"الدبلوماسي.. زوّدها" للمسرح الجهوي الجلفة
دراما نفسية بحاجة إلى بناء نفسي أقوى
- 143
شهد جمهور المهرجان الوطني للمسرح المحترف، مساء أوّل أمس الأحد، عرض مسرحية "الدبلوماسي.. زوّدها" بالمسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي"، التي شاركت في المسابقة الرسمية للدورة السابع عشرة. والمسرحية من إنتاج المسرح الجهوي للجلفة، وإخراج خالد ونّوقي، ودراماتورجيا إبراهيم نوّال، مع استشارة فنية وسينوغرافيا من توقيع أحمد رزّاق، وتأثيرات صوتية لأحمد أخضري. والمسرحية مقتبسة عن قصة للكاتب الروسي أنطوان تشيكوف.
امتدّ العرض المسرحي لمدة ساعة كاملة؛ حيث تناول فكرة الخوف؛ بوصفه عقدة تعرقل مسار الحياة، وتغلق الآفاق أمام قيم الحب، والخير، والجمال. و أحداث المسرحية على شخصية "أريستاخ"، الذي يعيش حدثين متتالين في مكانين مختلفين، ليبرز من خلالهما مدى تأثير الخوف على النفس البشرية.
وبدأت المسرحية بمشهد داخل عربة تحمل ممثلين هما "الحوذي" و«أريستاخ"، في رحلة يغمرها ظلام المغيب، سرعان ما يبدأ "أريستاخ" بالتظاهر بالخوف، مبالغا في ردود أفعاله، ليُربك الحوذي، ويثير توتره. وفي الجزء الثاني من المسرحية، يظهر "أريستاخ" في مشهد آخر إلى جانب الكاتب، محاولًا إخباره بخبر وفاة زوجته "آنا كوفالدينا"، في جو مشحون بالتردد والخوف.
ورغم هذه الأجواء الدرامية أضفى المخرج طابعاً هزلياً عبر الحركات البهلوانية وبعض المشاهد الساخرة؛ ما خلق توازناً بين التوتر والمرح. وتميّز العمل بلمسات مستوحاة من أسلوب الكاتب الروسي أنطوان تشيكوف، الذي عُرف بدقته في استكشاف الحالات النفسية لشخصياته، وتشريحها بعمق. هذا الأسلوب برز في أداء الشخصيات، التي جسدت القلق، والتردد بأسلوب يعبّر عن المعاناة الداخلية بوضوح.
«الدبلوماسي... زوّدها" هو عمل حاول المزاوجة بين نصوص تشيكوف ورؤية إخراجية معاصرة، إلاّ أن الفجوة بين النص والإخراج جعلت العرض يواجه صعوبات في تحقيق الانسجام المطلوب. وبينما أشاد البعض بالطموح الفني للعمل، رآى آخرون المسرحية بحاجة إلى مزيد من التعمّق في البناء النفسي للشخصيات، والتوازن بين الدراما والهزل، لتحقّق الغاية المرجوة من تقديم نصوص تشيكوف بلمسة محلية.
وضمّ العمل عددا من الممثلين، أبرزهم محمّد أعمر في دور "الحوذي"، وكمال ونّوقي، وخالد بن لحرش في دور "أريستاخ"، وكمال جلفاوي في دور "ميخائيل". ورغم جمالية الطرح واجه العمل المسرحي انتقادات خلال جلسة النقاش التي تلت العرض. وتركزت على الأداء. وقال البعض إن عددا من المشاهد افتقرت للتبرير الدرامي، إضافة إلى مشكلات في البناء الفني للمسرحية. كما انتُقدت الملصقة الترويجية للعمل؛ لافتقارها إلى اسم المسرحية في الصفحة الرئيسة.