بمبادرة من الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي

لصحة وترقية الحقوق الجنسية والإنجابية تحت المجهر

لصحة وترقية الحقوق الجنسية والإنجابية تحت المجهر
  • 401
حنان. س حنان. س

❊ تأكيد على دور الأسرة في تثقيف البنات بأهمية العناية بصحتهنّ

❊ إبراز أهمية اكتساب مهارات التثقيف الصحي قبل الزواج لتعميق الوقاية

❊ كسر الطابوهات أوّل خطوة في مجال العناية بصحة الأم بعد تكرار الولادات

ثمّن خبراء الصحة الإنجابية في الجزائر، نموّ الوعي المجتمعي بمسائل تتعلّق بحماية صحة الأم من أخطار التحديات الصحية المتربّصة بها. وأرجعوا الفضل في ذلك للسياسة الصحية المنتهَجة من قبل السلطات العليا للبلاد، في سبيل حماية صحة الأم والطفل، وبالتالي حماية الصحة العمومية. كما دعوا إلى مزيد من التنسيق بين مختلف الفاعلين؛ من أجل الحفاظ على المكتسبات، ودعمها أكثر. وكان ذلك خلال لقاء مع وسائل الإعلام بمبادرة من الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي الخميس الماضي بمدينة بومرداس، حول موضوع "الصحة الإنجابية ودور الجمعية في ترقية الحقوق الجنسية والإنجابية".

قالت الطبيبة المنسقة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية لبومرداس، ورئيسة المكتب الولائي للجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي الدكتورة فريدة حوشان، إنّ تنظيم اليوم الدراسي حول نشاط الجمعية لفائدة الأسرة الإعلامية، جاء بهدف تثمين الدور الكبير الذي تلعبه في نشر الوعي بموضوع ترقية الصحة الانجابية، ومن خلالها الصحة العمومية، مشيرة في معرض حديثها مع "المساء" على هامش اللقاء، إلى ارتفاع الوعي بالصحة الإنجابية في المجتمع الجزائري بفضل مساعي الوصاية في هذا الصدد من جهة، ودعم الجمعيات لهذا المسعى من جهة أخرى، متحدّثة في السياق عن الأيام التكوينية لفائدة الأطباء العامين والقابلات حول نفس الموضوع من تنظيم الجمعية، بالتنسيق مع عدة شركاء، وعلى رأسهم وزارة الصحة. 

كما أشارت الدكتورة إلى تكوين مُكوّنين أشرفوا بدورهم بصفة تطوعية، على بثّ رسائل توعوية حول الصحة الإنجابية وسط الشباب، مُرّرت خلالها رسائل حول مخاطر الأمراض المتنقلة جنسيا، مشيرة إلى التسهيلات التي منحتها وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الجانب، من خلال توسيع الجمهور المستهدَف.

صحة الأسرة والمجتمع تبدأ من.. "صحة البنات"

من جهتها، أكّدت الخبيرة في الصحة الإنجابية الدكتورة بديعة حدوش، أنّ مسؤولية حماية المجتمع من أخطار الأمراض المتنقلة جنسيا، مهمة الأسرة بالدرجة الأولى، قائلة إنّ على الأم أن تدرك أهمية تثقيف ابنتها بضرورة العناية بصحتها؛ كي تحسن، غدا، الاعتناء بصحة أسرتها، وبالتالي تربية أجيال وفق نمط صحي صحيح. 

ولفتت الدكتورة في هذا الصدد، إلى أنّ العناية تكون أولا بتعليم الفتاة خصوصية فترة الحيض عند الأنثى، مُعيبة على بعض الأمهات ترك أهمية تثقيف الفتيات في هذا المجال، للغير، أو الاعتقاد أنّ البنت ستتعلّم من تلقاء نفسها، خاصة مع الانفتاح التكنولوجي، بينما الواقع، تقول محدثة "المساء"، قد يكون وخيما؛ حيث إنّ كل تقصير في هذا المجال، قد يفضي إلى كوارث صحية، تؤدي إلى حدّ الإصابة بالعقم.

