أغلق المعابر وأوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
"حماس" تصف قرار الكيان الصهيوني بجريمة حرب

- 141

وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس، البيان الصادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بشأن اعتماده لمقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وفق ترتيبات مخالفة لبنوده، بـ"المحاولة المفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منه".
أكدت "حماس" أن قرار رئيس حكومة الاحتلال ووقف المساعدات الإنسانية "هو ابتزاز رخيص بأدوات إنسانية وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق وعلى الوسطاء". وقالت أنه يتوجب على "المجتمع الدولي التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة".
وحذرت الحركة، التي جددت التزامها بتطبيق بنود الاتفاق واستعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، من أن "مجرم الحرب نتنياهو يحاول فرض وقائع سياسية على الأرض، فشل جيشه الفاشي في إرسائها على مدى 15 شهرا من الإبادة الوحشية بفعل صمود وبسالة شعبنا ومقاومته"، مشددة على إنه يسعى للانقلاب على الاتفاق الموقع خدمة لحساباته السياسية الداخلية الضيقة على حساب أسرى الاحتلال في غزة وحياتهم.
وحملت نتنياهو وحكومته المتطرفة المسؤولية الكاملة عن تعطيل المضي في الاتفاق أو أي حماقة قد يرتكبها بالانقلاب عليه، بما في ذلك التبعات الإنسانية المتعلقة بأسرى الاحتلال في قطاع غزة، مؤكدة بأنه السبيل الوحيد لاستعادة أسرى الاحتلال هو الالتزام بالاتفاق والدخول الفوري في مفاوضات بدء المرحلة الثانية والتزام الاحتلال بتنفيذ تعهداته.
كما أشارت "حماس" إلى أن مزاعم الاحتلال بشأن انتهاكها لاتفاق وقف إطلاق النار هي ادعاءات مضللة لا أساس لها ومحاولة فاشلة للتغطية على انتهاكاته اليومية والمنهجية للاتفاق، والتي أدت إلى ارتقاء أكثر من مئة شهيد من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، إضافة إلى تعطيل البروتوكول الإنساني ومنع إدخال وسائل الإيواء والإغاثة وتعميق الكارثة الإنسانية في غزة.
وأوضحت بأن سلوك نتنياهو وحكومته يخالف بوضوح ما ورد في البند 14 من الاتفاق، الذي ينص على أن جميع الإجراءات الخاصة بالمرحلة الأولى تستمر في المرحلة الثانية، وأن الضامنين سيبذلون قصارى جهدهم لضمان استمرار المباحثات حتى التوصل إلى اتفاق بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية. وعلى إثر ذلك، دعت الحركة الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن انحيازها وتساوُقها مع مخططات نتنياهو، التي تستهدف الشعب الفلسطيني ووجوده على أرضه.
واكدت أن جميع المشاريع والمخططات التي تتجاوز الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة على أرضه وتقرير مصيره والتحرر من الاحتلال مصيرها الفشل والانكسار. وشهدت الـ48 ساعة الأخيرة تطورات خطيرة على مسار تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة بعد خروج مكتب نتنياهو ببيان مجحف ومستفز بإعلانه أمس وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر "حتى إشعار آخر".
وهو قرار يدخل في سياق تنصل الكيان الصهيوني من اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان من المفروض أن يشهد بداية من أمس تطبيق مرحلته الثانية التي تقود الى تم الاتفاق عليها برعاية الوسطاء الى ان تقود الى انهاء الحرب والتوجه في مرحلة ثالثة لإعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب الصهيونية الهمجية. ومع تنصل الكيان الصهيوني، المعروف بالإخلاء بالتزاماته في أي اتفاق حتى ولو كان برعاية دولية، دعا الامين العام الاممي، انطونيو غوتيريس، إلى تجنب انهيار الهدنة. وأكد أن كل لحظة يصمد فيها الاتفاق تعني الوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص وإنقاذ مزيد من الأرواح.
وحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، فإن هذه الدعوة ستشكل أولوية من بين الأولويات الرئيسية التي سيطرحها الأمين العام الأممي أمام مؤتمر القمة الاستثنائي لجامعة الدول العربية لمناقشة إعادة إعمار غزة المقرر عقده غد الثلاثاء.
وشدد غوتيريس على ضرورة ألا يدخر أي جهد لتجنب انهيار هذا الاتفاق والوفاء بالتزامات وتنفيذها بالكامل. كما أكد وجوب الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية وحمايتها وتمويلها وتدفقها دون عوائق للوصول إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، مشيرا الى منذ وقف إطلاق النار تمكن العاملون في المجال الإنساني من تكثيف وتوسيع العمليات في غزة، بما في ذلك المناطق التي تعذر الوصول إليها أثناء العدوان. واوضح انه تم توفير الغذاء لجميع السكان تقريبا في غزة وتسليم مستلزمات الإيواء والملابس وغيرها من المواد الأساسية لعشرات الآلاف من النازحين ومضاعفة كمية المياه النظيفة.
يواصل عدوانه الهمجي على شمال الضفة الغربية
الاتحاد الأوروبي يدعو الكيان الصهيوني إلى الامتثال للقانون الدولي
دعا الاتحاد الأوروبي الكيان الصهيوني إلى الامتثال للقانون الدولي وضمان حماية المدنيين في الضفة الغربية المحتلة وتمكين النازحين من العودة الآمنة إلى منازلهم.
