شدد على الحاجة الماسة لممر آمن ودون عوائق في غزّة
"الصليب الأحمر" يدق ناقوس الخطر
- 116
شددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، على أن هناك حاجة ماسة إلى الوصول "الآمن ودون عوائق" إلى قطاع غزّة، الذي مزقته الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، لتوصيل المساعدات الإنسانية في الوقت الذي يموت فيه الأطفال بسبب البرد.
وتطرق بيان الصليب الأحمر إلى الحالة الكارثية الناجمة عن تهاطل الأمطار بغزارة بما زاد في تعميق مآسي عشرات آلاف النازحين القاطنين منذ 15 شهرا في خيام مهترئة لا تقيمهم برد الشتاء ولا حر الصيف. وحذّر الأمين العام للصليب الأحمر، جاغان شباغان، من أنه "من غير ممر آمن سيموت الأطفال من البرد وستموت العائلات من الجوع ولن يستطيع عمال الإغاثة إنقاذ الأرواح"، موجها دعوة عاجلة إلى كل الأطراف لوضع حد فوري للمعاناة الإنسانية. وتطرق المسؤول الإنساني، إلى وفاة ثمانية أطفال جراء موجة الصقيع التي تجتاح قطاع غزّة المعرض منذ 15 شهر إلى القصف الصهيوني المكثف وحرب إبادة وتطهير عرقي لا مثيل له.
كما ندد بمواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي استهداف المستشفيات في قطاع غزّة وحرمان عشرات آلاف الجرحى والمرضى من العلاج وإخراج غالبيتها عن الخدمة خاصة في شمال القطاع الذي لم يعد يتواجد فيه مستشفى واحد يستقبل الجرحى بعد أن دمر الاحتلال بشكل ممنهج كل مؤسساته مراكزه الصحية.
أكثر من 10 آلاف مجزرة ارتكبها الاحتلال خلال 460 يوم بغزّة
كشفت آخر الاحصائيات التي قدمها المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، أمس، عن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني لأكثر من 10 آلاف مجزرة في ظرف 460 يوم منها 7182 مجزرة ارتكبها في حق العائلات الفلسطينية في القطاع أباد على إثرها 1600 أسرة مسحت نهائيا من السجل المدني.وأسفرت هذه المجازر عن استشهاد قرابة 46 ألف شخص منهم 17 ألفا 841 طفل وأكثر من 12 ألف امرأة، مع تسجيل 11 ألفا و200 آخرين لا يزالون في عداد المفقودين وأكثر من 109 آلاف جريح و70 بالمئة من الضحايا أطفال ونساء.
وسجل المكتب استشهاد ثمانية أشخاص من بينهم سبعة إطفال نتيجة البرد الشديد و858 طفل استشهدوا خلال الحرب وعمرهم أقل من عام و24 طفلا رضيعا وُلِدوا واستشهدوا في حرب الإبادة الجماعية و44 استشهدوا نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء والمجاعة. ومن بين الشهداء 1068 من الطواقم الطبية و94 من عناصر الدفاع المدني و202 صحفي و736 من عناصر وشرطة تأمين المساعدات.
وبلغة الأرقام دائما حرم الاحتلال أكثر من 35 ألف طفل من والديهم أو أحدهم الذين قضوا في الحرب وأكثر من 12 ألف امرأة فقدت زوجها و3500 طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء. و12 ألفا و660 جريح بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، وأكثر من مليوني حالة إصابة بأمراض معدية جراء النزوح القسري.
واعتقلت قوات الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة 6600 فلسطيني من قطاع غزّة منهم 331 من الإطارات الطبية أعدم الاحتلال ثلاثة منهم داخل سجونه و43 صحفيا معتقلا ممن عرفت أسماءهم و26 معتقلا من عناصر الدفاع المدني. وبلغة الأرقام المرعبة دمر جيش الاحتلال 2018 مركزا للإيواء والنُّزُوح مع اهتراء 110 آلاف خيمة أصبحت غير صالحة للاستعمال و34 مستشفى و80 مركزا صحيا أخرجه عن الخدمة مع استهدافه لـ162 مؤسسة صحية و136 سيارة إسعاف.
كما دمر 214 مقر حكومي و136مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل كلي، مع قتله لـ12 ألفا و794 طالب وطالبة وحرمان 785 ألف آخرين من التعليم، وأعدم 149 عالم وأكاديمي وأستاذ جامعي وباحث و759 معلم وموظف تربوي في سلك التعليم قتلهم أيضا الاحتلال الذي سرق 2300 جثمان من العديد من مقابر القطاع.
