الإشاعة والأدب عمودا روايتي الجديدة
- 37
قال الكاتب سمير تومي في حواره لـ«المساء"، إنه أراد التطرق في روايته الجديدة "أمين رواية خيالية جزائرية"، إلى تأثير الإشاعة على المجتمع والنظام معا، مضيفا أنها قد تسبب خرابا كبيرا، بفعل مخلفاتها الخطيرة.
❊ تناولت في روايتك الجديدة الصادرة عن دار "البرزخ"، موضوع الإشاعة بشكل موسع، حدثنا عن ذلك؟
❊ أردت في روايتي "أمين رواية خيالية جزائرية" التطرق إلى موضوعين، أولهما موضوع الإشاعة، وتأثيرها على الناس، وحتى على نظام الحكم. فمن خلال الإشاعة، لا يمكن الفصل بين ما هو حقيقي وما هو غير ذلك، إضافة إلى نتائجها التي قد تكون خطيرة جدا، أذكر قصة صفع الشرطية التونسية لبائع متجول، وما انجر عنه من أحداث جذرية بتونس، وإلى حد الآن، هناك من يشكك، وحتى يجزم، بأن الأمر لم يكن كذلك. أما الموضوع الثاني الذي تناولته في روايتي، فكان حول سلطة الأدب وقوته والفائدة التي نجنيها منه.
❊ هل وصلت من خلال روايتك إلى أن للأدب تأثير رهيب قد يهز بلدا بأكمله؟
❊ لا ليس كذلك، تناولت موضوع الأدب في روايتي كحجة، إذ يجب أن أختار موضوعا ما في روايتي، وقد تطرقت، كما سبق ذكره، إلى موضوع الإشاعة التي أصبح لها تأثير كبير على حياة الإنسان، خاصة حينما تعشعش في وسائل التواصل الاجتماعي، التي يمكن أن تفتح لها أبواب العالمية.
❊ يختار الكاتب، كاتبا بطلا لروايته، كيف يمكن وضع مسافة بينه وبين هذا الكاتب الخيالي؟
❊ كتبت في روايتي عن كاتب اسمه جمال، يتلقى دعوة من شخص اسمه أمين، لكتابة رواية عن النظام. أنا لست جمال بطل الرواية، لم أكتب عن نفسي، فأنا رياضي لا أدخن ولا أحضر السهرات مثله. بالمقابل، اخترت الكتابة عن كاتب يشعر بضياع، لأنه لو كان واثقا من نفسه ومتزنا لما قبل عرض أمين في كتابة رواية تحت الطلب. أيضا اخترت أن يكون هذا الكاتب صناعة من الغرب، فجمال مثلا، الذي درس بفرنسا ونشر كتابه هناك، لأنه شاب وسيم وفرانكفوني، عاد إلى الجزائر لأسباب عائلية، ومكث في بيت واسع جميل، لتلصق به صفة الشجاع، لأنه قرر الاستقرار ببلده، رغم الوضع الأمني غير المستقر في تلك الفترة، وهذا غير صحيح.
❊ كتبت روايتك بريتم سريع جدا وغمرتها بالمفاجآت، هل هذا هو أسلوب تومي في الكتابة؟
❊ أردت أن لا يتمكن القارئ من وضع الكتاب إلى غاية الانتهاء من قراءته. كما تهمني جدا خاتمة الرواية، أي اختيار النهاية الملائمة، والتي تفاجئ القارئ الذي سيتساءل طيلة قراءته للكتاب، عن هذا الكاتب، وعمن يتلاعب بمن، ومن يتحكم في الأمور، وفي الأخير سيجد القارئ إجابات عن تساؤلاته في نهاية الرواية، وربما لن يجدها.
❊ كتبت أحداث روايتك في حقبة زمنية محددة، إلى ما يعود ذلك؟
❊ نعم، كتبت روايتي في وخلال العهدة الرابعة للرئيس الراحل بوتفليقة، تحديدا في نهاية عام 2017، حيث تزايد عدد الاعتقالات والفضائح التي كانت تغمر أخبارها الأنترنت، حتى أن الجميع كان يشعر بقدوم تغيير كبير. لكنني توقفت عن الكتابة، لأن الأحداث في تلك الفترة، سبقت ما كنت أكتبه، فلم أشأ الدخول في المنافسة معها، ولم أعد إلى كتابة الرواية إلا بعد سنوات عديدة. أيضا كتبت عن أناس قد نعتقد أنهم مختلفون عنا، لأنهم ينتمون إلى النظام، لكن الأمر غير كذلك.
❊ هل من مشروع تحويل روايتك الجديدة إلى فيلم، مثلما حدث مع روايتك "التلاشي"؟
❊ أولا أريد أن أشكر المخرج الكبير كريم موساوي، الذي أخرج فيلم "التلاشي" المقتبس عن روايتي، التي تحمل نفس العنوان، حقا شرف لي أن أتنعم بهذا اللفتة، وأرجو أن يعرض الفيلم في الجزائر، وآمل أن يكون لروايتي الجديدة نفس المصير.