تراجع في حوادث المرور خلال رمضان مقارنة بالعام الماضي
الدرك الوطني.. عيون ساهرة على سلامة المواطن وممتلكاته

- 152

❊ السرعة الجنونية قبيل الإفطار سبب الحوادث الأليمة
❊ حجز لحوم فاسدة في الحواجز حماية لصحة المستهلك
❊ مخطط قيادة الدرك يتواصل إلى غاية عيد الفطر
تواصل عناصر مصالح الدرك الوطني مجهوداتهم الجبارة، للحفاظ على سلامة وممتلكات المواطن خلال شهر رمضان المبارك، وتحسيسيه بمخاطر حوادث المرور، التي عرفت تراجعا ملحوظا بنسبة 11.86 ٪ مقارنة بالأيام الأولى من شهر الصيام للسنة الماضية، حيث أكد أهل الاختصاص أن عمليات الردع والتوعية والتحسيس أثمرت نتائج إيجابية في الميدان. كما تواصل قيادة الدرك الوطني تطبيق برنامجها "الاستثنائي" خلال هذه الفترة، بالتنسيق مع مختلف الفاعلين، لتنظيم حركة المرور، وتوقيف المجرمين، وردع المخالفين، وحماية صحة المستهلكين.
يسهر رجال الدرك الوطني على حماية المواطنين وممتلكاتهم، حيث ينتشرون وسط التجمعات السكنية، وفي الأماكن العمومية، ومحطات النقل، والطرقات السريعة؛ يؤمّنون التظاهرات وأماكن العبادة، ويحرصون على أمن المواطنين، وسلامة ممتلكاتهم. مهمتهم التحسيس والوقاية. كما يقومون بردع المخالفين، وتوقيف المجرمين. ويعملون إلى ساعات متأخرة من الليل. ويحرصون على تأدية مهامهم النبيلة في عز فترة الصيام، على أكمل وجه.
تراجع في حوادث المرور مقارنة بالسنة الماضية
أكد المقدم عبد القادر بزيو، رئيس مصلحة الإعلام والاتصال بقيادة الدرك الوطني، لـ"المساء"، أن مصالح هذه الهيئة الأمنية سجلت تراجعا ملحوظا في حوادث المرور خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان مقارنة بالسنة الماضية، حيث سجلت انخفاضا بنسبة 11.86 ٪. وهذا راجع، حسبه، إلى المجهودات الجبارة التي تقوم بها مختلف الوحدات في الميدان.
كما أشار إلى مواصلة وحدات الدرك الوطني، تواجدها في الميدان؛ تنفيذا للمخطط الذي تم وضعه بداية من شهر الصيام، حيث يرتكز على التواجد الميداني لمختلف الوحدات، على غرار أمن الطرقات، الذي يسهر على تسهيل حركة المرور، وضمان سيولتها، وتوعية مستعملي الطريق بغرض احترام قوانين المرور، والالتزام بقواعد السياقة السليمة، حيث يرتكز هذا الأمر على جانب التوعية والتحسيس، وردع المخالفين.
ومن جهة أخرى، تواصل وحدات الدرك الوطني بالتنسيق مع مختلف الشركاء الفاعلين في الميدان على غرار مديرية التجارة، عمليات التحسيس لضمان صحة المستهلك، يقول محدث "المساء"؛ من خلال مراقبة المحلات التجارية، ومحلات بيع مواد الاستهلاك، ومراقبة مدى احترام القوانين سارية المفعول، على غرار احترام شروط النظافة.
حجز 164 قنطار من اللحوم الفاسدة
تحدّث بزيو عن عمليات الحجز التي قامت بها مصالح الدرك الوطني خلال الأيام الأولى من رمضان، حيث تم من الفاتح من مارس الجاري الى غاية 10 منه، معالجة 15 قضية، تم من خلالها حجز 3 قناطير من اللحوم الحمراء، و89 قنطارا من اللحوم البيضاء، و41 قنطارا من أحشاء الدجاج، و31 قنطارا من أحشاء البقر والأغنام، و183 رأس بقر، و855 رأس غنم، و336 كلغ من السمك، و100 كلغ من العجينة الموجهة لتحضير الزلابية غير الصالحة للاستهلاك.
