كشفت عنه احتفالية يناير

اهتمام متزايد بالصناعة التقليدية

اهتمام متزايد بالصناعة التقليدية
  • 255
رشيدة بلال رشيدة بلال

دفع الاهتمام بكل ما هو موروث تقليدي، ببعض الحرفيات على مستوى ولاية البليدة، إلى التأسيس لجمعية تعنى بالترويج لما يعكس هوية وأصالة المجتمع الجزائري، خاصة المجتمع البليدي، من خلال إبرازه في مختلف المناسبات، ومنها احتفالية يناير، حيث حاولت لمياء دحماني، رئيسة جمعية "أصول للسياحة والتراث"، أن تعيد من خلال تمسكها بصناعة السلالة، الاعتبار لهذه الحرفة التقليدية القديمة، التي تسير في طريقها للاندثار.

أبدعت الحرفية لمياء، في تزيين جناحها، بمناسبة مشاركتها، مؤخرا، في احتفالية السنة الأمازيغية الجديدة بغرفة الصناعات التقليدية أولاد يعيش، من خلال إبراز كل ما له علاقة بالاحتفالية، خاصة ما تعلق منه بصناعة قفة الدوم، التي تعتبرها  رمزية لابد لها أن تكون حاضرة في الاحتفالية، لأنها كانت تستعمل قديما في جمع الحلويات التي توزع على الأطفال، ليلة الاحتفال.

وحسب رئيسة الجمعية، فإن اهتمامها بكل ما له علاقة بالصناعات التقليدية، كان من باب الدفاع على هذا الموروث، الذي يعكس هويتهم وأصالتهم، وقالت: "في الواقع، لم أكن حرفية، بل أنتمي إلى قطاع التعليم، وكان لدي اهتمام منذ القدم بكل ما له علاقة بالصناعات التقليدية، خاصة السلالة"، والتي تبين لي بأنها في طريق الاندثار، الأمر الذي جعلني أفكر في التأسيس لجمعية جمعت عددا من المعلمين العاملين معي في قطاع التعليم، والذين أيضا وجدت أن لدى بعضهم اهتمامات مختلفة بعدد من الصناعات التقليدية "، وتعلق: "في الحقيقية، ساعدتنا الصناعة التقليدية في التقليل من حجم الضغوط التي نعانيها، جراء العملية، حيث تعد ممارسة صنعة بمثابة المتنفس، وهو أيضا فرصتنا للدفاع عما نعتقد بأنه إرث لا يزال بحاجة إلى اهتمام".

وعن سر تمسكها بصناعة السلال، أو قفة الدوم دون غيرها من الصناعات التقليدية، أوضحت المتحدثة بأن صناعة السلاسل من الصناعات التقليدية التي تراجعت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، تقول: "حيث لم نعد نجدها في المعارض حاضرة بقوة، الأمر الذي جعلني أختار التخصص فيها، في محاولة للتمسك بها وإعادة بعثها من جديد"، مشيرة إلى أن واحدة من السبل التي اعتمدتها من أجل الحفاظ على هذا الموروث، تقديمها في أحجام صغيرة وبأسعار جد رمزية، للتشجيع على الترويج لها وجعلها حاضرة في متناول كل العائلات، حتى ولو كان ذلك بغرض استخدامها للتزيين.

وحسب المتحدثة، فإن أهم رسالة تعمل من أجلها الجمعية، التي اعتمدت في 2023، هو إشراك المنتمين إلى قطاع التعليم من الفئة الموهوبة، ومحبي الصناعات التقليدية، في الحفاظ على الموروث التقليدي، وتمكينهم من التنفيس عن أنفسهم والمساهمة من جهتها، في الترويج لكل ما هو صناعة تقليدية، من خلال المشاركة في مختلف المعارض وإحياء مختلف التظاهرات، للتذكير بأهمية هذه الصناعات التقليدية وضرورة الحفاظ عليها، مثل حرفة صناعة السلالة والألبسة التقليدية، لافتة إلى أن كل ما يتم عرضه، صناعات تقليدية مطلوبة بكثرة، وهو ما يعكسه التهافت الكبير عليها، خاصة إن كانت أسعارها في المتناول.