لم تقدر مولودية وهران على تجاوز ضيفها اتحاد الحراش، في مباراتهما التي جمعتهما، أول أمس، على الملعب الأولمبي "هدفي ميلود" في وهران، برسم الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الجمهورية، وتجرعت مرارة الإقصاء في هذا الدور للسنة الثالثة على التوالي، بعد موسم (2022-2023) على يد اتحاد بسكرة بـ (1/0)، وموسم (2023-2024) أمام أولمبيك أقبو، بركلات الترجيح، بعد انتهاء حوارهما بـ(1 /1) ، ومعها ضاع "برسيتيج" المولودية الوهرانية في منافسة الكأس، وبقي فقط ماضيها الناصع في هذه المنافسة، يؤنس أنصارها.

كان يكفي اتحاد الحراش هدفا وحيدا، سجله المهاجم برابح في الدققة 55، ليبخر آمال الوهرانيين، الذين وضعوا الكأس نصب أعينهم هذا الموسم، مدفوعين برغبة الأنصار، لتعويض خيباتهم على صعيد البطولة، لكن واقع الميدان أظهر أن مولودية وهران لا تملك فريقا قادرا على المنافسة على الجبهتين (البطولة والكأس)، وتكسب فقط أسماء رنانة على الورق.

حمّلت مجموعة كبيرة من أنصار مولودية وهران، مسؤولية الإقصاء، إدارة الفريق، التي خابت ـبحسبهم- في تكوين فريق قوي، كما وعدت بذلك فور نجاة المولودية من مقصلة السقوط، نهاية الموسم الماضي، وأظهرت الأيام، أن خرجاتها وتعاقداتها الصيفية، وما صاحبها من هالة إعلامية، لم تكن سوى شطحات إشهارية لمسؤوليها، دون تخطيط صلب وقاعدة عمل واضحة، حسب الأنصار دائما.

اعترف المدرب عمراني، أن مولودية وهران تفتقر لعدة جوانب، تمكنها من مواصلة مغامرتها في الكأس، وصرح بعد نهاية المباراة قائلا: "الفريق يعاني من الناحية البدنية، بعض لاعبيه يفتقدون للمنافسة، بعد راحة طويلة، إضافة إلى آخرين مصابين، فهذا هو تقييمي بعد أسبوع من تواجدي هنا"، وأضاف: "كانت هناك رغبة في فعل الأفضل، لكن الأرجل لم تستجب، وأخطاء دفاعية لا ترتكب في هذا المستوى، الحقيقة لم يكن لنا وقت لتحضير هذا اللقاء، لكن تلقي هزيمتين في جبهتين مختلفتين كثير"، وختم: "نحن متأسفون لهذا الإقصاء، خاصة لأنصارنا، وبملعب عالمي، والآن لم يتبق لنا إلا هدف واحد، وهو إنقاذ الفريق، وفعل الأحسن في البطولة".

من جانب اتحاد الحراش، فقد استحق تأهله، وحق له الحلم برفع الكأس هذا العام، وصرح مدربه الذكي عصمان عبد الرحمان قائلا: "كانت المهمة صعبة أمام مولودية وهران، لكن عرفنا كيف نحتوي قوتها، وننتشر جيدا فوق أرضية الميدان، ونجحنا في التسجيل في وقت مناسب، وأشكر جمهورنا الذي ساندنا بكل قوة، وأثبت مرة أخرى بأنه جمهور من ذهب"، وأضاف: "نيل الكأس تبقى حلم أي لاعب ومدرب، لكن سنركز على جبهة البطولة، فمشوارنا فيها هو الذي يمنحنا التألق في منافسة الكأس".