أما في مجال مكافحة الممارسات التجارية التدليسية، فتمت معالجة أربع قضايا، حيث تم حجز 26 قنطارا من فاكهة الموز، و289 قنطار من مادة تغذية الأنعام والدواجن، و37 قنطارا من مادة الأسمدة الفلاحية. كما عالجت وحدات الدرك الوطني قضيتين في المضاربة غير المشروعة، حيث تم حجز ما يزيد عن 2600 كلغ من مادة القهوة، و359 قنطار من القمح اللين (فرينة). وتم في هذا الشأن، تحرير محاضر ضد المخالفين، وإرسالها الى الجهات القضائية المختصة، يضيف المتحدث.
وأوضح نفس المصدر أن هذا المخطط يهدف إلى تمكين المواطنين من أداء فريضة الصيام في أجواء تسودها السكينة والطمأنينة، حيث يتضمن وضع تشكيلات ثابتة ومتحركة، مكونة من وحدات إقليمية، ووحدات أمن الطرقات، وفرق الأمن والتحري، لضمان مراقبة فعالة للإقليم، وتعزيز التواجد الميداني المستمر.
وأكد بزيو أن قيادة الدرك الوطني وضعت مخططا يعتمد على العمل الجواري، وتثمين الخدمة العمومية، حفاظا على الأمن والسكينة العموميين، مع التركيز على مراقبة أسواق الجملة للخضر والفواكه، ومحلات بيع اللحوم، للوقوف على مدى تطبيق معايير النظافة، من خلال تتبّع سلسلة تزويد المواطن بهذه السلع، ابتداءً من المذابح المرخصة إلى غاية وصولها إلى نقاط البيع.
كما يشمل المخطط مراقبة الأسعار، وتأمين المحيط الذي يتواجد فيه المواطنون، وضمان السيولة المرورية عبر محاور الطرق، والأسواق، والمجمعات التجارية، وكذا المساجد ومحيطها، ومحطات نقل المسافرين، وخطوط السكك الحديدية؛ بهدف تقديم خدمة عمومية ذات جودة عالية، وضمان تدخّل سريع وفعال عند الضرورة.
174 حادث مرور خلال عشرة أيام من رمضان
وفي ما يخص حصيلة حوادث المرور خلال عشرة أيام الأولى من رمضان لسنة 2025 عبر إقليم اختصاص الدرك الوطني، أكد الرقيب أول عبد الحميد عمراني المكلف بالاتصال بمركز الإعلام وتنسيق المرور بقيادة الدرك الوطني، لـ"المساء"، تسجيل 174 حادث مروري.
ومقارنة بنفس الفترة من شهر الصيام للسنة الماضية، قال: "نلاحظ انخفاضا في عدد الحوادث بـ 20 حادثا، وهذا راجع إلى تكييف التشكيلات الموضوعة في الميدان حسب إحصائيات حوادث المرور للسنة الماضية، حيث يقوم مختصون بقسم أمن الطرقات، بتحليل نتائج حوادث المرور لكل شهر من السنة، فيتم على إثره وضع مخططات، واتخاذ الإجراءات المناسبة للتقليل من الحوادث". وأدت هذه الحصيلة من الحوادث إلى وفاة 66 شخصا، وإصابة 299 شخص آخر بجروح متفاوتة الخطورة.
ومقارنة بنفس الفترة من رمضان السنة الماضية، يلاحَظ انخفاض عدد القتلى بـ13 ضحية، وارتفاع في عدد الجرحى بـ34 جريحا، وهذا راجع إلى ارتفاع مؤشر خطورة الحوادث، وتورط مركبات الوزن الثقيل وحافلات نقل المسافرين في عدة حوادث مرورية، عادة ما تسجل خسائر مادية وجسدية كبيرة.
ومن بين أهم الأسباب المؤدية إلى هذه الحوادث، يقول عمراني: "تعود للعامل البشري الذي يتصدر قائمة الأسباب. والسرعة المفرطة التي تسببت في 55 حادثا رغم الإجراءات الردعية المتمثلة في استعمال الأجهزة التقنية كجهاز الرادار سواء المحمول أو الثابت، خاصة في الفترة المسائية وقبيل الإفطار، بالإضافة الى الحملات التحسيسية التي تقوم بها وحدات الدرك الوطني؛ للتحسيس من خطر السرعة المفرطة والجنونية.
