5 محاكمات في يوم واحد

تصاعد الهجوم المخزني على الحقوق والحريات

تصاعد الهجوم المخزني على الحقوق والحريات
  • 112
ق. د ق. د

يتصاعد هجوم النظام المغربي على الحقوق والحريات، خاصة ضد الصحفيين والمدوّنين والحقوقيين الذين يفضحون ممارساته المنافية للقوانين، حيث برمج القضاء المخزني، أمس، 5 محاكمات في يوم واحد في سابقة خطيرة تعكس طبيعة النظام الاستبدادي الذي يسعى لتكميم الأصوات الحرة.

تخصّ هذه المحاكمات الصحفية لبنى الفلاح بالمحكمة الابتدائية للدار البيضاء والصحفي حميد المهداوي باستئنافية الرباط والمدون رضوان القسطيط بابتدائية طنجة والمدون محمد بوستاتي بمدينة خريبقة. وكذا النطق بالحكم في قضية الحقوقي فؤاد عبد المومني بالمحكمة الابتدائية للدار البيضاء.

وفي تعليقها على الموضوع، أكدت الحقوقية المغربية والمعتقلة السياسية السابقة سعيدة العلمي أن هذا الأمر "ليس صدفة بل مقصود في دولة اختارت فيها العدالة شريعة الغاب في جميع إجراءات التقاضي، وهم يعلمون بل ويجزمون أن الحق سيكون لأصحاب القوة والنفوذ وليس للضحايا الحقيقيين". كما أكدت على أن "هذه المحاكمات الصورية تعكس الوجه الحقيقي للطبقية والبطش والسادية، فلا شيء يهين مؤسّسة القضاء سوى مقاطعة المحاكمات طعنا في نزاهتها ومصداقيتها".

وأعرب الفضاء المغربي لحقوق الإنسان، في بيان له، عن استيائه الكبير من متابعة المدوّن ومناهض التطبيع محمد بوستاتي في حالة اعتقال من قبل النيابة العامة لابتدائية خريبقة وإدراج أولى جلسات محاكمته أمس على خلفية تدوينات له عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

ودعا الفضاء المغربي إلى الإفراج فورا عن محمد بوستاتي "إنصافا له وانتصارا لمبادئ الحقوق والحريات التي نادى بها الدستور المغربي وكفلتها المادة التاسعة عشرة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي اعتبرت حرية الرأي والفكر والتعبير مكفولة بكل أشكالها".

كما وجّه الفضاء المغربي، نداءه إلى كل الأحرار والضمائر الحية وإلى مكونات الأسرة الحقوقية "بتشكيل جبهة ممانعة وقوة احتجاجية ضاغطة في اتجاه الدفاع عن الحقوق والحريات والمطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي ومناهضي التطبيع بالمغرب وعلى رأسهم الناشط رضوان القسطيط".

وفي سياق متصل، نشر موقع إخباري مغربي مقال رأي جاء فيه أن "أسوأ شيء تقوم به الدولة أن تعزف لحنين متناقضين في الوقت نفسه من جهة تبشر بدولة الحقوق والحريات... ومن جهة أخرى تطلق يد الإدارة في انتهاك حقوق الإنسان والتضييق على الخصوم بأساليب الماضي"، مضيفا أن "هذا النوع من العزف لا يصنع سيمفونية، بل ضجيجا يؤذي السامعين". واج