بعد نجاح العمل في موسمين ماضيين

هل حافظت "طيموشة 3" على التألّق نفسه؟

هل حافظت "طيموشة 3" على التألّق نفسه؟
  • 184
دليلة مالك دليلة مالك

بعد النجاح الكبير الذي حقّقته في الموسمين الأول والثاني، عاد مسلسل "طيموشة" في جزئه الثالث، ليواجه تحديات جديدة. ورغم التوقّعات الكبيرة التي صاحبت الموسم الجديد، إلاّ أن هذا الجزء لم يحقّق نفس التألّق الذي تمتّع به في الموسمين السابقين، وهو ما أثار تساؤلات الجمهور والنقّاد والمتابعين للشأن على حدّ سواء.

في الموسم الثالث، نشاهد تطوّرا مهمّا في حياة "طيموشة" (مينة لشطر)، التي تبدأ في تأسيس شركتها الخاصة، وتواجه تحديات مهنية جديدة، أبرزها الصراع مع مديرها السابق "أمين" (خالد بن عيسى)، الذي يَعُد نجاحها تهديداً له، بالإضافة إلى الانتقام الذي يسعى "عبد القادر الفرتاكي" (عبد الكريم دراجي) لتنفيذه؛ بسبب كرامته التي تم المساس بها في الماضي. هذه الديناميكية كان من المفترض أن تعطي المسلسل دفعة جديدة في الحبكة، لكنها في الواقع لم تلقَ نفس التأثير الذي لاقته في الموسمين السابقين.

ورغم أنّ الشخصيات القديمة مثل "طيموشة" و«أمين" لاتزال تحافظ على جزء من جاذبيتها، إلاّ أنّ تكرار الصراعات نفسها بين الشخصيات، أدى إلى بعض الإحساس بالتكرار، ما أثر على قدرة العمل على جذب المشاهدين. وكانت المواقف الكوميدية التي اعتمد عليها المسلسل في أجزائه السابقة والتي كانت بمثابة نقطة قوّة له، أقلّ تأثيرا في هذا الموسم. ويبدو أنّ السلسلة لم تتمكّن من تقديم جديد في تطوّر العلاقات بين الشخصيات، وحيويتها، وهو ما جعل الجمهور يشعر بأنّ القصة بدأت تفقد بريقها.

أحد أبرز جوانب الجذب في "طيموشة" كان الأسلوب الكوميدي الفريد الذي قدّمته الممثلة مينة لشطر، التي لعبت دور "طيموشة" بحرفية عالية في الموسمين الماضيين. لكن في الموسم الثالث يمكن القول إنّ الكوميديا لم تعد بنفس المستوى الذي كان عليه العمل في بداياته، فقد بدا الأمر وكأنّ النكتة نفسها تتكرّر دون إضافة أيّ عمق جديد أو تجديد في الطرح. بالإضافة إلى ذلك، كانت بعض المشاهد تفتقر إلى الإيقاع السريع الذي اشتهر به المسلسل في الماضي.

ورغم أنّ "طيموشة 3" لم يحقّق النجاح المتوقع إلاّ أنّ المسلسل لايزال يحتفظ بشعبية كبيرة في الجزائر، وفي العالم العربي، خاصة أنه يعكس واقعا ثقافيا واجتماعيا قريبا من حياة الناس. وقد تكون هذه الفترة تحديا كبيرا بالنسبة للفريق الإنتاجي، لكن من الممكن أن تشهد باقي الحلقات خلال رمضان الجاري، تطوّرا كما أحبه الجمهور سابقا. وشهد الموسم الثالث من مسلسل "طيموشة"، العديد من التحديات، حيث لم يتمكّن من تحقيق نفس النجاح الذي حقّقته الأجزاء السابقة. 

ومن أبرز الأمور التي أثّرت على جودة العمل هذا الموسم، غياب الممثل طارق بوعرعارة، الذي أدى دور "ميشال" في الموسمين السابقين، إذ كان لظهور "ميشال" في الأجزاء السابقة دور كبير في إضافة لمسة كوميدية خاصة للمسلسل، ما جعله واحدا من الشخصيات المحبوبة عند الجمهور. وغيابه في الجزء الثالث أثر، بشكل ملحوظ، على توازن الأحداث، وجعل المسلسل يفقد جزءا من سحره الذي كان يميّز موسميه الأوّلين.

وكان وجود "ميشال" يساهم في خلق مواقف كوميدية غير تقليدية. وقد أضاف بوعرعارة إلى شخصية "ميشال" طابعا مميزا يعتمد على الكاريزما، والتفاعل الفكاهي مع الشخصيات الأخرى. وبغياب هذه الشخصية اختفت إحدى الركائز التي كانت تمثل المحور الأساس للأحداث الكوميدية في المسلسل، ما أثر، بشكل كبير، على جاذبية العمل، وجعل الكوميديا تبدو أقل حدّة وأقل تأثيرا مقارنة بالمواسم السابقة.