في الذكرى 12 لرحيل على كافي

استحضارٌ لمناقب رجل دولة

استحضارٌ لمناقب رجل دولة
  • 318
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

احتضنت قاعة المحاضرات بالمتحف الجهوي للمجاهد بسكيكدة، أوّل أمس، الذكرى 12 لرحيل المجاهد الفذ ورئيس الدولة الأسبق علي كافي المصادف لـ 16 أفريل من كلّ سنة، في أجواء من الذكرى والتذكّر، تمّ من خلالها تنظيم ندوة تاريخية علمية حول شخصية الفقيد، حضرها إلى جانب عائلته، مجاهدون، وممثلو الأسرة الثورية من منظمة المجاهدين وأبناء الشهداء، وعدد من أعوان الأمن، والحماية المدنية، وقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية.

وحسب مديرة المتحف الجهوي لسكيكدة الذي يضم 6 ولايات، فإنّ هذا النشاط يندرج في إطار البرنامج السنوي الذي سطّره المتحف، الرامي إلى الحفاظ على الذاكرة الجماعية للوطن، ومن ثمّة تبليغها الأجيال القادمة من جهة. ومن جهة أخرى تكريما لرجالات الأمس الذين قدّموا النفس والنفيس لأجل نيل الاستقلال والحرية، واعترافا بهم.

وتضمّن البرنامج إلى جانب تنظيم برواق قاعة المحاضرات، معرض بالصور يلخص مسار الفقيد إبّان ثورة التحرير إلى غاية الاستقلال وتقلّده العديد من المسؤوليات؛ منها رئيس الدولة، تقديمَ شريط فيديو عن الفقيد المجاهد رئيس الدولة الأسبق علي كافي، بمختلف محطات حياته الثورية والوطنية. كما نشّط كل من الدكتور توفيق صالحي رئيس المجلس العلمي والتقني للمتحف الجهوي لسكيكدة، وأستاذ التاريخ بجامعة 20 أوت 1955، والبروفيسور شرقي محمد أستاذ التاريخ بجامعة قالمة، محاضرتين، تطرّقا من خلالهما لمختلف المحطات المضيئة في حياة المجاهد الراحل علي كافي، خاصة بالجانب الثوري والنضالي مشفوعة بوثائق، لتختتم التظاهرة بتكريم عائلة الفقيد، والأستاذين المحاضرين.

وإذا كانت مديرة المتحف الجهوي لسكيكدة المجاهد علي كافي، تأسّفت على الحضور المحتشم الذي أمَّ قاعة المحاضرات للمتحف رغم أهمية الشخصية؛ كونها إحدى إطارات الثورة المجاهدة، وقائدا من قادات الولاية التاريخية، وسياسيا، ورئيس دولة أسبق، فقد تساءل بعض الحضور عن سبب غياب الحضور، بمن فيهم إطارات الولاية من الرسميين والمنتخبين وحتّى الطلبة رغم أن التظاهرة كانت تحت رعاية وزير المجاهدين، مؤكدين لـ«المساء"، أنّ شخصية كالمجاهد علي كافي، كان الأجدر أن تقام ذكراها بما يليق بمقامها، وبمقام الولاية التاريخية الثانية، ومقام مجاهدي الولاية.

ووُلد المرحوم المجاهد علي كافي في 7 أكتوبر 1928 بالحروش بولاية سكيكدة، من عائلة ريفية تنتمي إلى الزاوية الرحمانية. بدأ دراسته بالمدرسة الكتانية في قسنطينة بعد حفظه القرآن الكريم على يد والده. وكان معه بالمدرسة المرحوم هواري بومدين. انتقل إلى جامعة الزيتونة بتونس سنة 1950 لاستكمال دراسته، ليعود للجزائر سنة 1952 مقتحما الحياة السياسية، بعد أن طردته السلطات الفرنسية مع مجموعة من زملائه.

وكان المرحوم عضوا في حزب الشعب. وساهم بالنضال فيه حتى أصبح مسؤول خلية، ومن بعدها مسؤول مجموعة. وفي عام 1953 عُين مدرسا من طرف حزبه حزب الشعب الجزائري، في مدرسة حرة بسكيكدة.

وساهم الفقيد في الثورة الجزائرية منذ اتصاله بديدوش مراد في نوفمبر 1954. وكانت بداية مشاركته على مستوى مدينة سكيكدة، ثم التحق بجبال الشمال القسنطيني، حيث شارك في معارك أوت 1955 تحت قيادة البطل الرمز الشهيد زيغود يوسف. وفي أوت 1956 شارك في مؤتمر الصومام؛ حيث كان عضوا مندوبا عن المنطقة الثانية. كما قام بقيادة المنطقة الثانية بين أعوام 1957 و1959.

