تخفيضات ومساحات تجارية وأسواق للزوالية عشية الشهر الفضيل
وفرة و"رحمة" تنبّئان برمضان استثنائي

- 124

❊ مخزون المواد الاستهلاكية يرتفع بنسبة 30% مقارنة بباقي الأشهر
❊ تموين محلات الحلويات وبيع الزلابية من المخازن ومؤسسات الإنتاج
❊ عروض استثنائية وتخفيضات تصل إلى 50%
❊ تخفيضات غير مسبوقة على الأدوات الكهرومنزلية
تشهد المساحات التجارية الكبرى ومحلات "السوبيرات" بالأحياء، عرض تخفيضات مغرية على مختلف السلع الاستهلاكية؛ لاستقطاب أكبر عدد من العائلات التي تفضل اقتناء مستلزماتها قبل حلول شهر رمضان بأيام؛ ربحا للوقت والجهد. وقد شكلت هذه التخفيضات فارقا حقيقيا. وخلقت جوا تنافسيا بين المتعاملين الاقتصاديين، الذين انخرطوا في مسعى التخفيف عن المواطنين؛ إذ يلاحظ المتسوق وجود فارق يتراوح بين 10 دنانير و500 دينار وأكثر، فيما اجتهد أصحاب المحلات في إعداد باقات مغرية؛ سواء الخاصة بالمواد الاستهلاكية الغذائية، أو بمواد التنظيف التي تُعد مُرافقا أساسيا للمطبخ خلال شهر رمضان. فخلال جولة قادت "المساء" إلى كبريات المساحات التجارية ومحلات الأحياء بمختلف مناطق الوطن، لاحظت تطبيق تخفيضات معتبرة، شملت العصائر والمشروبات الغازية التي تراجع سعرها إلى 80 دج وأقل بالنسبة لـ"الفاردو" المكون من 6 قارورات؛ إذ بلغ سعر القارورة فيه 50 دج. وكذلك الأمر بالنسبة لمشتقات الحليب والأجبان؛ حيث شهدت بعض الأصناف باهظة الثمن نزولا في الأسعار بنسب معتبرة ومغرية؛ على غرار "الغريار" الذي انخفض من 2400 دينار للكيلوغرام إلى 1600 دينار لنفس الكمية، إلى جانب "الديول" و"الفريك" وحتى التوابل. كما شهدت أواني الطبخ انخفاضا مغريا، لا سيما الصحون، والأدوات الكهرومنزلية.
❊ أحلام محي الدين
الفضاءات الكبرى بوهران في الموعد
وفرة في المواد واسعة الاستهلاك و بالأسعار المقننة
تشهد معظم الفضاءات التجارية الكبرى والمحلات التجارية المتخصصة بولاية وهران، وفرة كبيرة في مختلف المواد الاستهلاكية، وخاصة واسعة الاستهلاك على بعد أيام فقط من حلول شهر رمضان، وسط إقبال كبير من المواطنين على اقتناء مختلف متطلبات الشهر الفضيل.
عكس السنوات الماضية وعلى بعد أيام فقط من حلول شهر رمضان، وفرت معظم فضاءات العروض التجارية الكبرى بوهران، مختلف المواد الاستهلاكية وبالأسعار المقنّنة، خاصة مادتي زيت المائدة والقهوة، اللتين شهدتا منذ أيام، ندرة ومضاربة. وقد سهرت مصالح مديرية التجارة لولاية وهران، على ضخ كميات كبيرة من السلع؛ ما انعكس، مباشرة، على السوق. وكانت الانطلاقة من معرض شعبان المنظم بقصر المعارض، والتظاهرات بالمدينة الجديدة، والذي يعرض من خلاله المواد والأسعار المقننة، وأقل من سعرها بالتجزئة؛ على غرار القهوة المعروضة بـ 240 دج للعلبة، وزيت المائدة إلى جانب اللحوم المختلفة بين مستوردة ومحلية. وقد استحسن المواطنون تنظيم المعرض الذي يساهم في توفير المواد، وحماية القدرة الشرائية للمواطنين.