ودمر أيضا 161 ألفا و600 وحدة سكنية عن آخرها بشكل كلي و82 ألف وحدة أخرى غير صالحة للسكن و194 ألف وحدة تعرضت لتدمير جزئي. وبلغت نسبة الدمار التي سببها العدوان الصهيوني 88 بالمئة بخسائر أولية للحرب بلغت 37 مليار دولار، ناجمة عن إلقاء الاحتلال لما لا يقل عن 88 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزّة الذي تحوّل إلى أرض منكوبة غير صالحة للعيش بشهادة مختلف التقارير الأممية والدولية الحقوقية والإنسانية.
بريطانيا تدعو إلى عدم تنفيذ قرار الكيان الصهيوني بحظر "الأونروا"
المستشفيات في غزّة أصبحت مصائد للموت
حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس، من أن "المستشفيات في غزة أصبحت مصائد للموت" جراء العدوان الصهيوني المتواصل على هذا الجزء المنكوب من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضحت "الأونروا" في بيان لها أن "العائلات في غزة تتفكك والأطفال يموتون من البرد والجوع يفتك بالأرواح"، مطالبة بوقف إطلاق نار فوري" في قطاع غزة.
وتأتي تصريحات "الأونروا" في ضوء قصف قوات الاحتلال المتواصل والاستهداف المباشر للمستشفيات في مسعى للقضاء على منظومة الصحة في الشمال والجنوب، حيث أصبحت المستشفيات العامة الثلاثة في شمال قطاع غزة وهي "كمال عدوان" وبيت حانون والأندونيسي خارج الخدمة بسبب تصاعد عدوان الاحتلال.
وكان المتحدث باسم قطاع الصحة في غزة، خليل الدقران، أعلن أن جيش الاحتلال الصهيوني أخرج 27 مستشفى عن الخدمة الصحية و82 مركزا صحيا من أصل 90 مركزا صحيا، وقال لم يتبق غير أعداد قليلة من المستشفيات، كما أن جيش الاحتلال يمنع وصول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى المستشفيات التي تعمل أصلا بشكل جزئي في ظل ظروف صعبة جدا.
وقال "المستلزمات الطبية غير متوفرة وفقدنا أكثر من 85 بالمئة منها والأدوية المنقذة للحياة، فقدنا منها 78 بالمئة كما أن أدوية الأمراض المزمنة فقدنا منها أكثر 75 بالمئة بينما أدوية مرضى السرطان فقدنا 100 بالمئة منها"، لافتا إلى أن جيش الاحتلال يستهدف يوميا المستشفيات بالقطاع كما أخرج جميع مستشفيات شمال قطاع غزة عن الخدمة الصحية.
وتابع الدقران، أن غرف العمليات في مستشفيات قطاع غزة المتبقية لا تستطيع استقبال الأعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين التي تصل إليها جراء الإصابات الخطيرة التي يتعرضون لها، مع عدم توافر المستلزمات الطبية اللازمة مما يتسبب في استشهاد الكثير منهم.
يشار إلى أنه ومنذ بدء حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، يستهدف الاحتلال الصهيوني القطاع الصحي في غزة ويقصف ويحاصر المستشفيات وينذر بإخلائها ويمنع دخول المستلزمات الطبية خاصة في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجددا في الخامس من أكتوبر الماضي. وقالت وزارة الخارجية البريطانية، إن قرار الكيان الصهيوني حظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "لا ينبغي أن يدخل حيز التنفيذ".
جاء ذلك في رد لوزيرة الدولة للتنمية في الخارجية البريطانية، أنيليز دودز، على أسئلة تتعلق بقرار الكيان الصهيوني حظر أنشطة "الأونروا" خلال جلسة لجنة التنمية الدولية المنعقدة في البرلمان البريطاني، حيث أشارت إلى أن رأي حكومتها هو أن "هذا القرار لا ينبغي أن يدخل حيز التنفيذ". وأضافت الوزيرة البريطانية أن "الأونروا لديها سلطة واضحة وعملها ضروري جدا" لدعم اللاجئين الفلسطينيين، محذّرة من أن الحظر الصهيوني من شأنه أن يسبب معاناة كبيرة للفلسطينيين.