أعرب الاتحاد الأوروبي في بيان له، مساء أول أمس، عن قلقه البالغ إزاء تداعيات العدوان الصهيوني على الفلسطينيين شمال الضفة الغربية، مشدّدا على ضرورة أن يتخذ الكيان الصهيوني إجراءات حازمة ضد عنف المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية. كما عبر عن قلقه إزاء تزايد عدد الحواجز العسكرية الصهيونية في الضفة والتي تقيد حرية التنقل هناك وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.
ويواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 35 على التوالي وعلى مخيم "نور شمس" لليوم 22، حيث صعد من عمليات الاقتحام والمداهمات للمنازل والتهجير القسري للسكان.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المدينة ومخيميها "طولكرم" و"نور شمس" وجابت الشوارع والحارات وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي في الوقت الذي تمركزت فيه على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، حيث ما زالت تستولي على مبان سكنية في الشارع وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية. وقال مواطنون فلسطينيون إن قوات الاحتلال قامت بتخريب وتدمير محتويات عمارة في شارع نابلس بعد أن استولت عليها وأجبرت من فيها على المغادرة قسرا وألقت بالمقتنيات الخاصة من النوافذ.
وما زال الاحتلال يفرض حصارا مطبقا على مخيمي "طولكرم" و"نور شمس" ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما وينشر فرق المشاة في محيطهما وداخل الحارات والأزقة برفقة الكلاب البوليسية وسط مداهمته للمنازل وتخريبها وتدمير محتوياتها وإخضاع من يتواجد داخلها من السكان للاستجواب.
وفي مخيم "نور شمس"، أقدم الاحتلال فجر أمس على حرق منازل سكنية في حي "المنشية"، حيث شوهدت ألسنة النيران تتصاعد منها استمرارا لعمليات الهدم التي نفذها أمس السبت والتي طالت أكثر من 11 منزلا وما يحيط بها.
كما أجبرت قوات الاحتلال سكان حارة "واد القلنسوة" على إخلاء منازلهم قسرا بعد مداهمتها وإطلاق القنابل الصوتية تجاههم مع اتخاذ أفرادها دروعا بشرية، حيث أفاد مواطنون بأن الاحتلال أمهل سبع عائلات في الحي على مغادرة بيوتهم حتى الساعة الثامنة من صباح أمس.
وداهمت قوات الاحتلال في وقت سابق المنازل في حارة "جبل النصر" وأجبرت سكانها على تركها قسرا وإمهالهم دقائق للمغادرة بالتزامن مع إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية لترويعهم وإرهابهم.
وفي مخيم طولكرم، قامت قوات الاحتلال بمداهمة المنازل والمحلات الفارغة الواقعة على امتداد شارع الوكالة بعد خلع أبوابها وتفجيرها، في الوقت الذي أطلقت الرصاص الحي تجاه المنازل في المناطق القريبة من حارتي "المطار" و"الحدايدة" لإرهاب من بقوا في منازلهم في تلك الحارات.
وشهد مخيما "طولكرم" و"نور شمس" منذ اليوم الأول لعدوان الاحتلال حركة نزوح كبيرة للسكان من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى فاق عددهم 16 ألف نازح توجّهوا إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وريفها. واستهدفت قوات الاحتلال بشكل مباشر البنية التحتية للمدينة والمخيمين، حيث دمّرت الطرق وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات بما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
ووسط استمرار الحصار المشدّد على المخيمين، تستمر يوميا مناشدات المواطنين الذين ما زالوا في منازلهم ويعيشون ظروفا صعبة وقاسية لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية من طعام وماء وأدوية وحليب أطفال والعمل على إصلاح شبكتي المياه والكهرباء في الوقت الذي يعيق الاحتلال ويمنع عمل طواقم الإغاثة خلال محاولتها إيصال المواد الأساسية الضرورية لهم. ولليوم 23 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق بوابة حاجز "جبارة" عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات وباقي محافظات الضفة.
إثر هجوم الاحتلال الصهيوني على مناطق متفرّقة
استشهاد 4 مواطنين في قطاع غزة
استشهد 4 مواطنين فلسطينيين من بينهم امرأة وأصيب 6 آخرون، أمس، إثر هجوم لقوات الاحتلال الصهيوني على مناطق متفرّقة في قطاع غزة.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان لها، أن طواقمها تعاملت مع 3 شهداء و4 إصابات في قطاع غزة. ويتعلق الأمر بشهيدين من بلدة بيت حانون شمالا وشهيدة وإصابتان في بلدة الفراحين شرق خانيونس جنوب القطاع، بينما تم نقل مصابين من وسط محافظة رفح جنوبا واستشهد مواطن آخر من مدينة رفح.
ويأتي هذا الهجوم الصهيوني على قطاع غزة غداة انقضاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مع الكيان الصهيوني برعاية قطرية ومصرية وأمريكية في قطاع غزة. ودخل حيز التنفيذ في 19 جانفي الماضي وذلك بعد أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال بحقّ الشعب الفلسطيني في القطاع والتي خلفت كارثة إنسانية غير مسبوقة. ومنذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وصل إلى مستشفيات القطاع 116 شهيد معظمهم جثامين تم انتشالها، إضافة إلى 490 إصابة.