لقاءات الرئيس تبون بالتشكيلات السياسية تمهيد لعقد الحوار الوطني
إعلاء قيم التواصل وتجسيد الديمقراطية الحقّة
- 132
❊ تكريس مفهوم الاتصال السياسي بين رئاسة الجمهورية والتشكيلات السياسية
❊ جعل الأحزاب قوة اقتراح وإشراكها في المشروع الوطني وصد المؤامرات
تندرج اللقاءات المكثفة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مع ممثلي التشكيلات السياسية الوطنية خلال الفترة الأخيرة، في إطار تكريس سنّة الحوار والتشاور مع الطبقة السياسية تجسيدا للديمقراطية التشاركية، خصوصا بعد الإعلان عن انطلاق الحوار الذي كان قد دعا إليه الرئيس تبون، خلال الخطاب الذي أعقب أداءه اليمين الدستورية رئيسا لولاية ثانية شهر سبتمبر الماضي.
حرص رئيس الجمهورية، على الاستجابة لمطالب الأحزاب السياسية التي دعت إلى التعجيل بالحوار الوطني، حيث وعد في خطابه للأمة الذي ألقاه نهاية العام الجاري، أمام أعضاء البرلمان بغرفتيه، إلى البت فيه خلال العام الجاري، قناعة منه بضرورة إعلاء قيم التواصل والتشاور وجعلها حجر أساس بناء الجزائر وتقوية مناعتها.
ويبدو جليا أن الرئيس تبون، قد مهد لهذا الحوار بسلسلة اللقاءات التي عقدها مع الأحزاب السياسية، قصد الاستماع إلى اقتراحاتها في شتى المجالات في إطار الديمقراطية التشاركية التي يسعى إلى إرساء معالمها دون تمييز بين الأحزاب الصغيرة أو الكبيرة، والتي أكدت في عدة مناسبات على الإرادة الصادقة لرئيس الجمهورية، للعمل من أجل جزائر قوية وذات سيادة.
وبلاشك فإن هذه اللقاءات قد عززت مفهوم الاتصال السياسي بين رئاسة الجمهورية كمؤسسة دستورية، وباقي التشكيلات السياسية في سياق منحها هامشا من المبادرة والنشاط السياسي، حيث لم يتردد الرئيس تبون، في عقد لقاءات دورية مع رؤساء الأحزاب السياسية وكذا الفعاليات الاجتماعية والمهنية والشخصيات الوطنية التي حظيت باستقبالات بمقر رئاسة الجمهورية منذ اعتلائه سدّة الحكم في ديسمبر 2019.
فقد سعى الرئيس تبون، من خلال هذه اللقاءات لتفعيل الدبلوماسية الحزبية من خلال منحها المجال لتقديم رؤيتها من أجل تعزيز الجبهة الداخلية، في ظل الرهانات الداخلية والخارجية التي تشهدها الجزائر، فضلا عن السياق الإقليمي المحيط بها والذي يتميز بالاضطراب والتشنج.
ولعل ذلك ما جعل رئيس الجمهورية، يؤكد في العديد من المناسبات على ضرورة أن تفتك الأحزاب فرصتها كموالاة أو أحزاب معارضة، عبر استعادة قواعدها النضالية وحضورها الدائم في الحياة السياسية، بحيث لا تكون "مناسباتية" تظهر خلال فترات الانتخابات بينما تدخل في سبات عميق بمجرد انتهاء المواعيد الانتخابية.
بل كثيرا ما عبّر السيّد الرئيس، عن أمله في أن تكون هذه التشكيلات بمثابة قوة اقتراح تشارك بقوة في المشروع الوطني، بعد أن كانت غائبة عنه لسنوات من منطلق أن الظروف الدولية الحالية تدفع بالجزائر لأن تتجاوز مرحلة الفراغ التي عاشتها هذه الأحزاب.
ويتمسك الرئيس تبون، بهذه القناعة التي يعتبرها أكثر من ضرورة لتعزيز التلاحم الوطني وتحصين البلاد من التهديدات الخارجية، وصد كافة المؤامرات من قبل أطراف لا يهدأ لها بال سوى بإثارة القلاقل والفتن داخل الجزائر لمحاولة إفشال المؤشرات الايجابية التي تشهدها خلال السنوات الأخيرة في عديد القطاعات.
ولقيت هذه الالتفاتة ترحيبا واسعا من قبل التشكيلات السياسية، خصوصا وإن بعضا منها لأول مرة في تاريخ الجزائر تطأ أقدامه أبواب الرئاسة، مما يعبّر عن الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية، للنشاط الحزبي وتمسكه بإعادة الاعتبار له عبر التشاور والتحاور القائم على المصارحة من جهة، وإرساء تقليد حميد لتعزيز الثقة مع مختلف الأطياف الاجتماعية والسياسية دون إقصاء أو تمييز من جهة أخرى.
ولإرساء لهذا النهج الذي يتوخى منه خلق ثقافة جديدة في علاقة الرئاسة بالأحزاب، فقد حرص رئيس الجمهورية، في أول مبادرة من نوعها على عقد لقاء مع رؤساء 27 حزبا سياسيا ممثلا في المجالس الانتخابية الوطنية والمحلية شهر ماي الماضي، لتقوية القرار السياسي الذي تتخذه الدولة في التعامل مع المسائل الداخلية السياسية والاقتصادية.