المخرج محمد فضيل حازورلي لـ"المساء":
عرض "أعصاب وأوتار" خلال رمضان المقبل
- 57
❊ الانطلاق في تصوير سلسلة جديدة بعد الشهر الكريم
❊ السنيما وجدت فرصا عديدة لتنطلق من جديد
كشف المخرج محمد فضيل حازورلي، صاحب رائعة "حيزية"، والمعروف بشكل كبير في الشارع الفني الجزائري بإخراجه لسلسلة "أعصاب وأوتار"، عن عودة هذه السلسة خلال شهر رمضان المقبل، وهي حلقات تم إعدادها منذ سنوات، ولم يكتب لها أن تعرض على التلفزيون الجزائري، مشيرا في دردشة مع "المساء"، على هامش تكريمه في الأيام الوطنية للفيلم القصير، بدار الثقافة "مالك حداد" بقسنطينة، إلى تصوير نسخة جديدة من السلسلة، بعد شهر رمضان، بمواضيع من رحم المجتمع وبوجوه أغلبها جديدة، خاصة في ظل توفر بيئة ملائمة، في هذه الفترة، وإرادة سياسية تشجع على العمل الفني التلفزيوني والسينمائي.
❊ أولا، كلمة حول تظاهرة الأيام الوطنية للسينما بقسنطينة؟
❊ بعد لقاء الجزائر العاصمة حول السنيما والذاكرة، التي جاءت بمناسبة إحياء ذكرى مظاهرات "11 ديسمبر 1960"، قسنطينة هي الأخرى أحيت المناسبة، وأصبحت سنة حميدة، من خلال تنظيم فعاليات الأيام الوطنية للفيلم القصير، هو فرصة لتحريك العمل السنيمائي وفرصة طيبة لمد جسور التواصل بين المحترفين من رجال السنيما والجيل الجديد من الشباب المهتم بهذا المجال، في مدينة كانت ولا تزال عاصمة للسنيما، بعدما نظمت أول مهرجان سنيمائي سنة 1984، كان حول السنيما والثورة، وشهدت مشاركة وتكريم العديد من الوجوه السنيمائية التي صنعت المشهد وقتها، ومنهم الأجانب، على غرار بيار كريمو، روني فوتيي ولابودوفيتش، من اللذين خدموا الثورة في وقتها، وهذا الأمر ليس بغريب عن الجزائر والجزائريين، الذين لا يتوانون في الاعتراف بالجميل لكل من قدم خدمة لقضيتهم أو وطنهم.
❊ يتم تكريمكم وأنتم في ميدان العمل، وبذلك إسقاط المثل القائل "كي كان حي مشتاق ثمرة وكي مات علقولو عرجون"، ما هو شعوركم وأنتم تكرمون بين أصدقائكم وزملائكم، في هذا الكم من الوجوه الفنية الجزائرية؟
❊ الحمد لله، قسنطينة سباقة في هذه المبادرات التي أعتبرها لفتة حضارية لإعادة الاعتبار للفنان، خاصة في هذا اليوم البارز من تاريخ الجزائر، وذكرى مظاهرات "11 ديسمبر"، أما "كي كان حي مشتاق ثمرة وكي مات علقولو عرجون" (ضحك)، فهذا الموضوع تناولته في أحد أعمالي، ضمن حلقة من حلقات المسلسل الشهير "أعصاب وأوتار"، هي لفتة رائعة، حتى يمكن للجيل الجديد أن يثق في بلاده، عندما يرى المكرمين من القدماء قد تم تذكرهم، وهم في الميدان، وأحياء، ولم يعانوا من ظاهرة النسيان والنكران، في خطوة لرد الجميل، وهي اللفتة التي تخلق في نفسية المكرم فخرا معنويا كبيرا، على غرار ما يتم القيام به في عدد من البلدان التي تحترم فنانيها ومبدعيها.
