بعدما أثبت الذكاء الاصطناعي تأثيره على سوق الشغل
مستقبل التوظيف مرهون بالمهن غير الروتينية

- 261

يشغل الذكاء الاصطناعي تفكير العديد من الباحثين والأستاذة الجامعيين، بالنظر إلى تأثيره الكبير على سوق الشغل، أمام ما تخرجه الجامعات من طلبة وباحثين عن وظائف معدة للعمل، الأمر الذي دفع ببعضهم، على غرار الأستاذة إيمان بوعكاز، من جامعة باتنة، تخصص اقتصاد مالي، إلى القيام بدراسة حول مستقبل سوق العمل وتأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على الوظائف، والتي بموجبها اقترحت جملة من التوصيات، التي ارتأت من خلال مشاركتها مؤخرا، في الملتقى الوطني الأول حول حركية سوق العمل بين الواقع الاقتصادي والاجتماعي، أن يتم اعتمادها، حتى لا يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل سلبي على سوق الشغل.
قالت الأستاذة إيمان بوعكاز، في بداية حديثها مع "المساء"، بأن التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي أصبح اليوم، واقعا مفروضا يجب التكيف والتأقلم معه، خاصة بعدما برز أثره بشكل ظاهر على الوظائف التقليدية، التي اختفى عدد منها لتحل محلها الخدمات الرقمية، التي تقدمها التكنولوجيا، وحسبها، فإن أكثر القطاعات التي تأثرت بشكل كبير بموجة التطورات التكنولوجية الحاصلة، لاسيما ما تعلق منها بالذكاء الاصطناعي، هو قطاع الخدمات، يليه القطاع الصناعي، أما بالنسبة للقطاع الزراعي، فقالت: "لم يتأثر بشكل كبير بموجة التكنولوجيا، بحكم أنه لا يزال في الجزائر، إلى حد ما، يعتمد على الأساليب التقليدية للقيام بالنشاط".
وحسب المتحدثة، فإن الأمر الإيجابي في ما نشهده اليوم، من ثورة تكنولوجية وما يفرضه الذكاء الاصطناعي من خدمات متنوعة، ساعد الفئة التي تؤدي وظائف غير تقليدية على الابتكار والإبداع، ومكنهم من تفجير طاقاتهم، ما يعني أن الذكاء الاصطناعي وعلى الرغم مما يحمله من إيجابيات، خدم بعض الوظائف،غير أنه حكم على وظائف أخرى، وهي الوظائف الروتينية، بالزوال، مقترحة في هذا الإطار، بالنسبة لبعض الوظائف التي أصبحت تتطلب مواكبة التكنولوجيا فيها، أن تخضع لبعض الشروط، التي من شأنها إعادة الاعتبار لها، وجعلها تستفيد من خدمات الذكاء الاصطناعي، كأن يتم "إعادة رسكلة موظفي بعض المهن، وتمكينهم من دورات تأهيلية، أما بالنسبة للأشخاص الذين حتمت عليهم التكنولوجيا زوال مهنهم التقليدية، فينبغي عليهم التفكير في بدائل لوظائفهم بما يتماشى وسوق العمل، حتى لا يقعوا في فخ البطالة".
وفي السياق، أكدت الأستاذة بوعكاز، أن الفرد اليوم، وتحديدا الطلبة الجامعيين وخريجي التكوين المهني، على اعتبار أنهم من طالبي العمل، بعد التخرج، مطالبون أن يكيفوا أنفسهم بما يتوفر من مقترحات رقمية يحتاجها سوق الشغل، وتجنب تلك التي حكمت عليها التكنولوجيا بالزوال، بالتالي، حسبها، فإن الذكاء الاصطناعي أثر بشكل كبير على سوق الشغل، الأمر الذي يتطلب أن يكيف الأفراد أنفسهم وفق ما يشهده العالم من متغيرات، لافتة إلى أن اختفاء بعض المهن الروتينية بحكم التطور التكنولوجي، أمر مفروغ منه، وعلى كل من هو مقبل على سوق الشغل، أن يضع في اعتباره وجود ذكاء اصطناعي وفر خدمات رقمية، حلت محل العديد من الوظائف.
وفي الختام حذرت الأستاذة، من المراهنة على بقاء الخدمات الروتينية في القطاع الفلاحي بعيدة عن الذكاء الاصطناعي، من منطلق أنه القطاع الأقل تضررا من تأثير التكنولوجيا، لأنه ـ حسبها ـ سيشهد هو الآخر تطورات تصل إلى حد الاعتماد على تقنيات متطورة في الزارعة عن بعد، وجني المحصول بطريق آلية، وتستغني عن اليد العاملة البشرية، بالتالي تسير كل القطاعات نحو توديع الوظائف التقليدية، الأمر الذي يفرض حتمية الاستفادة من إيجابيات الذكاء الاصطناعي، من خلال التطلع إلى المهن المستقبلية التي فرضها الذكاء الاصطناعي.