وفي هذا السياق، تحدّثت الدكتورة حدوش عن أهمية إشراف الأسرة على توفير سبل الراحة للبنت في فترات الحيض، لا سيما الفوط الصحية، قائلة إنّها وقفت على حالات أصيبت بتعفّنات وإنتانات خطيرة بسبب عدم توفّر هذه الفوط؛ ما قد يؤدي بالبنت إلى استعمال خِرق قماشية إما بسبب الجهل بالمخاطر الناجمة عن ذلك، أو لضيق الأحوال المادية. 

ودعت الخبيرة إلى توفير الفوط الصحية في المؤسّسات التربوية، والمؤسسات الجامعية، والإقامات بصفة مجانية. والأكثر من ذلك، دعت إلى تخفيض أسعار الفوط الصحية في المحلات التجارية؛ إذ ليست وسيلة رفاهية، ناهيك عن أهمية العناية بنظافة دورات المياه عبر المؤسسات التعليمية، وحتى في المؤسسات الصحية.

الوقاية تبقى دائما.. خيراً من العلاج

ولأنّ الوقاية تبقى دائما خيراً من العلاج، فإنّ النداءَ إلى تثقيف الفتيات بصحتهن، يبقى الاستثمار الأمثل في مجال العناية بالصحة الإنجابية، تقول السيدة دليلة زقميري، وهي قابلة مختصة في تأهيل العجان بالقبة. والعجان هي عضلة في الجسم تجمع الحوض، ترتخي بفعل الولادات المتكررة، ولكن أيضا بسبب رفع الأشياء الثقيلة، تقول محدّثنا، داعية الفتيات المقبلات على الزواج، إلى إيلاء عناية قصوى بصحتهن، لا سيما بعد كل ولادة. والأهم من ذلك، دعت إلى تكثيف الوعي في مجال العناية بالصحة الإنجابية؛ عن طريق مزيد من الأيام التحسيسية كلّما سمحت الفرص بذلك. 

وقالت محدثة "المساء" إنّها تشرف بعيادتها، على إعادة تأهيل عضلة العجان لدى بعض النساء ممن سجلت لديهن حالات ارتخاء تام في هذه العضلة؛ بسبب الخجل من حالتهن، أو حتى بسبب الجهل المسبق بمثل هذه الحالات، التي قد تؤدي في حالات معقدة، إلى خروج الرحم من مكانه بصفة متكررة؛ ما ينجم عنه مشاكل في العلاقات الزوجية. وقالت إنّ بعض الحالات المعقدة تتطلّب تدخّلات جراحية مع كلّ ما ينجم عنه من تكاليف في الوقت الذي لا تكلف الوقاية شيئا.

أما عن الأعراض في مثل هذه الإصابات فتكون بتسجيل خروج قطرات البول أثناء العطس، وحتى خروج البراز أو الغازات بصفة لا إرادية، بينما ترتكز الوقاية، فقط، في التثقيف الصحي للفتيات خاصة المقبلات على الزواج، ومن خلالهن توعية الأجيال الصاعدة من الفتيات، بالعناية بصحتهن الإنجابية، ومنها الحفاظ على الصحة العمومية.

مؤشرات ديموغرافية وصحية لولاية بومرداس

يبلغ عدد سكان ولاية بومرداس أزيد من 1.10 مليون ساكن. وتشير المعطيات التي كشفت عنها مديرية الصحة والسكان والمُسجلة خلال السداسي الأول لسنة 2024، إلى أنّ عدد الولادات الحيّة بلغ 5787 ولادة، وأن معدل المواليد بلغ 5.24 لكل 1000 ساكن، بينما بلغ معدل وفيات الرضع (0-1 سنة) 6.56 في الألف. ومعدل وفيات الأطفال حديثي الولادة (0-28 يوم) بلغ 6.40 في الألف. وبلغ معدل وفيات الأطفال (0-5 سنوات) 12.61 في الألف، فيما بلغ معدل الزواج 1.95 في الألف، ومعدل وفيات الأمهات السنوي في كل 100 ألف ولادة حية، بلغ 44.13. وهي معدلات قال عنها مدير الصحة هشام زكيري، مقبولة جدا مقارنة بالمعدلات الوطنية، مؤكّدا سعي مصالحه لتحسينها أكثر كأهداف سامية.