❊ لمسنا أن التكريم كان له وقع خاص، لاسيما وأنه جاء في قسنطينة، فهل هذا يدل على قيمة هذه المدينة عندكم؟
❊ علاقتي بقسنطينة وطيدة، وإذا كانت تبسة مسقط رأسي، كما يعرف البعض، فقسنطينة رفعت فيها رأسي، والعديد من الجزائريين يظنون أنني من مواليد هذه المدينة، التي تعمل جاهدة منذ سنوات، للحفاظ على الذاكرة، من خلال النشاطات التي تبنتها والمبادرات التي تقوم بها من حين إلى آخر، وحقيقة غمرتني سعادة كبيرة بهذه المبادرة، وإطلاق الأيام الوطنية للفيلم القصير في هذه الطبعة باسمي وتكريمي في مدينة الفكر والثقافة، وهي تستعيد أمجادها، السينما وُجدت بقسنطينة، وهي اليوم تسترجع قيمتها، من خلال هذه الفعالية السنيمائية، ونحن كفنانين نرى أن هناك العديد من الإيجابيات التي يجب التحدث عنها، ولا يجب فقط الحديث عن العيوب من باب الحديث وفقط، نحن من خلال أعمالنا التي قدمناها، ونعمل على تقديمها، كنا نسلط الضوء على السلبيات من باب معالجتها بكل موضوعية في هذا الوطن الكبير، الزاخر بالطاقات، خاصة الشبانية منها، المهتمة بالسينما وبفضاء الإخراج، والتي يجب إعطاءها الفرصة للمساهمة في الدفع بالفن سواء في التلفزيون أو في السينما.
❊ تحدثتم عن عرض سلسلة "أعصاب وأوتار" قريبا، فهل من توضيح؟
❊ لا يكاد يوجد بيت داخل الجزائر، لا يعرف أو لم يشاهد هذه السلسة الفكاهية، التي عرفت نجاحا كبيرا خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بفضل تألق وجوه فنية محلية، سمحت بنقل الانشغالات والمشاكل اليومية للمواطن الجزائري في قالب هزلي، والسلسلة التي سيتم عرضها قريبا، سلسلة أعددتها مسبقا، ولم يتم عرضها على شاشة التلفزيون، لكن بفضل إرادة الرجال، سيتم عرضها خلال الأشهر المقبلة، وسنضرب موعدا للجمهور الجزائري، بالتحديد خلال شهر رمضان المقبل، في انتظار انطلاق السلسة الجديدة، في السنة المقبلة.
❊ بمناسبة الحديث عن عودة سلسلة "أعصاب وأوتار"، كيف سيتم التعامل مع السناريو الجديد، في ظل التغيرات الكبيرة التي شهدها المجتمع الجزائري، من انتشار رهيب للهاتف النقال، الأنترنت، وسائط التواصل الاجتماعي وجيل أصبح يتحدث عن الذكاء الاصطناعي؟
❊ حقيقة، المحيط تغير والعديد من الأمور تغيرت، لكن أظن أن الجمهور الجزائري لم يتغير في التعاطي من الأعمال الفنية المحلية، خاصة النابعة من رحم المجتمع، وسلسة "أعصاب وأوتار"، وفقا لعنوانها، هي صورة ومرآة للشخصية الجزائرية المميزة والمشهورة بالانفعال، أظن أن نجاح المسلسل طيلة 25 سنة، عبر التلفزيون الجزائري، منذ 1978، دليل على تأقلمها مع المتغيرات، والعمل الفني سيرجع ليطل على المشاهد من جديد، في ظل توفر الظروف الملائمة للعمل الفني، وأظن أن السنيما في هذه الأيام، تجد فرصا عديدة لكي تنطلق من جديد، بفضل تعليمات وتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي منذ قدومه، وهو يتكلم عن السينما ويقدم حتى الأفكار التي يجب استغلالها من طرف المنتجين والمخرجين، الكرة الآن في ميداننا، ويجب استغلال هذه الفرص في ظل توفر الإرادة السياسية الحالية.
❊ هل ستعتمدون على الوجوه القديمة في السلسلة الجديدة، أم هناك وجوه جديدة، وما هي الرسالة التي ستقدمونها في هذا العمل الفني؟
❊ هناك وجوه من التجارب القديمة، من أصحاب الخبرة والمعرفة في هذه السلسة الفكاهية، حتى لا نقول أنها وجوه فنية قديمة، كما أضيف أن العمل الفني الجديد، وفقا لمتغيرات، سيعتمد على وجوه فنية جديدة بنسبة 80 ٪، حيث سنمنح الفرصة للشباب من أصحاب المواهب، لإبراز مهارتهم وقدراتهم الفنية، وسنعمل خلال السلسة الجديدة، على تقديم رسائل تتماشى مع الواقع المعيش، ومع المشاكل اليومية للمواطن الجزائري في قالب هزلي، هي مواضيع صالحة لكل مكان وزمان، سيتم تناولها خلال السلسلة الجديدة، وستكون مفاجأة للجمهور الجزائري.