فيما يقبض المخزن ثمن خيانته وتطبيعه مع الكيان الصهيوني

الجزائر ثابتة على مبادئها ومواقفها إزاء القضايا العادلة

الجزائر ثابتة على مبادئها ومواقفها إزاء القضايا العادلة
  • 315
    مليكة. خ مليكة. خ

❊ واشنطن تضرب عرض الحائط القانون الدولي في قضية الصحراء الغربية

❊ اعتراف إدارة ترامب بمخطط الحكم الذاتي ليس جديدا ولن يمسّ بعدالة القضية الصحراوية

❊ المخزن كسب موقفا ظرفيا مرتبطا بالتطوّرات الدولية وطبيعة الحكومات

لم يأت اعتراف واشنطن بمخطط الحكم الذاتي في الصحراء الغربية بالجديد، باعتبار أن التغريدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي ترامب في نهاية عهدته الأولى، كانت بمثابة هدية للمخزن الذي سارع لإبرام اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني، في سياق "صهينة" المواقف العربية من أجل الترويج لمخطط الشرق الأوسط الكبير وإلغاء وجود القضية الفلسطينية وتهميشها على مستوى المحافل الدولية.

 قبض المخزن ثمن وفائه لخيانته وولائه لسياسة الكيان الصهيوني في غزة مع بداية عهدة الرئيس ترامب، في سياق دولي يعكس الانحراف الذي يشهده القانون الدولي الذي أضحى رهينة الفكر الاستعماري الذي تفرّد به المغرب في القارة الإفريقية، باحتلال أرض مصنفة في الأمم المتحدة ضمن قضايا تصفية الاستعمار.  ورغم أن الخطوة الأمريكية لا تؤثر البتة على مسار القضية على مستوى الأمم المتحدة، إلا أنها تعكس  طغيان المصالح على حساب الشرعية الدولية، حيث تعد سياسة الإجرام التي مازال يمارسها الكيان الصهيوني في حقّ الشعب الفلسطيني أبرز مثال على سياسة الغاب التي يعيشها العالم دون حسيب أو رقيب.

والواقع أن تجارب التاريخ قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشكّ أن الحقّ ينتصر على الباطل مهما طال الزمن أو قصر، واستقلال الجزائر بعد أكثر من قرن، دليل على بهتان أطروحة الفكر الاستعماري  الذي يصطدم بإرادة الشعوب في نيل حريتها واستقلالها على غرار الشعب الصحراوي.

وفي ظل المواقف الدولية المتقلبة إزاء القضية الصحراوية، يتضح أن هذه الأخيرة أضحت كورقة للمساومة، بل أنها مرتبطة بـ"ظرفية "التطوّرات الدولية وطبيعة الحكومات التي تتولى دواليب السلطة، فقد وقفنا مثلا على "تجميد" حكومة الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن تغريدة ترامب حول القضية الصحراوية فور فوزه في الانتخابات الأمريكية، ولا يستبعد أن يتم التراجع عن هذا القرار مستقبلا في حال اعتلاء رؤساء أمريكان جدد الحكم.

كما أن تأكيد وزارة الخارجية الأمريكية على ما يسمى بمخطط الحكم الذاتي لا يعدو أن يكون مجرد "رمي الزهور" للمخزن الذي أثبت أنه خادم أجندة الكيان الصهيوني بامتياز، خاصة بعد استقباله في عز طوفان الأقصى سفن مدجّجة بالسلاح على مستوى موانئه موجّهة لدعم الاحتلال الصهيوني في تقتيل الفلسطينيين، فضلا عن ثبوت تورط ميليشات مغربية حاربت إلى جانب قوات الاحتلال الصهيوني.

ورغم تباهي المخزن ببيان الخارجية الأمريكية إثر اللقاء الذي جمع وزير الخارجية ماركو روبيو مع الوزير بوريطة، إلا أن واشنطن لا يمكنها أن توقع نفسها في مأزق جديد بعد تورطها في الأحداث المأساوية في غزة ودعمها للاحتلال الصهيوني، بمختلف الأسلحة الفتاكة منذ اندلاع طوفان الأقصى والتي كلفها الملايير من الدولارات، في ظل بروز جبهات متعدّدة في المنطقة على غرار الصراع مع الحوثيين في اليمن والتجاذبات السياسية مع ايران و تعقد الأوضاع في لبنان. 

والواقع أن موقف إدارة ترامب الجديد القديم، لم يساير سوى الفوضى التي تشهدها العلاقات الدولية على حساب المبادئ التي ناضل من أجلها أحرار العالم من أجل بناء نظام دولي عادل، بمعنى أن التشبث بقيم الحرية لا يعرفه سوى من نال ويلات وحشية الاستعمار ولا يمكنه أن يقاس بقيمة الصفقات المالية مهما كان حجمها.

كما أن الجزائر قد نهلت  الكثير من  تجربتها مع الاستعمار الفرنسي، ما يجعلها متشبثة بمبادئها في دعم نضالات الشعوب عبر العالم  رغم بُعد المسافات الجغرافية،  قناعة منها بأن الحقائق الأساسية  لا يمكنها أن تدحض واقع القضايا العادلة على غرار القضية الفلسطينية التي أبلت فيها الجزائر البلاء الحسن على مستوى مجلس الأمن بمناسبة توليها منصب عضو غير دائم، رغم الضغوطات الكبيرة التي تعرضت لها من أجل  التراجع عن  مواقفها في فضح جرائم الكيان الصهيوني. يبقى أن تمسّك الجزائر بثوابت سياستها الخارجية يثير إعجاب القاصي قبل الداني، وحتى المعارضين لمواقفها، وهو ما يعزّز موثوقيتها ومصداقيتها في التعاطي مع القضايا الدولية مهما كانت الظروف.