جمعيات ولائية تدعم المدارس القرآنية

إقبال واسع على حفظ وتلاوة كتاب الله

إقبال واسع على حفظ  وتلاوة كتاب الله
عبد الصادق ياسين، رئيس جمعية "دار السلام" للعمل الخيري والتضامني بولاية الشلف
  • 338
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يقبل العديد من المواطنين على المدارس القرآنية، الجمعيات والنوادي لحفظ وتجويد، ترتيل، وقراءة القرآن الكريم، وفق البرامج المعدة لذلك، ضمن حصص مكثفة لتعليم وحفظ القرآن، وأحكامه، في أقسام موجهة لمختلف الفئات للكبار والصغار والنساء، حيث يعد حفظ كتاب الله، رغبة كل مسلم، وهي الخدمة التي توفرها أيضا الجمعية الخيرية التضامنية الولائية "دار السلام" بالشلف، من خلال مدرستها القرآنية، التي تجمع أكثر من 500 حافظ لكتاب الله، يؤطرهم أساتذة ومدرسون، يجيدون قواعد القراءة والحفظ والتجويد والتلاوة.

تستعد جمعية "دار السلام"، ضمن برنامجها، لتنظيم الطبعة الثالثة لمسابقة حفظ القرآن، التي تتزامن وشهر رمضان المعظم، من خلال فتح المجال أمام كل راغب في المشاركة، والتنافس على حفظ كتاب الله.

أوضح في هذا الصدد، عبد الصادق ياسين، رئيس جمعية "دار السلام" للعمل الخيري والتضامني بولاية الشلف، أن الجمعية التي تهتم برعاية اليتامى، ومد المساعدة لمختلف فئات المجتمع الهشة، والعائلات المعوزة، خاصة بالمناطق النائية في المنطقة، تسعى من خلال عملها الدوري، إلى فتح المجال أمام الراغبين في حفظ كتاب الله عز وجل، من خلال مدرسة قرآنية، إذ يتم الترحيب فيها بالجميع، رجالا ونساء وأطفالا، وحتى من الشيوخ، الذين لديهم رغبة وعزيمة قوية في حفظ القرآن الكريم، حيث تساعدهم الجمعية التي تعمل بدوام منتظم، على تحفيظ القرآن الكريم، على يد أساتذة مختصين.

أوضح محدث "المساء"، أنه لا يوجد سن محدد لتعليم وحفظ القرآن، فيمكن أن يتعلم الطفل منذ سنواته الأولى ومنذ نطقه للكلمات، آيات من كتاب الله، لكن في المدرسة يشترط بلوغه سن الست سنوات، لأنه يتم تعليم أحكام القرآن، ويتطلب الأمر سنا يفقه فيه الطفل بعض الأبجديات، كما أن كبار السن، والذين لا تزال ذاكرتهم جيدة في الحفظ لتعلم القرآن، مُرحب بهم، مشيرا إلى أن مدرسته تشهد  إقبال عدد معتبر من المسنين الذين يفوق عمرهم 60 سنة، ولهم رغبة في تعلم وحفظ كتاب الله.

وأشار أـيضا، إلى أن شدة الإقبال على المدارس القرآنية، جزء من الثقافة الجزائرية منذ القدم، وهي رغبة الكثيرين، وإن كان البعض، حسبه، يفضل حفظ القرآن في البيت دون مساعدة أحد، إلا أن آخرين يبحثون عن طريقة لمساعدتهم في ذلك، خاصة الأطفال وكبار السن، الذين يحتاجون لمحفز، ومدرس يفقه قواعد القراءة، وأوضح رئيس الجمعية، أن ارتفاع عدد طالبي الانتساب للمدرسة القرآنية، دفع بالجمعية إلى إقامة مشاريع لفتح ثلاث مدارس أخرى لتعليم القرآن الكريم، والتي ستفتح أبوابها قريبا.

وأوضح رئيس الجمعية، أن عمل الجمعية الخيري، يتواصل خلال هذه الأيام، من خلال الحملة الموسمية لمختلف الجمعيات الخيرية، تحت شعار "شتاء دافئ"، من خلال جمع وتوزيع المؤونة التي تساعد العائلات الفقيرة على تمضية شتاء دافئ، خصوصا في المناطق النائية والمعزولة، والتي يشهد بعضها حالات حرجة، ومستوى معيشي متدني، بتوزيع الملابس، الأحذية، الأغطية، وغيرها من المستلزمات، التي تكون على قدر تبرعات فاعلي الخير، ومساهمات رجال الأعمال والمتبرعين، موضحا أن الجمعية تهتم كذلك بالأيتام، من خلال أنشطة تضامنية، لمحاولة رفع الغبن عنهم ولو نسبيا، ومدهم يد المساعدة التي يحتاجون إليها، خصوصا في المناطق المعزولة، من خلال إحصائهم وجعلهم يستفيدون من مختلف الإعانات.

وتنشط الجمعية، حسب رئيسها منذ سنة 2022، أي بعد الأزمة الصحية العالمية، بسبب وباء "كورونا"، حيث قال: "إن الوضعية التي دخلها العالم والجزائر، بسبب تلك الوضعية الصحية، وانقلاب الموازين، وفقدان الكثيرين لعملهم، وتحول متوسطي الحال إلى فقراء، وازداد فقر الفقراء، ارتأى أعضاء الجمعية إلى إنشاء جمعية خيرية تضامنية، بهدف مد يد المساعدة لتلك الفئات الهشة من المنطقة".