كما إن تغافل السواق يعد من أهم الأسباب المؤدية إلى حوادث المرور، والذي تسبب في 20 حادثا، الى جانب التجاوز دون أخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة بـ17 حادثا، والسير على اليسار بـ16 حادثا، وعدم احترام المسافة الأمنية بـ13 حادثا، وحالة الطريق والمحيط بـ6 حوادث، وحالة المركبات بـ6 حوادث. أما المارة والراجلون فتسببوا في 13 حادثا.
ومن بين المتغيرات غير المباشرة المتسببة في حوادث المرور خلال رمضان، يضيف عمراني، عدم احترام شروط الراحة والسياقة، خاصة لسواق المسافات البعيدة، والحافلات، ومركبات الوزن الثقيل، وسيارات الأجرة، ومواصلة قيادة المركبة على الرغم من الشعور بالتعب والإرهاق وقلة النوم، الأمر الذي يترتب عنه النوم أثناء القيادة، وينتهي بحوادث مرورية خطيرة. وقال المتحدث: "من بين الولايات التي سجلت أكبر عدد من حوادث المرور، تأتي العاصمة في الرقم الأول بـ13 حادثا. وعين الدفلى وتمنراست بـ 9 حوادث. وولايتا
الشلف وتيبازة بـ8 حوادث"، داعيا في نفس الوقت، السائقين الى تفادي السلوكات السلبية؛ كالمشاحنات و"النرفزة" التي من شأنها أن تمس بالسلامة المرورية، وأخذ القسط الكافي من الراحة والنوم قبل أي تنقّل، خصوصا بالنسبة للسائقين على المسافات الطويلة.
سرعة جنونية قبيل الأذان
وأكد رجال سرية أمن الطرقات لـ"المساء"، تسجيل العديد من حالات تجاوز السرعة القانونية المسموح بها في الطريق السيار "شرق غرب"، من قبل بعض السائقين المتهورين، مبرزين أن الظاهرة تتضاعف خلال شهر رمضان، وخصوصا خلال الفترة التي تسبق أذان المغرب، حيث يسارع السائقون للالتحاق بالأذان دون معرفة الأخطار التي يسببونها لأنفسهم وغيرهم من السائقين.
ورصدت الرادارات التي نصبت في النقاط السوداء على مستوى الطريق السيار، سرعات جنونية خلال الشهر الكريم، خاصة في الفترة سالفة الذكر، ولذلك فإن الرادارات تنصَّب، عادة، ساعات قليلة قبيل الإفطار، بغية الوقاية من الحوادث. وفي السياق، عبّر عدد من المواطنين عن ارتياحهم الكبير للتواجد الأمني الكثيف لعناصر الدرك عند مداخل ومخارج العاصمة، الأمر الذي مكنهم من السير بها دون مشاكل تُذكر.
كما لاحظت "المساء" أن عيون الدرك الوطني لا تغفل أماكن العبادة، حيث تجوب هذه الأخيرة مداخل المساجد، والفضاءات التي تجاوره، لتأمين المصلين، والوقوف بوجه أي تجاوزات، من خلال تكثيف الدوريات الراجلة والمتنقلة ليلا ونهارا، من أجل الحفاظ على أمن المواطنين وممتلكاتهم.
كما قامت مصالح الدرك الوطني بتكثيف نقاط المراقبة، وبرمجة دوريات لمختلف محطات القطار، والحافلات، وسيارات الأجرة، مع ضمان سيولة حركة المرور، ومراقبة محاور الطرق، وكذا تأمين الأماكن المفتوحة على الجمهور، بالإضافة إلى تكثيف العمل الجواري إزاءهم، مع ضمان تدخّل سريع وفعال عند الضرورة.
وعبّر العديد من المواطنين من رواد المساجد والقائمين عليها، عن فائق شكرهم ودعواتهم لأفراد الدرك الوطني، نظير جهودهم المبذولة طيلة أيام الشهر الكريم، لتأمين محيط المساجد خلال أداء الصلوات الخمس، إلى غاية خروج المصلين بعد أداء صلاة التراويح.
وتم في هذا الإطار اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة، بهدف ضمان الأمن والسكينة العموميين خلال شهر رمضان، حيث يقوم هذا المخطط على الجاهزية التامة؛ بإقحام جميع الوحدات التابعة للمجموعة، على غرار سرايا وفرق أمن الطرقات، وفصائل الأمن والتدخل، لضمان مراقبة فعالة للإقليم، وتـجسيد التواجد الدائم والمستمر في الـميدان.