كما تشهد فضاءات العروض على غرار الفضاءات المعروفة بحي يغموراسن ببلدية وهران، والتي تستقطب المواطنين من مختلف مناطق الولاية، توفر المواد الاستهلاكية بأنواعها؛ حيث تُعرض مادة زيت المائدة باختلاف أنواعها، بأسعار مختلفة حسب النوعية، تتراوح بين 560دج و600 دج، إلى جانب مادة القهوة، والأجبان، ومنتجات الزيتون، وأنواع البقوليات الجافة. كما تتوفر الفضاءات على مادة الفرينة بمختلف أنواعها؛ تلبية لطلب المستهلكين، فيما لاتزال مادة السميد غير متوفرة بكميات كبيرة، حسب المواطنين الذين يتساءلون عن سبب اختفاء السميد المستعمل خصيصا في تحضير حلوى الشامية. وتتوفر جميع أنواع المشروبات الغازية بأسعار تنافسية، وبعروض خاصة بمناسبة رمضان؛ حيث تشهد بعض الأنواع تراجعا في الأسعار يقدر بين 20 و30دج في الوحدة. وأكد المواطنون أن الظروف جيدة لقضاء رمضان دون ندرة، ودون مضاربة.
* رضوان. ق
التخفيضات قبل الشهر الفضيل
زبائن بشعار " الاقتصاد في الاستهلاك" لرمضان آمن
تعتمد العديد من المحلات والمساحات التجارية في الأيام التي تسبق الشهر الفضيل، سياسة التخفيضات على المواد الغذائية، والمنتجات الاستهلاكية ذات الاستهلاك الواسع. وهي المبادرة التي أصبح ينتظرها كثير من العائلات لاقتناء حاجياتها؛ استعدادا لهذه المناسبة المباركة، وتوفير جزء من المصاريف؛ حيث يعمد أصحاب المحلات والفضاءات لتخفيض أسعار المنتجات الغذائية؛ كوسيلة لجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن، وهو ما يساعد العائلات على اقتناء مواد وضروريات بأقل التكاليف؛ تجنبا للوقوع في فخ الضيق المالي لاحقا، لا سيما أن مصاريف الشهر كثيرة.
وفي جولة استطلاعية قادت "المساء" إلى عدد من محلات "السوبرماركت" لبيع المنتجات الغذائية والفضاءات التجارية، لفت انتباهها الحركة الكبيرة والسريعة للمواطنين؛ في حركة غير عادية، مثل ما هو مسجل في باقي الأيام. هذه الحركة الدؤوبة تؤكد تسارع التحضيرات؛ في محاولة لمسابقة الزمن نظرا لاقتراب المناسبة، من أجل اللحاق بكل التجهيزات الضرورية؛ ترحيبا بهذه المناسبة التي تُعد واحدة من الرموز المقدسة في الدين الإسلامي.
مواد غذائية، أوان وصحون، مستلزمات وتجهيزات الطبخ، وحتى توابل وأجهزة كهرومنزلية، كلها مواد عُرضت في تلك الأسواق. بعضها بأسعار مغرية جدا. وهي الطريقة التي أصبح ينتهجها العديد من التجار بعدما وجدت رواجا بين الزبائن، وأثارت اهتمامهم؛ باعتبارها تساعدهم في التقليل من المصاريف اليومية.
المحطة الأولى كانت لواحد من أكبر الفضاءات التجارية بباب الزوار شرق العاصمة؛ حيث اكتظت صناديق الدفع بطوابير الزبائن في انتظار دورهم للدفع مقابل مشترياتهم منذ أولى ساعات النهار؛ إذ تجمعت في مداخل تلك المحلات أكوام من السلع المرتبة كالأهرام، والتي شملتها التنزيلات. وأخرى على الرفوف، كُتب عليها بالبنط العريض أسعارها الجديدة بعد التنزيل، مع لفت الانتباه إلى السعر الأصلي، الذي يجعل الزبون يدرك "الربح الذي يحققه كفرصة لا تفوَّت". مهمة ناجحة في غالب الأحيان؛ إذ فور ما يتم الإعلان عن التخفيض حتى تنفُذ، سريعا، الكمية المعروضة، لا سيما بعد أن أصبحت إدارات تلك المحلات تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي، للإعلان عن تلك التخفيضات.
