تشهد إقبالا كبيرا ببرج بوعريريج وميلة وسطيف
أسواق الرحمة ملاذ أبناء الهضاب

- 123

عرفت مختلف أسواق الرحمة المتواجدة ببلديات ولايات برج بوعريريج وميلة وسطيف، إقبالا منقطع النظير من قبل المواطنين الذين وجدوا فيها ملاذا لهم للهروب من الغلاء الذي يتعمده بعض التجار خلال شهر رمضان المعظم في المواد واسعة الاستهلاك. وفي هذا الصدد قامت "المساء" بجولة بعدد من أسواق الولايات المذكورة، لرصد انطباعات روادها.
خلال تواجد "المساء" بسوق الرحمة بحي بومرقد بالمخرج الشرقي لولاية برج بوعريريج، وجدت أن الإقبال كان مركزا على لحوم العجل التي بلغ سعرها 1200 دج للكلغ الواحد. وباقترابها من البائع أكد أن هذه اللحوم متوفرة على مدار شهر رمضان وبنفس السعر. أما سعر الدجاج الذي بلغ في الأسواق الحرة 460 دج للكلغ، فلم يتعد سعره في هذه السوق 350 دج. ونفس الأمر بالنسبة لزيت المائدة الذي كان متوفرا بسعر 650 دج لقارورة 5 لترات. كما كان الإقبال على العديد من المنتوجات التي كانت متواجدة بسوق الرحمة، على غرار أنواع الزيتون، والفواكه المجففة التي يكثر استعمالها في شهر الرحمة.
ومن جهتهم، أجمع سكان البرج على أن الأسعار في المتناول، وأنها موجهة للبسطاء الذين هربوا من الأسواق الحرة التي أنهكتهم، واستغلت الظرف للرفع من الأثمان وإفراغ جيوبهم.
وفي سياق ذي صلة، أكد مدير التجارة وترقية الصادرات بالولاية، أنه تم فتح 10 أسواق للرحمة عبر دوائر الولاية، بالإضافة إلى سوقين للأواني المنزلية والمواد الغذائية التي سبقتها العديد من التحضيرات والترتيبات، تنفيذا لتعليمات الوزارة الوصية والسلطات الولائية، مضيفا أن هذه الأسواق تتوفر على جميع الظروف الحسنة، وتوفر كل المواد الاستهلاكية بالرغم من ارتفاع الطلب، وبأسعار تنافسية، مضيفا أن مصالحه تسهر على توفير المواد الأساسية مع تجنيد فرق الرقابة المتواجدة بالمكان طيلة أيام الأسبوع، التي ستعمل إضافة إلى مراقبتها للسوق، على تحسيس المواطنين بالتعقل في شراء المواد الاستهلاكية، وعدم التبذير.
وكانت ولاية ميلة هي الأخرى في الموعد خلال شهر رمضان المعظم، بفتحها أسواق الرحمة أو "سوق الغلابة" كما يسميها المواطن الميلي، والتي شهدت إقبال المواطنين، الذين أبدوا رضاهم بوفرة المنتوج خاصة السميد، وزيت المائدة، وبأسعار تنافسية.
وخلال جولة قامت بها "المساء" بسوق الرحمة بعاصمة الولاية وسوق الرحمة ببلدية تاجنانت جنوب الولاية، لاحظت أن أغلب المواد واسعة الاستهلاك متوفرة بأسعار معقولة، على غرار السميد بسعر 400 دج لكيس 10 كلغ من النوع الرفيع، واللحوم البيضاء بسعر 350 دج، وزيت المائدة بـ 650 دج.
وأجمع محدثو "المساء" على أن أسواق الرحمة كانت عونا لهم في هذا الشهر الفضيل، متمنين أن تقام أسواق كهذه على مدار السنة، وليس خلال شهر رمضان فقط، فيما أكد القائمون على مديرية التجارة فتح 12 سوقا جواريا تضامنيا بدوائر الولاية.
وتعرف أسواق الرحمة بعاصمة الهضاب العليا سطيف، هي الأخرى، حركة كثيفة من قبل المواطن السطايفي، حيث وجدت "المساء" خلال تواجدها بقاعة المعارض الكبرى بالمعبودة بعاصمة الهضاب العليا، عددا من المواطنين، الذين عبّروا عن ارتياحهم الكبير للأسعار المعتمدة بهذا السوق. وقال أحدهم إنه قام بشراء الدجاج بسعر 350 دج للكلغ الواحد بدلا من 420 دج خارج هذه الأسواق. أما مواطن آخر فصرح بأن الأسعار، فعلا، تنافسية، خاصة في ما يخص الخضر الفواكه واللحوم البيضاء، التي قال إن "الفرق بين سوق الرحمة والأسواق الأخرى يتراوح بين 70 و80 دج"، وأن مثل هذه الأسواق يجب أن تكون على مدار السنة، خاصة بالنسبة للمواطن البسيط الذي أرهقته الأسعار.
وحسب القائمين على هذه الأسواق، فإن هناك متابعة يومية لها من قبل مصالح الرقابة التي جُندت لهذا الغرض بالتنسيق مع مصالح الأمن والدرك الوطنيين، والتي تراقب النوعية وعملية نقل المواد الغذائية.
وتتميز هذه الفضاءات التجارية بميزتين أساسيتين، تتمثلان في غياب الوسطاء، أي أن السلع يعرضها المنتج أو المصنع مباشرة على المستهلك، وبالتالي تختزل السلسة في حلقتين فقط، ما يساعد على التحكم في الأسعار. أما الميزة الثانية فتتمثل في تسقيف هوامش الربح التي لا تتعدى في أقصى الأحوال، 10 ٪. وبين هذا وذاك يطالب المواطنون السلطات المحلية بتوفير مثل هذه الأسواق على مدار أشهر السنة، من أجل مواجهة ارتفاع الأسعار، وكبح المضاربة التي تشهدها مختلف الأسواق في شهر الصيام من كل عام.