شرعنت الحملة العدائية لليمين المتطرف

قناة "فرانس 2" تستعين بالخونة لمهاجمة الجزائر

قناة "فرانس 2" تستعين بالخونة لمهاجمة الجزائر
  • 146
مليكة. خ مليكة. خ

لم يخرج الروبورتاج الذي بثته القناة العمومية "فرانس 2" تحت عنوان "عندما تسعى الجزائر لاسكات معارضيها"، عن الحملة الشعواء الي يقودها اليمين المتطرف ضد الجزائر الذي يسعى لشرعنة التهور السياسي  لممثليه في حكومة ماكرون،  حيث انخرطت القناة  في هذا المنحى من خلال تصوير الجزائر على انها البعبع الذي يهدد فرنسا.

القناة الفرنسية لم تجد أي حرج للاستعانة بالخونة والمصنفين ضمن التنظيم الارهابي "الماك" في سياق تحالف يحمل الكثير من الدلالات، أبرزها حالة الخذلان والتيه الذي تعيشه فرنسا سياسيا واقتصاديا، بل انها راحت تبحث عن من يقاسمها "حقدها" من أجل التظلم وضرب مصداقية الجزائر من خلال استضافة عناصر، مهمتهم خدمة اجندات مشبوهة.

وفضلت "فرانس2" ان يكون الخونة وكلاؤها في التعبير عن ما تريد التفوه به على لسانهم تجاه الجزائر، في محاولة لإضفاء المقاييس الاعلامية على عملها الدنيء، ومن ثم التغطية على مخططها وهي التي انخرطت في الحملة العدائية التي يقودها وزير الداخلية روتاريو للتهجم على كل ماهو جزائري.

فقد حاولت القناة توظيف كافة المنافذ للتشكيك في نزاهة الجزائر، من خلال محاولة ايهام الراي العام بان مساعي الجزائر لاحتضان "التائبين عن الاعمال العدائية" يقع ضمن "المحظور"، رغم انه سبق لرئيس الجمهورية أن رحب بعودة كل ابناء الجزائر في حال توبتهم عن اعمالهم العدائية في اطار مبادرة لم الشمل التي اطلقها رئيس الجمهورية عام 2022. 

والغريب في الأمر ان تحاول القناة تبرير عملها على انه يندرج في اطار التحقيق حول تدخل جزائري مزعوم في شؤون فرنسا، فاذا كان الأمر يتعلق مثلما تزعم باستدراج هؤلاء للعودة الى جادة الصواب كونهم جزائريين بالدرجة الاولى، فماذا يؤرق باريس في ذلك مادامت بلادهم تفتح احضانها لاستقبالهم، أم ان الامر يتعلق هنا مما لاشك فيه بعملاء تستعين بهم فرنسا من اجل ضرب استقرار الجزائر.  والشيء الجديد في الحملة العدائية الفرنسية هو انخراط قناة عمومية في ذلك بعدما كان الامر مقتصرا على ابواق تيارات اليمين الفرنسي الاكثر تطرفا وذلك في سياق مخطط منهج، يعكس حجم العداء الذي تكنه اطراف مازالت تتباهى بالعقيدة الاستعمارية ولا تخفي حنينها لـ"الجزائر فرنسية".

والواقع ان دعوات رئيس الجمهورية للحوار والوحدة الوطنية تندرج في صلب برنامجه الرئاسي، بعدما تمكنت الجزائر وحدها خلال العشرية السوداء من اخماد نار الفتنة التي عاشتها على مدار سنوات، وهو ما يجعل تجربتها انجع مثال على استعدادها الدائم لمد يدها لأبنائها الذين يبدون نية حقيقية للعودة إلى أحضان وطنهم.

ويبدو أن فرنسا التي لطالما استهدفت استقرار الجزائر بتجنيدها لإرهابيين، تحاول إظهار نفسها على أنها هي الضحية، وأن الجزائر هي التي تحاول التدخل في شؤونها، فرغم أن هذه المزاعم خاطئة إلا أن ذلك يبرز في حقيقة الأمر الوضع الصعب الذي تعيشه باريس سياسيا واقتصاديا، وأن كفة الجزائر التي تمتلك الكثير من المؤهلات الاقتصادية هي الراجحة مادامت تحظى بكل هذا الاهتمام لدى وسائل الإعلام الفرنسية.