خضر وفواكه وتوابل.. عروض خاصة بالشهر الفضيل
هذا ما حملته الكثير من اللافتات في تلك المحلات التجارية؛ حيث التفّ على ما يبدو، الكثير من مسيِّري المحلات التجارية حول تلك المفاهيم بعدما نجحوا في استقطاب عدد كبير من الزبائن، وأصبح رمضان مناسبة مثالية لتلك العروض المغرية.
وفي هذا الصدد، حدّثنا سمير، بائع بأحد المحلات، أن سياسة التخفيضات هي "سياسة تنتهجها المحلات لاستقطاب عدد متزايد من الزبائن"، خصوصا بعد أن أثبتت نجاحها في ذلك، ولم تعد تستقطب متوسطي الدخل فقط، وإنما، كذلك، ميسوري الحال. وهي بالنسبة للبعض فرصة لاقتناء ما لم يكن في التخطيط ضمن الضروريات، والتي تبقى، أحيانا، كماليات بالنسبة لآخرين.
وأضاف المتحدث أن تلك التنزيلات لا تعني بالضرورة، اقتراب انتهاء صلاحية المنتجات، وإنما أصبحت تطبَّق كذلك، على مختلف المواد كالخضار والفواكه، وحتى التوابل؛ قال: "إن من ميزات المحل أنه يعرض خضرا وفواكه، ويطبّق عليها تخفيضا في كل مناسبة؛ ما يساعد الزبائن على اقتناء كميات منها لأيام عديدة. ويزداد التفكير في التنزيلات مع اقتراب المناسبات الدينية؛ مثل رمضان المبارك؛ إذ إن شعار المركز هو الاعتماد على أكثر المواد والمنتجات مبيعا؛ لاعتماد التخفيض عليها".
وأضاف المتحدث أن ميزة التحضير للاستعدادات للشهر، هي عروض التوابل، التي كثيرا ما تثير اهتمام زبائن المحل؛ حيث تم تخصيص "باك"؛ أي مجموعة من التوابل كثيرة الاستعمال والتي تم وضعها في أكياس خاصة، تسهل اقتناءها مباشرة دون البحث في ضروريات تلك التوابل، بسعر مغرٍ مقابل 1000 دينار لمزيج من 400 غرام.
أواني ومستلزمات المطبخ.. منافسة بين المحلات لعروض مغرية
في تقليد جديد تنتهجه تلك المحلات؛ عرض الأواني ومستلزمات المطبخ، وحتى أجهزة كهرومنزلية، كثيرا ما تثير اهتمام الزبائن مع اقتراب الشهر الفضيل، هذا ما عرضته العديد من المحلات التي زارتها "المساء" في جولتها الاستطلاعية؛ حيث تم عرض تشكيلة مختلفة من الأواني والأجهزة الخاصة بالمطبخ. وأطقم كاملة من الأواني عُرضت بأسعار مغرية، هذا ما شهده مركز تجاري ببلدية المحمدية؛ حيث تم عرض في ركن خاص، أوان وأجهزة كعروض خاصة بشهر رمضان؛ على غرار طقم من الصحون مختلفة الأحجام من 22 قطعة بسعر 18 ألف دينار، والمقلاة الهوائية بسعر 65 ألف دج بدل 79500 دج، وماكينة القهوة بـ 14 ألف دينار بدل 20 ألف دينار، وغيرها من العروض التي رغم أسعارها المرتفعة إلا أن الفارق بين السعر الأصلي وسعر التخفيض، يجعل منها فرصا بالنسبة للكثيرين، لا سيما الذين لهم نية مسبقة لاقتناء تلك الأجهزة والأواني.
