ترسم الطبيعة الصامتة بتنوّعاتها

العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري

العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري
الفنانة التشكيلية هدى وابري
  • 147
لطيفة داريب لطيفة داريب

اختارت الفنانة التشكيلية هدى وابري الطبيعة الصامتة لتعبرّ عن معاناة المرأة من العنف، فرسمت لوحات عديدة تختلف في الألوان والأساليب الفنية لكنّها تتّفق في أنّها جميعها ترمز لما قاسته المرأة في فترتيّ الاستعمار الفرنسي والعشرية السوداء وما تتعرّض له حاليا من عنف لفظي وجسدي يصل أحيانا إلى القتل.

اختارت الفنانة التشكيلية هدى أورابي أن يكون عنوان معرضها المقام حاليا برواق "محمد تمام" إلى غاية الرابع من فيفري المقبل، بـ"الطبيعة الصامتة" لأنّها قرّرت بعد تخرّجها من المدرسة العليا للفنون الجميلة، تخصّص "فن تصويري، أن ترسم فقط الطبيعة الصامتة التي وجدت نفسها فيها وأحبّتها بل لم تشأ أن تحيد عن رسمها رغم أنها جرّبت خلال دراستها بالمدرسة العديد من التقنيات.

ترسم وابري حسب تصريحها لـ"المساء" موضوعا واحد لكن بتقنيات مختلفة لتأتي لوحتها "رفقا بالقوارير" في مقدّمة أعمالها نظرا لأنّها تمثّل خلاصة رسالتها التي تود تقديمها إلى الجمهور والتي تنصّ على أهمية أن تُعامل المرأة برفق فقد أوصى الرسول بها في خطبته الأخيرة، وشبهها بالقوارير.

تناهض التشكيلية العنف الممارس ضدّ المرأة، خاصة الجرائم التي ترتكب ضدّها، كما أنّ الكثير من النساء يصمتن ولا يبحن بجراحهن، لهذا اختارت أن تتخصّص في رسم "الطبيعة الصامتة" حتى تكون صوتا لهن. وهكذا تعرض لوحة "رفقا بالقوارير" التي رسمت فيها مجموعة من القوارير مختلفة الألوان والأحجام، بتقنية مختلطة بين باستال والأكريليك.

وتعرض الفنانة أيضا ثلاث لوحات بالأبيض والأسود أنجزتها بتقنية النقش الطباعي في فترة دراستها بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، وهي "تطوّر" و"عويشة" و"طبيعة صامتة" التي تتفاوت تفاصيلها، إلاّ أنّها تبرز بوضوح رسومات حول الطبيعة الصامتة من خلال مجموعة من المزهريات تضمّ أزهارا متنوّعة. في حين اعتمدت في لوحة بدون عنوان على تقنية الأكريليك على الخشب، بالكاد تظهر فيها المزهرية وازهارها لظلامها الدامس الذي تخلله بعض من اللون الأحمر.

نجد اللون الأحمر أيضا وبغزارة هذه المرة في لوحة "أمل" التي قالت عنها الفنانة إنّها منجزة بتقنية الأكريليك، وضعت فيها ألوانا عديدة يترأسها اللون الأحمر بتدرّجاته المختلفة والمعبّر عن الأمل مثله مثل اللون الوردي الحاضر أيضا في هذا العمل المزيّن بأزهار التوليب التي تعشقها. بينما رسمت في لوحة "غرق" مزهرية أخرى بأزهار متناثرة هنا وهناك بشكل عفوي، أضفت عليها شيئا من الأسلوب التجريدي بينما حافظت نوعا ما على الأسلوب العفوي في لوحتها "شهواني" وأبرزت للجمهور جزءا من عالمها الخيالي من خلال رسمها لمزهرية غير واقعية وزهر التوليب الوردي وكأنها مجموعة من القلوب المحطمة.

لوحة أخرى وهذه المرة ملوّنة باللون الأزرق رسمت فيها هدى الكثير من الأزهار المنتعشة بماء المطر الذي غمر اللوحة. بينما أخفت الفنانة في لوحة "دون عنوان" الأشكال التي رسمتها عن الطبيعة الصامتة دائما ووضعت عليها دوائر بيضاء لتسترها، عكس ما فعلته في اللوحات الأخرى التي أعطت فيها الصدارة للأشكال التي ترسم في العادة في الطبيعة الصامتة.