فرحة الأطفال فوق كل اعتبار

ملابس العيد.. بين بهجة الموديلات ولهيب الأسعار

ملابس العيد.. بين بهجة الموديلات ولهيب الأسعار
  • 310
زينب برجان زينب برجان

تشهد الأسواق الجزائرية حركة تجارية كبيرة مع اقتراب عيد الفطر المبارك، حيث يقبل المواطنون على شراء ملابس العيد التي تُعدّ جزءاً من التقاليد الراسخة والمهمة جدا. وبين فرحة اختيار الموديلات الجديدة وواقع الأسعار الملتهبة التي تعدت سقف 10 آلاف دج للطقم، يجد الكثيرون أنفسهم أمام تحدٍّ حقيقي لتحقيق التوازن بين الرغبة والإمكانيات. إلا أن حب زرع الفرحة في القلوب والابتسامة على محيّا الأطفال، هو ما اختاره الآباء لعيش تفاصيل فرحة العيد دون نقصان.

في جولة ببعض المحلات التجارية والأسواق الشعبية لاحظنا تنوعا كبيراً في الموديلات، خاصة للأطفال الذين تُخصص لهم مجموعات متنوعة من الأزياء بألوان زاهية، وتصاميم عصرية. كما تزينت فساتين الفتيات هذا العام بالدانتيل والتطريز، بينما اتجهت ملابس الذكور نحو الطابع الكلاسيكي؛ بأطقم رسمية، وقمصان بألوان فاتحة.

أما بالنسبة للنساء فتتراوح الخيارات بين الجلابيات التقليدية والفساتين العصرية، في حين يفضل الرجال الألبسة الكلاسيكية أو القمصان الصيفية المريحة. وتُعد الماركات التركية والصينية الأكثر انتشاراً في الأسواق، مع وجود بدائل محلية بجودة متفاوتة.

الأسعار.. ارتفاع يُثقل كاهل الأسر

رغم تنوع العروض إلا أن أسعار الملابس تشكل هاجسا للمستهلكين. ففي الأسواق الشعبية تبدأ أسعار ملابس الأطفال من 4 آلاف إلى 10 آلاف دينار جزائري حسب الجودة والماركة، بينما تصل في المحلات الفاخرة إلى 15 ألف دينار أو أكثر. 

أما ألبسة النساء فتتراوح بين 7 آلاف و25 ألف دينار، حسب التصميم والخامات، في حين تبدأ أسعار ملابس الرجال من 8 آلاف دينار للأطقم العادية، وترتفع بشكل ملحوظ عند اختيار علامات تجارية معروفة. وفي حديث مع بعض التجار أكدوا في تصريحهم لـ"المساء"، أن ارتفاع الأسعار يعود إلى غلاء المواد الأولية، وتكاليف الاستيراد، إضافة إلى زيادة الطلب مع اقتراب العيد.

واختار الآباء إسعاد الأبناء رغم الغلاء؛ إذ قال أب لثلاثة أطفال: "اضطررت لشراء الملابس من السوق الشعبي رغم أن الجودة أقل، لأن الأسعار في المحلات التجارية أصبحت خيالية!". فيما أشارت سيدة إلى أنها اعتمدت على التسوق الإلكتروني؛ بحثا عن تخفيضات تناسب ميزانيتها. وفي المقابل، يرى بعض التجار أن الأسعار معقولة بالنظر إلى جودة الملابس، والتكاليف المرتفعة التي يتحملونها؛ قال أحدهم: "نحن أيضا نعاني من الغلاء، ولا نحقق أرباحا كبيرة كما يظن  البعض".

بين الغلاء والحاجة.. حلول بديلة

للتغلب على ارتفاع الأسعار يلجأ بعض المواطنين إلى شراء الملابس قبل فترة طويلة من العيد؛ لتجنب موجة الغلاء، بينما يفضل آخرون إعادة استخدام الملابس القديمة مع بعض التعديلات، أو تبادل الملابس داخل العائلة. وفي ظل هذا الوضع يبقى حلم اقتناء ملابس العيد قائما رغم التحديات، حيث يسعى الجزائريون إلى الحفاظ على فرحة العيد ولو بميزانيات محدودة.