وفي ماي 1959 التحق بتونس؛ حيث أصبح ضمن الشخصيات العشر التي قامت بتنظيم الهيئتين المسيّرتين للثورة (الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، والمجلس الوطني للثورة الجزائرية). وعند استقلال الجزائر في 1962 أصبح قائدا عسكريا برتبة عقيد.

وبعد الاستقلال عُين سفيرا للجزائر في تونس، ثم مصر، وبعدها سوريا ولبنان والعراق وإيطاليا. وفي عهد الشاذلي بن جديد أنهيت مهام علي كافي الدبلوماسية، ليعيَّن أمينا عاما لمنظمة المجاهدين سنة 1990. وفي 11 جانفي 1992 عُين عضوا في المجلس الأعلى للدولة، ثم رئيسا له في 2 جوان، بعد اغتيال محمد بوضياف، ليبتعد الرئيس الراحل عن كل عمل سياسي، ويتفرغ لكتابة مذكراته حول حرب التحرير (1954-1962)؛ باعتباره عقيدا سابقا في جيش التحرير الوطني، الذي حارب الوجود الفرنسي في الجزائر. وبتاريخ 16 أفريل، أُعلن عن وفاة المجاهد علي كافي بجنيف بسويسرا بعد إصابته بوعكة صحية، ليُدفن يوم 17 أبريل 2013 بعد صلاة الظهر عليه بمربع الشهداء بمقبرة العالية في الجزائر العاصمة.


تزامنت وإحياءَ يوم العلم

جائزة الباحث المبتكر محور يومين تحسيسيين

احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى عبد الحميد مهري بجامعة 20 أوت 55 نهاية الأسبوع المنقضي، فعاليات يومين تحسيسيين حول جائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر، التي تزامنت والاحتفال بيوم العلم المصادف لـ 16 أفريل من كلّ سنة، أشرف عليها البروفيسور توفيق بوفندي مدير الجامعة، بمشاركة حاضنة الأعمال الجامعية، ومركز دعم التكنولوجيا والابتكار.

البروفيسور عبد الرزاق مطاطلة نائب مدير الجامعة المكلف بالبيداغوجيا، بعد أن تحدّث عن أبعاد ومغزى الاحتفال السنوي بيوم العلم الذي يندرج في إطار استذكار مآثر الشيخ العلاّمة عبد الحميد بن باديس ورفقائه الذين جعلوا من نشر العلم والمعرفة النافعة وسيلة للتحرر الفكري، وبعد أن أشاد بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة الجزائرية وعلى رأسهم السيد رئيس الجمهورية، وكذا سياسة الوزارة الوصية لإعطاء أهمية كبيرة للجامعة كقاطرة للمشاركة الفعلية والفعّالة في الاقتصاد الوطني وكذا تحقيق التنمية المستدامة، قدّم شرحا مفصّلا للتعريف بالجائزة، وشروط المشاركة فيها، وآليات التسجيل بالمنصة الرقمية لجائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر، والتي تستهدف أساتذة الجامعة، والطلبة، والباحثين المهتمين بمجال الابتكار والبحث التطبيقي، ليدعو الجميع إلى المشاركة والانخراط في هذا المسعى، ليتم بعدها عرض شريط فيديو لمختلف مراحل التسجيل بالمنصة الرقمية المخصصة لجائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر.

كما تطرّق الأستاذ سيد أحمد ماسينيسا من خلال مداخلته، لموضوع التطبيقات الصناعية للجيل الرابع، بينما قدّمت ممثلة الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط فرع سكيكدة، مداخلة حول تنمية الثقافة المالية عند الطالب الجامعي، دعّمتها بشروحات حول مخطط (pro-invest) الذي يسمح للطلبة بتكوين مدخرات تدريجية لتمويل مشاريعهم الاستثمارية، ليتمّ في اليوم الموالي وعلى مستوى حاضنة الأعمال، إطلاق عملية المرافقة والتسجيل في المنصة الرقمية.

وعلى هامش هذه الفعاليات التي شهدت إقبالا كبيرا، تمّ تنظيم معرض للنوادي العلمية بمشاركة كل من نادي ميدسول، ونادي (i tech)، ونادي سينما الجامعة، إلى جانب عرض المنتجات والخدمات البنكية للصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، وتوزيع مطويات على الطلبة، حول مخطط الادخار، وتمويل الطلبة مشاريعَهم الاستثمارية.