الجزائر تدين مجددا استئناف العدوان الصهيوني على غزّة.. بلادهان:

التحرك السريع لضمان احترام المحتل لاتفاق وقف إطلاق النّار

التحرك السريع لضمان احترام المحتل لاتفاق وقف إطلاق النّار
الممثل الدائم للجزائر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف والمنظمات الدولية بسويسرا، رشيد بلادهان
  • 75
ق. د ق. د

أدانت الجزائر أول أمس، بـ"أشد العبارات" استئناف الكيان الصهيوني لعدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة وانتهاكه لاتفاق وقف إطلاق النّار، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لضمان احترام القوة القائمة بالاحتلال للاتفاق في مختلف مضامينه وعبر جميع مراحله.

قال الممثل الدائم للجزائر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف والمنظمات الدولية بسويسرا، رشيد بلادهان، في مداخلة له خلال النقاش العام في إطار البند الرابع لجدول أعمال الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان، إن الجزائر "تدين بأشد العبارات استئناف الاحتلال الصهيوني لعدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النّار الذي تم التوقيع عليه شهر جانفي الماضي، ودون أدنى اعتبار للمواثيق والأعراف الدولية".

وأوضح أنه "في الوقت الذي كانت تتفاءل فيه المجموعة الدولية، بتثبيت وقف إطلاق النّار في غزّة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإطلاق جهود إعادة الإعمار في هذه الأرض الفلسطينية، فإن استئناف العدوان هذا يعصف بكل هذه الآمال، ويعيد إدخال المنطقة في دوامة التقتيل والتجويع والحرمان من أبسط سبل العيش والبقاء".

كما أكدت الجزائر مجددا تضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني، ووقوفها الدائم إلى جانبه إلى غاية استكمال مشروعه الوطني وإقامة دولته المستقلّة والسيّدة وعاصمتها القدس الشريف. 

من جهة أخرى، استغل السيّد بلادهان، تدخله للتأكيد مجددا على التزام الجزائر "بتعزيز وحماية جميع حقوق الإنسان بما في ذلك الحق في التنمية"، وتشديدها على "أهمية الحوار البنّاء والتعاون واحترام السيادة في معالجة قضايا حقوق الإنسان، وعلى ضرورة احترام حق كل دولة في الاختيار المستقل لمسار تعزيز حقوق الإنسان وفقا لقدراتها ومراعاة الخصائص السياسية والتاريخية والاجتماعية والدينية والثقافية لكل بلد".

كما أكد على ضرورة اضطلاع مجلس حقوق الإنسان بولايته، وأن "يجسّد التعاون الدولي المطلوب لتعزيز وحماية حقوق الإنسان ويترجمه إلى قرارات تعكس الإجماع الدولي، لدفع أجندة حقوق الإنسان باعتبارها ملكية مشتركة للبشرية".

في هذا الصدد شدّد السيّد بلادهان، على "أهمية التزام الدول بمبادئ العالمية والحيادية والموضوعية والابتعاد عن الانتقائية والتسيس وازدواجية المعايير"، كما أكد "أهمية تناول أوضاع حقوق الإنسان في جميع دول العالم على قدم المساواة، والنّأي عن استهداف دول بشكل انتقائي وغض الطرف عن الانتهاكات الجسيمة التي يتم ارتكابها في دول أخرى، بما يتنافى مع الأغراض التي أنشئ من أجلها المجلس ويناقض أساليب عمله".


منع الرعاية الصحية وإخلاء قسري مميت وتدمير المرافق.. "هيومن رايتس ووتش":

جيش الاحتلال ارتكب جرائم حرب في مستشفيات قطاع غزّة

قالت المنظمة الحقوقية "هيومن رايتس ووتش" إن جيش الاحتلال الصهيوني ارتكب جرائم حرب أثناء احتلاله المستشفيات في قطاع غزّة، شملت منع الرعاية الصحية وعمليات إخلاء قسري مميتة، وتدمير المرافق الطبية وإطلاق النار على المدنيين.

 أشارت المنظمة في تقرير سلّطت من خلاله الضوء على جرائم الاحتلال في مستشفيات قطاع غزّة، إلى أن ما فعله جيش الاحتلال الصهيوني في مستشفيات القطاع خلال اقتحامها يرقى إلى مستوى "جرائم حرب"، ونقلت المنظمة عن شهود قولهم إن قوات الاحتلال "حرمت المرضى من الكهرباء والماء والغذاء والأدوية، وأطلقت النار على المدنيين، وأساءت معاملة العاملين الصحيين، ودمرت عمدا المرافق والمعدات الطبية"، إلى جانب "الإخلاءات القسرية غير القانونية التي عرضت أيضا المرضى لخطر جسيم، وأدت إلى توقف عمل المستشفيات التي تشتد الحاجة إليها".ولفت المدير المشارك في قسم حقوق الطفل في المنظمة، بيل فان إسفلدو، إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني "أظهرت مرارا وحشية قاتلة ضد المرضى الفلسطينيين في المستشفيات التي سيطرت عليها".

وأدى منع جيش الاحتلال الماء والكهرباء إلى وفاة المرضى والجرحى، بينما أساء الجنود معاملة المرضى والطواقم الصحية وهجّروهم قسرا وألحقوا الضرر بالمستشفيات ودمروها. كما لفتت المنظمة، إلى أن "الإخلاءات القسرية غير القانونية للمستشفيات التي نفذت عمدا كجزء من سياسة الاحتلال لتهجير الفلسطينيين قسرا في غزّة، ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية".

