وقف القصف وبدء تنفيذ صفقة "الأحرار"

الحرب تنتهي في غزة والمحتل يجرّ أذيال الهزيمة

الحرب تنتهي في غزة والمحتل يجرّ أذيال الهزيمة
  • 133
ص . م ص . م

يوم تاريخي ذلك الذي شهدته غزة امس، وقد انتهت حرب 470 يوم الصهيونية التي أتت على كل شيء من الإنسان إلى الحيوان إلى الشجر والحجر، وخرج منها جيش الاحتلال يجر أذيال الهزيمة بعدما عجز عن تحرير أسراه وكسر شوكة المقاومة وصمود أبناء غزة، الذين حرّروا أرضهم بدماء وأرواح قرابة 47 ألف شهيد.

مع دخول وقف إطلاق النار، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان مقتضب، التزامها بتنفيذ بنود الاتفاق، الذي قالت إنه "ثمرة صمود وصبر شعبنا العظيم، والثبات الأسطوري لمقاومتنا الباسلة أمام آلة الإرهاب والقتل الصهيونية".

ورغم تأخّر دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لمدة ثلاث ساعات كاملة عن موعده المحدّد، إلا أنه وبمجرد الإعلان الرسمي عن بدء سريانه، تنفس سكان غزة الصعداء بعد أكثر من 15 شهرا من القصف والإبادة والتقتيل والتشريد والجوع والنزوح وكل المآسي والمعاناة التي عايشوها. وعمت مظاهر الفرح الممزوجة بمشاعر الأمل والحزن والفقد على من كان الاحتلال الصهيوني سببا في رحيلهم عن هذه الدنيا، ذنبهم الوحيد أن ولدوا وعاشوا في غزة.

ودخلت ساعة الحسم مع بدء أولى عمليات تبادل الأسرى في مرحلتها الأولى بعد إعلان "كتائب القسام" الجناح المسلح لـ"حماس" أسماء ثلاث أسيرات إسرائيليات ممن تشملهم صفقة التبادل في يومها الأول، مقابل الإفراج عن 90 أسيرا فلسطينيا من النساء والأطفال ضمن قائمة متفق عليها تشمل 120 اسم من ذات الفئة، حيث ينصّ اتفاق وقف إطلاق النار على الإفراج عن 30 أسيرا فلسطينيا مقابل أسيرة مدنية من الاحتلال.

وضمت قائمة الأسيرات والأطفال الأسرى المعنيين بالإفراج عنهم 69 امرأة و21 طفلا من ضمنهم 76 أسيرا من الضفة الغربية و14 من القدس المحتلة.

وانتظر أهالي الأسرى على أحر من الجمر الإفصاح عن قائمة الأسيرات والأطفال الذين تشملهم صفقة التبادل في يومها الأول والتي تأخر نشرها بسبب وجود خلل في بعض الأسماء، لتأتي بعدها ساعة الفرج مع نشر القائمة التي أظهرت أن غالبية المعنيين من نساء وأطفال الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وأشار إلى أن مخابرات الاحتلال استدعت أهالي الأسرى والأسيرات المنوي الإفراج عنهم أمس ضمن صفقة التبادل إلى مركز المسكوبية بالتزامن مع خروج عدد من الحافلات من سجن "الدامون" المخصّص للأسيرات الفلسطينيات في حيفا وسط إجراءات أمنية مشدّدة بدأ نقلهن باتجاه سجن "عوفر" لإطلاق سراحهن. 

وتداولت وسائل الإعلام مشاهد من محيط سجن "عوفر" الإسرائيلي غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية قبيل البدء بالإفراج عن الأسرى ضمن صفقة "طوفان الأحرار" بالمرحلة الأولى التي تدوم 42 يوما وسيتم خلالها الإفراج عن 296 أسير من ذوي المؤبدات و296 من أصحاب المحكوميات العليا.

  بداية دخول شاحنات المساعدات إلى غزة

وإلى جانب بدء تنفيذ عملية التبادل، بدأ أيضا دخول أولى شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، حيث أكدت تقارير إعلامية أن "الشاحنات بدأت الدخول من الجانب المصري من المعبر إلى معبر كرم أبو سالم لتفتيشها ومن ثم توجّهت إلى داخل قطاع غزة الذي يعاني أوضاعا إنسانية صعبة وشحّا في المواد الغذائية والطبية". وأضافت أن عددا من الشاحنات دخلت فعليا إلى قطاع غزة وجاري العمل على دخول المزيد منها خلال الساعات القادمة، إضافة إلى وضع ترتيبات لتوزيعها على السكان.

وأعلنت الأمم المتحدة عن تكثيف استعداداتها بالتعاون مع شركائها لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح أمس. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مهند هادي، إن "كل ثانية لها أهميتها"، مشدّدا على ضرورة اغتنام هذه الفرصة لتلبية احتياجات سكان القطاع الذين عانوا طويلا من أزمات متفاقمة.

وأثنى على الجهود والاتفاقيات التي تم التوصّل إليها بشأن تنفيذ المكوّنات الإنسانية للمرحلة الأولى بما في ذلك توفير الإمدادات الأساسية مثل المياه والغذاء والصحة والمأوى لسكان غزة، بالإضافة إلى الإفراج عن الأسرى الذين طال انتظارهم.

وأشاد منسق الشؤون الإنسانية بالثقة الممنوحة للأمم المتحدة وشركائها لتسهيل تنفيذ البنود الإنسانية الواردة في الاتفاق، مشدّدا على أن تحقيق الأهداف الإنسانية يتطلب تعاونا شاملا بين جميع الأطراف وأن نجاح المشاريع الإنسانية يعتمد على التزام الجميع بالعمل المشترك. كما جدّد التزام الأمم المتحدة بدعم الانتقال إلى المرحلة الثانية من المساعدات، معتبرا أن هذه الجهود تمثل خطوة أساسية نحو تعزيز الحلول السلمية للنزاع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

بدء انتشار الآلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية في القطاع

أكد بيان أصدره أمس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن بدء نشر الآلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية وفق خطة حكومية لحفظ الأمن والنظام في مختلف المحافظات والبلديات تشرع في إعادة فتح وتأهيل الشَّوارع.

وأوضح أن البلديات شرعت في إعادة فتح وتأهيل الشوارع بعد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مشيرا إلى الجاهزية الكاملة للوزارات والمؤسّسات للبدء في العمل وفقا للخطة الحكومية لتطبيق كافة الإجراءات التي تضمن عودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن وبشكل تدريجي.

وأهاب المكتب الإعلامي على أبناء الشعب الفلسطيني بتجنّب تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة الصادرة عن الإعلام العبري أو الإعلام المعادي، ودعاهم إلى الحذر أثناء التنقل بين المناطق والمحافظات، حيث أكد أن عودة النازحين ستكون بعد 7 أيام من بدء سريان قرار وقف إطلاق النار.

كما دعاهم إلى استقاء المعلومات من المصادر الرسمية الحكومية والابتعاد عن المناطق المدمّرة لتفادي المخاطر التي قد تنجم عنها وتجنّب المنازل المقصوفة لتفادي الانهيارات المفاجئة وكذلك الابتعاد عن الصواريخ والأجسام المشبوهة، إضافة إلى ضرورة الالتزام بإرشادات السلامة ورفع مستوى الوعي.