فيما تشهد سكيكدة إقبالا معتبرا كل صيف
ساحل "روسيكادا" بحاجة للتهيئة

- 340

ماتزال مدينة سكيكدة تفتقر، صراحة، إلى مخطط حقيقي لتهيئة شريطها الساحلي، على غرار ما شهدته وتشهده كبريات المدن الساحلية كالعاصمة، وعنابة، ووهران، وجيجل، لتبقى سكيكدة الاستثناء رغم الإمكانات الكبيرة التي تزخر بها.
وأمام هذا الوضع "تجري الرياح بما لا يشتهي" المواطن السكيكدي، فتبقى عمليات "البريكولاج" السنوية التي تخضع لها البلديات الساحلية منها مدينة سكيكدة، تفرض نفسها عند اقتراب كل موسم اصطياف، حيث تُصرف الأموال في مشاريع أغلبها يذهب في أعمال ترقيعية، تعرّيها الأمطار ورداءة الأحوال الجوية.
ويحدث ذلك أمام غياب نظرة استشرافية تتماشى مع المؤهلات السياحية المتوفرة بالولاية، تحتاج، بدورها، إلى تجديد حقيقي، بما يمكّنها من المساهمة في ترقية السياحة بمفهومها الحقيقي، لتتحوّل مدينة سكيكدة وعلى مدار السنة، إلى مدينة جذب للسياح. وخلال جولة قادت "المساء" نهاية الأسبوع الأخير، إلى الواجهة البحرية لعاصمة الولاية انطلاقا من شاطئ "القصر الأخضر" إلى غاية سطورة مرورا بشاطئ "الجنة"، وقفت على مشاهد مؤسفة، أصبحت مع مرور الوقت وأمام الإهمال و«البريكولاج"، في وضع يسير نحو الأسوأ.
فأول ما يشد الزائر نحو العديد من المباني مترامية الأطراف على طول الكورنيش المؤدي إلى سطورة، واجهاتها غير المكتملة وغير المطابقة للقواعد العمرانية، والمخالفة لنص القانون 08/ 15 الذي يهدف إلى معالجة الفوضى العمرانية، وكذا تحسين وجه المدن.
وزيادة على ذلك، مايزال الجزء الذي انجرفت تربته منذ أكثر من 15 سنة والمتواجد بمحاذاة المركز 1 للحماية المدنية بشاطئ "القصر الأخضر" كما هو محاط ببعض الصفائح الحديدية المشوهة للمحيط والتي تشكل خطرا على مستعملي الطريق خصوصا أمام تماطل الجهات المعنية في تسوية المكان، فيما توجد بناية أخرى بالقرب من فندق تحوّلت إلى أطلال، وحتى الفندق يبقى أيضا هو الآخر بحاجة إلى إعادة تهيئة، ناهيك عن الأوساخ والأتربة المتواجدة على حواف الرصيف. وحتى النفق المؤدي إلى سطورة، يتواجد في وضع سيئ للغاية بعد أن خضع العام الماضي، لإعادة دهن واجهته، في الوقت الذي توقع السكيكديون أن يشهد عملية تهيئة كبرى.
أما الرصيف الممتد إلى غاية سطورة المحاذي للشاطئ انطلاقا من "القصر الأخضر"، فيبقى بحاجة إلى إعادة نظر؛ بإخضاعه للتجديد وتهيئته، مع إيلاء أهمية لغرس الأشجار التي تتوافق مع طبيعة المكان. وأجمع العديد من المواطنين تحدّثت معهم "المساء"، على افتقار الكورنيش السكيكدي إلى المسحة الجمالية التي تمتزج فيها الأصالة بالمعاصرة، متأسفين لغياب استراتيجية مدروسة لرد الاعتبار لهذا الأخير، على غرار ما حدث في العديد من الولايات، كوهران، وعنابة، والعاصمة، وبجاية وجيجل، مع تهيئة الشواطئ تهيئة حقيقية، تعيد لها مكانتها التي كانت عليها في السابق.
أما بسطورة التي من المفروض أن تكون منطقة سياحية في غاية الجمال، فإنّها تعاني، هي الأخرى، من غياب المسحة الجمالية عن واجهات بناياتها التي شوهتها السكنات غير المكتملة، بما فيها السكنات القديمة التي أصبحت مع مرور الزمن تفتقد إلى كثير من معالمها العمرانية المتميّزة، ناهيك عن تدني أجزاء من الطريق، لا سيما عند مدخلها، فيما بدأ ميناء الترفيه (المارينة) هو الآخر، يفقد جماله، لتبقى سطورة التي تشهد على مدار السنة خاصة خلال موسم الصيف، توافدا قياسيا من المصطافين، بحاجة ماسّة إلى عملية إعادة تهيئة حقيقية، مع إعطاء أهمية للمعالم التاريخية والسياحية والثقافية التي تزخر بها بعيدا عن سياسة "البريكولاج" والترقيع.
وفي انتظار الانتهاء من عملية ترميم المدينة القديمة وكذا إعطاء أهمية لحدائقها المهملة ولساحاتها الغارقة في الفوضى، ولأزقّتها وأحيائها العتيقة، ولواجهات عماراتها التي تحتاج هي الأخرى إلى إعادة طلاء، تبقى سكيكدة بحاجة ماسّة إلى مخطط حقيقي لتهيئة شريطها الساحلي، حتى تتحوّل إلى قطب سياحي بامتياز.