الأيام الوطنية للديودراما بسعيدة
مسرحية "أسدرفف" تتوج بالعقبان الذهبي
- 118
توجت مسرحية "أسدرفف" للمخرج صادق يوسفي، وإنتاج التعاونية المسرحية "مشاهو" من تيزي وزو، بجائزة العقبان الذهبي لأحسن عرض متكامل، في منافسة الأيام الوطنية للديودراما، التي احتضنها المسرح الجهوي "صراط بومدين" بولاية سعيدة.
لم يقتصر نجاح المسرحية على الجائزة الكبرى، بل تألقت أيضا على مستوى التمثيل، حيث انتزعت فريزة شماخ جائزة أحسن ممثلة عن أدائها المتميز، بينما فاز رحموني أوزيين مناصفة مع أحمد سهلي (عن دوره في مسرحية "الحلوف") بجائزة أحسن ممثل. أما مسرحية "الحلوف"، فقد كان لها نصيب من التتويج، حيث توج مخرجها أحمد بن خال بجائزتي أحسن إخراج وأحسن نص، ما يعكس تميز هذه المسرحية.
في سياق متصل، قدمت لجنة التحكيم، التي ترأسها الدكتور عبد الكريم بن عيسى، وضمت في عضويتها المخرج والممثل محمد فريمهدي والممثلة سارة رزيقة، عددا من التوصيات التي تهدف إلى تطوير هذه التظاهرة المسرحية، إذ اقترحت تمديد مدة المهرجان إلى ستة أيام، بدلا من المدة الحالية، أن تتراوح مدة العروض بين 50 و75 دقيقة، لضمان تقديم أعمال ناضجة فنيا، إضافة جائزة جديدة لأحسن سينوغرافيا، نظرا لأهمية البعد البصري في العروض المسرحية.
كما دعت اللجنة المشاركين إلى العودة للورشات التكوينية، من أجل صقل أدواتهم الفنية وتطوير أدائهم، مشيرة إلى وجود استسهال واضح في بعض العروض. إضافة إلى ذلك، شددت على ضرورة اختيار النصوص المسرحية بعناية، واقترحت إعادة النظر في طبيعة النصوص المقدمة مستقبلا، لضمان مستوى فني أكثر تميزا.
بالعودة إلى المسرحية الفائزة بالجائزة الكبرى، فقد استوحاها المخرج صادق يوسفي من النص العالمي "الكراسي" للكاتب يوجين يونسكو، لكنه أعاد تشكيله في توليفة تجمع بين العبثية والواقع، حيث صاغ معالجة درامية محلية تنبش في أسئلة الوجود والعزلة، عبر رؤية إخراجية تحمل بصمة جزائرية واضحة.
تحمل "أسدرفف" (والتي تعني الهذيان) بعدا فلسفيًا عميقًا، حيث تستلهم من مسرحية "الكراسي" الفكرة الرئيسية لزوجين مسنين، يعيشان عزلة مطلقة، في فضاء مغلق، يتقاذفهما الانتظار والوهم، ويبحثان عن معنى لوجودهما عبر رسالة أخيرة إلى العالم، لكن يوسفي لم يكتفِ باستنساخ العمل، بل قام بتوطينه في السياق الجزائري، عبر توظيف اللغة والموروث الثقافي المحلي.