منتجون يؤكّدون لـ"المساء" أهمية توفير المواد الأولية المحلية للنهوض بها
تصنيع قطع الغيار.. الجزائر رائدة خلال 4 سنوات

- 152

أكد منتجون محليون لقطع غيار السيارات بأن الجزائر تتوفر على الإمكانيات اللازمة لتطوير صناعة قطع الغيار والوصول إلى تلبية حاجيات السوق الوطنية في غضون الأربع سنوات القادمة، وذلك بعد تحوّل عديد المستوردين إلى منتجين، مشيرين إلى أن النهوض بهذه الصناعة مرهون بتوفير المواد الأولية محليا.
أوضح مسير شركة لصناعة أنظمة التعليق والتوجيه ساحي يانيس في تصريح لـ"المساء" أن تطوير صناعة قطع غيار السيارات أصبح ممكنا في ظل الإمكانيات التي تتوفر عليها الجزائر من حديد وبلاستيك وغيرهما من المواد، وتوفّر الطاقة واليد العاملة بأسعار منخفضة مقارنة بباقي الدول، الأمر الذي سيزيد من تنافسية المنتوجات المحلية، مشيرا إلى أن الحيوية التي يعرفها القطاع ستمكّن من توسيع قائمة المنتوجات والوصول إلى إرضاء بعض حاجيات السوق خلال الأربع سنوات القادمة.
وأشار ساحي إلى أن السنوات الأخيرة عرفت اقتحام عديد مستوردي قطع غيار السيارات مجال التصنيع، وهو ما يؤكد وجود إرادة قوية لتطوير هذه الصناعة، التي تبقى -كما قال- مرهونة بتوفر المواد الأولية خاصة تلك غير المنتجة محليا، معتبرا ذلك تحفيزا للمستثمرين على توسيع مشاريعهم وجلب مستثمرين جدد وطنيين وأجانب للاستثمار في هذا المجال بالاستفادة من الامتيازات التي بات يوفّرها مناخ الأعمال بعد الإصلاحات الاقتصادية من قانون الاستثمار وقانون العقار الصناعي وكذا التسهيلات البنكية.
من جهته ثمّن مسؤول بشركة لصناعة "مصفاة السيارات" حساني أمين المبادرة التي قامت بها وزارة الصناعة مؤخرا بإشراك المتعاملين في مجال قطع الغيار في إعداد خارطة طريق لتطوير هذه الصناعة محليا، معتبرا ذلك فرصة لتوفير قطع الغيار للسوق التي لازالت تسجّل نقصا كبيرا بسبب محدودية الإنتاج التي تقتصر على فئة معينة من القطع دون سواها، مؤكدا أن الاهتمام بهذا المجال سيمكّن من جلب مستثمرين جدد لإنتاج أنواع جديدة من قطع الغيار.
وفي السياق كشف حساني أن شركة "صفاء للمصفاة" التي يمثلها، تحضّر حاليا لتدشين مصنع ثان بولاية عين مليلة لصناعة مبردات السيارات، سيدخل حيز الإنتاج بعد نحو 3 أشهر، بطاقة إنتاجية "معتبرة".
كما أعلن أن الشركة تتفاوض حاليا مع شركة "ستيلانتيس" لتزويد مصنع "فيات" بوهران بمختلف أنواع المصفاة التي تنتجها، مضيفا أن المفاوضات تعرف "مرحلة متقدمة"، حيث أبدى مسؤولوها "رضاهم وإعجابهم بنوعية المنتوج"، في انتظار إتمام الإجراءات الإدارية التي تتطلبها هذه الشراكة للانطلاق في المشروع قريبا. وأوضح محدثنا أنه من المنتظر أيضا أن تنطلق الشركة في تصدير منتوجاتها إلى بعض الدول الأوروبية والإفريقية خلال السنة الجارية.
وفي سياق حديثه ألح حساني على أهمية توفير مخابر لمراقبة الجودة للتأكد من نوعية قطع الغيار المنتجة محليا ومدى مطابقتها للمقاييس الدولية خاصة من حيث السلامة حفاظا على أمن وسلامة مستعملي السيارات، في الوقت الذي بدأت بعض المصانع ترى النور ببلادنا.