أيام الفكاهة الارتجالية بالبليدة
"سنسـونة".. رمز للتحدي بممارسة الفن

- 288

نزلت الفنانة المسرحية سنسونة، ضيفة على تظاهرة "أيام الفكاهة الارتجالية" التي نظّمتها، على مدار يومين، جمعية "شباب الفن" بدار الفنان المرحوم "رابح درياسة" بالبليدة، بعرضها مونولوغ، تطرّقت فيه لإعاقتها، معتمدة في ذلك على الفكاهة والمرح، لتؤكّد إصرارها على تحدي الصعاب من خلال الفن.
أطلقت سنسونة ضحكة مدوية مباشرة بعد ولوجها قاعة العرض؛ لأنّ والدتها طلبت منها القضاء على عشّ عنكبوت في سقف إحدى الغرف رغم أنّ طولها لا يتعدى 60 سنتمرا، وبالتالي لا تستطيع، فعلا، تلبية طلب أمها حتى ولو استعانت بكرسي.
سنسونة التي أطلقت على شخصيتها في المونولوغ اسم "كُميشة" نظرا لصغر حجمها، تخيّلت وقع ميلادها على أبويها بعد انتظار طويل؛ فهي الطفلة الخامسة بعد أربعة أولاد. وهكذا سعدت والدتها سامية بخبر حملها بطفلة. وفرح والدها الإمبراطور عمار بهذا النبأ رغم عدم مقدرته، لاحقا، على تحقيق رغبة زوجته، التي "توحمت" على فخذَي بطريق.
هل كان الوحم الغريب سبب ميلاد "كُميشة بهذا الشكل "؟ تحجّجت الطبيبة بذلك حينما استفسر عمار عن سبب انحسار الجزء السفلي لرضيعته، مؤكّدة أنّه أخطأ حينما لم يلبِّ رغبة زوجته في أكل فخذَي بطريق.
أما الأم فقد صرخت قائلة "البنات لا يتمكنّ من إيجاد الزوج بسهولة؛ فكيف ستكون، إذن، حال ابنتها في المستقبل يا ترى؟". وأما الجدة فطلبت من الوالدين التوقف عن النحيب؛ فهذه الطفلة جميلة جدا رغم عدم وجود ساقين لها لتسميها "كُميشة".
وتواصل كُميشة عرض محطات من حياتها، مثل طلبها من والدتها مساعدتها على الصعود في حافلة نقل الطلبة "الكوس"، فما كان من الأم إلاّ أن تصرخ فرحة: "وأخيرا وجدت ابنتي التي اسمها يبدأ بحرف الكاف، رجلا اسمه، أيضا، يبدأ بنفس الحرف"، معتقدة أنّ كلمة" كوس" هي اسم رجل، لتخبرها ابنتها أن الأمر غير كذلك بتاتا.
أما عن الصعوبات التي تتلقاها كميشة حينما تصل إلى الجامعة، فتبدأ بصعود السلالم نظرا لحجمها الصغير، فتطلب من طالب مساعدتها، لكنّه يرفض بحجة الاستعجال. أما زميلها الآخر "عبيدة" فيستغفر الله من هذا الطلب، فكيف له أن يلمس امرأة أجنبية عنه؟ ويبدأ بالدعاء لخلاصها، لتجيب كميشة بـ"آمين". لكن حينما تصل كميشة الى الطابق الذي يضم قسم اللغة الفرنسية يطردها المعلم؛ لأنّها وصلت متأخّرة مثل العادة للأسف!
"لا يهم"، تقول كميشة، ستذهب إلى عرس قريبتها، وستتزيّن بثوب أُجبرت على قصِّه؛ حتى يلائمها، وتستلف حلّيا من معارفها حتى تبدو في كامل أناقتها. وهناك في العرس تلتقي برفيقاتها، اللواتي يعانين من مشاكل في الحب؛ فالأولى تنتظر قدوم حبيبها لخطبتها كل جمعة لكن دون جدوى. والثانية تصطدم بمنشور حبيبها على فايسبوك، الذي يبحث فيه عن الحب. والثالثة عشيقها في حديقة يحاول اصطياد البنات؛ عفوا الغزال.
وتشعر كميشة بالحيرة لأمر صديقاتها. وتؤكّد للحضور أنّ خميسي رئيس جمعية "تطوير أزهار الأقحوانية عن ذوي الهمم" يحبها، لكنّه يخيب آمالها فتصرخ قائلة: "سأحرق قلبي الذي أَحبك". للإشارة، شاركت في هذه التظاهرة عدة أسماء، من بينها عمر زايمي الذي قدّم مونولوغ عن "التوسويس" من خلال عائلة تضم أفرادا يعانون من "التوسويس"، فيشكّكون في الجميع، ولا يَسلم منهم أحد.