تخفيضات على المواد الغذائية.. نقطة قوة بعض المحلات
من جهة أخرى لاحظت "المساء" خلال جولتها، مدى انتشار سياسة التنزيلات في الأسواق الجزائرية، التي لم تعد تنتهجها الفضاءات الكبرى فقط، وإنما أصبحت تتم حتى عند أصحاب الدكاكين الصغيرة وسط الحي الصغير. محلات تبنت التفكير التسويقي الناجح، وتخفيضات على المواد التجارية، سواء لاقتراب تاريخ انتهاء صلاحيتها، أو للتعريف بها، أو بعد إتلاف غلافها، أو لأي سبب كان؛ فسياسة التخفيض هي السبيل المثالي لطرح الفائض من السلع، هذا ما أشار إليه ناصر، بائع بمحل داخل المركز التجاري "مارينا" بمنتزه الصابلات، أرديس سابقا، والذي أكد أن الجميع، اليوم، يعرف معنى التخفيضات. والكثيرون يرغبون في التواجد داخل تلك المحلات التي تعتمد تلك الاستراتيجية في تسويق منتجاتها، خصوصا من مواد غذائية واسعة الاستهلاك، قائلا: "إن ذلك قد يجعلك تتوجه نحو استهلاك غير طبيعي؛ بمعنى قد يغيّر التوجه الاستهلاكي للشخص العادي، ويجعله يستهلك أكثر من المعتاد؛ بفضل الأسعار التي توضع لبعض تلك المواد، والتي لا يمكن تفويت فرصة اقتنائها لتجربتها".
وأضاف أن أسعار السلع وارتفاعها المتزايد يجعل الزبائن يبحثون دائما عن البديل في التسوق، وأن القيام بذلك خلال التنزيلات، مثالي للاقتصاد في بضع دنانير على الأقل.
وأوضح أن قبل الشهر الفضيل يزداد الطلب على المواد الغذائية؛ ما يزيد من تحفيز التجار على استقطاب أكبر قدر من الزبائن من خلال تلك التخفيضات والعروض المغرية. وقال إن أكثر المنتجات تمسها التنزيلات في الفضاء التجاري الذي يعمل به، موضحا أنه من أول المستفيدين من تلك العروض، على حد تعبيره؛ "الأجبان ومشتقات الحليب والتي تقتنيها ربات البيوت كمادة ضرورية للتحضيرات الرمضانية؛ كالبوراك، والمملحات، والغراتان، وغيرها من الأطباق الجانبية؛ حيث عرف سعر جبن" الغريار" انخفاضا من 2400 دينار للكيلوغرام، إلى 1600 دينار لنفس الكمية. أما سعر جبن "الشيدار" فبلغ 1500 دينار. والجبن الأحمر 1700 دينار للكيلوغرام. كما شهد سعر علب التونة انخفاضا، بلغ بعض أنواعها تخفيض 40 ٪ على بعض العلامات، إلى جانب مواد أخرى واسعة الاستهلاك في رمضان؛ كالصلصات، والزبدة، والقهوة، والتوابل، والأرز، والعصائر، والطماطم المصبرة، والهريسة، والمصبرات، وغيرها من المواد التي يشهد بعضها انخفاضا يتراوح بين 10 و50 ٪ على المنتج الواحد.
حماية المستهلك تؤيّد التخفيضات لكن بشروط..
على صعيد ثان، أوضح كمال يويو رئيس مكتب العاصمة لدى المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، أن سياسة التخفيض وعروض التنزيلات التي تنتهجها المحلات التجارية قبيل الشهر الفضيل، تبقى جيدة وقانونية في إطار احترام بعض القواعد الأساسية في احترام خصوصية المستهلك، ولا تتعدى على أحد حقوقه؛ كاستهلاك منتج صالح وذي نوعية جيدة، خاصة غير منتهي الصلاحية، موضحا أن تلك السياسات تعمل على مساعدة المستهلك في الاقتصاد في مصاريفه عموما، خاصة أن الشهر الفضيل يعرف ارتفاعا في المصاريف، خصوصا على المواد الاستهلاكية، وهذا ما قد يضعه في ضيق مالي بعد مرور أيام قليلة فقط من هذه المناسبة؛ فالتنزيلات تساعده في تخفيض مصاريفه، لكن على أن لا تكون تلك المشتريات تركز على الكماليات؛ حيث أكد أن تلك السياسة قد تكون سلاحا ذا حدين؛ إذ تجعل المستهلك يلتفت إلى الكماليات أكثر، ويسرف في الاستهلاك، فيجد نفسه يقتني ما لا حاجة له من تلك المواد، لكن، فقط، من منطلق أنها فرصة لا يمكن تفويتها، وهذا ما قد يضر بميزانيته كذلك، ويجعله يكلف نفسه أكثر من اللازم، ويضعها في ضيق مالي؛ بسبب ذلك الإسراف في الاستهلاك.
* نور الهدى بوطيبة