واستأنف الاحتلال الصهيوني العدوان على قطاع غزّة فجر الثلاثاء المنصرم، وامتلأت ساحة مستشفى المعمداني في مدينة غزّة بجثامين الأطفال والنساء إثر استهدافهم بالطائرات الحربية أثناء نومهم في منازلهم وفي خيام النازحين بشمالي القطاع، في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم في جانفي الماضي.


وجّهت لمسؤولين أمميين بسبب عودة العدوان

رسائل حول إفشال اتفاقية وقف إطلاق النّار بغزّة

بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة الوزير رياض منصور، بثلاث رسائل متطابقة إلى مسؤولين أمميين بشأن معاودة الكيان الصهيوني لعدوانه على قطاع غزّة، وإفشاله لاتفاقية وقف إطلاق النّار بالكامل بعد ارتكابه أكثر من ألف انتهاك للاتفاق.

 حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" فقد راسلت دولة فلسطين كلا من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر ممثل الدنمارك، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بخصوص إعادة الاحتلال فرض حصار شامل على غزّة، إلى جانب التحريض على التطهير العرقي والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني قبل استهدافه في 18 مارس، المناطق المدنية بالطائرات الحربية، الأمر الذي أسفر عن استشهاد 436 فلسطيني وجرح 678 معظمهم من الأطفال والنّساء.

وأشارت الرسائل إلى استئناف الكيان الصهيوني لعملياته العسكرية في غزّة. مستعيدا السيطرة على الممر الرئيسي الذي يربط شمال غزّة بجنوبها، ومطالبة قوات الاحتلال بإجلاء المدنيين من عدة مناطق مستغلة هذه الأوامر العسكرية لمواصلة التهجير القسري للفلسطينيين.

كما استعرض رياض منصور، قصف الاحتلال منشآت للأمم المتحدة في دير البلح وسط غزّة، مستهدفا مبنيين ما أسفر عن مقتل موظف دولي وإصابة خمسة آخرين من الموظفين الدوليين في مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع بجروح خطيرة، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي واتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة.

وجدد منصور، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف سفك الدماء وإنقاذ أرواح المدنيين. مشددا على ضرورة الوقف الفوري لاستخدام الاحتلال الصهيوني الوحشي وغير القانوني للقوة ضد المدنيين.

كما أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، ضرورة أن يطالب مجلس الأمن باحترام سلطته وقراراته بما فيها القرار 2735 إلى جانب ضرورة وقف إطلاق النّار، ما يعطي الفرصة لإطلاق سراح الرهائن والأسرى والمطالبة بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزّة دون أية عوائق بما يتماشى مع قراراته ذات الصلة.

وحذّر من أن التقاعس عن التحرك في مواجهة انتهاكات الاحتلال الصهيوني المتسلسلة، بما فيها جرائم الحرب الصارخة والجرائم ضد الإنسانية وأعمال الإبادة الجماعية سيقوّض مصداقية المجلس، مؤكدا على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لوقف هذا العدوان بشكل فوري، وحماية الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال غير الشرعي.


العدوان الصهيوني على غزّة

حماس تطالب بالتحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية

طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أول أمس، الدول العربية والإسلامية بالتحرك العاجل أمام المحافل الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، واتخاذ إجراءات فورية لوقف العدوان الصهيوني والإبادة الجماعية التي ينتهجها بحق الشعب الفلسطيني.

أشارت "حماس" في بيان لها، إلى أن استمرار الاحتلال الصهيوني المجرم في ارتكاب المجازر في قطاع غزّة والتي أدت إلى استشهاد نحو 600 فلسطيني منذ يوم الثلاثاء الماضي، معظمهم من الأطفال والنساء "يلقي بمسؤولية سياسية وأخلاقية مباشرة على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لوقف الإبادة التي ترتكب أمام ناظر العالم أجمع".

وفي هذا الصدد، جددت الحركة دعوتها للأمة العربية والإسلامية والشعوب الحرّة حول العالم "بالتحرك في كافة الميادين والساحات للضغط على الاحتلال المجرم وداعميه، وإسناد الشعب الفلسطيني بكل الوسائل حتى وقف العدوان وتحقيق طلعاته المشروعة بالحرية وتقرير المصير".يشار إلى أن الاحتلال الصهيوني استأنف يوم الثلاثاء الماضي، عدوانه الشامل على غزّة بغارات عنيفة وواسعة النطاق أسفرت عن استشهاد أكثر من 600 فلسطيني في واحدة من أعنف الهجمات منذ اتفاق وقف إطلاق النّار في 19 جانفي الماضي.

وقد انقضت المرحلة الأولى من الاتفاق بين الاحتلال الصهيوني وحماس في الفاتح من مارس الجاري. وذلك بعد أزيد من 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في القطاع والتي خلّفت كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وتشكل الجرائم التي يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكابها بحق الفلسطينيين بغزّة من قتل وقطع للكهرباء والماء وإغلاق للمعابر ومنع لدخول المساعدات الإنسانية والوقود، إمعانا في ممارسة سياسة العقاب الجماعي بحق أهل القطاع والتي بدأها منذ اليوم الأول لعدوانه على غزّة في السابع من أكتوبر 2023.