وأضاف "أنا مقيم بالعاصمة، وقد شاركت مؤخرا في مهرجان المدية، ولاحظت مدى التطور الحاصل في هذا الفن عند الجزائريين، والحقيقة أن الجزائر قفزت بخطوات وتفوقت على بعض الدول في هذا الفن، ولاحظت مدى انتشار بعض الخطوط، خاصة منها الديواني والنسخ والمغاربي وغيرها، فيما اكتشفت أن الفارسي غير متداول كثيرا، لذلك أقوم بتدريسه في نادي الخط العربي بالقبة".
للإشارة، من بين المشاركين في المعرض، هناك ناريمان ميغة من جيجل والسعيد بن عبد الله من غرداية ولخضر غزال من الأغواط وبلقاسم صالحي من سطيف وعلي مشطة من العاصمة، والكثير من المشاركين الذين أبدعوا ليس فقط في الخط، بل في إيصال المعاني المرتكزة على الإيمان والجمال والكثير من التجليات الروحانية، والاستعانة بتقنيات تخدم ما سبق لتكتمل اللوحة صورة ومعنى.