عازفون ومؤدون أجانب يـؤكّدون:

الجزائر تمنح الإبداع حضورا مميزا

الجزائر تمنح الإبداع حضورا مميزا
  • 128
 نوال جاوت نوال جاوت

أجمع الموسيقيون المشاركون في الطبعة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، على تميّز هذه التظاهرة وانفرادها، وهو ما ينمّ عن حرص السلطات العليا على ترقية هذا الفن، وقالوا خلال إحيائهم للسهرة الرابعة من عمر المهرجان المتواصل إلى غاية الثالث والعشرين أفريل الجاري بأوبرا الجزائر "بوعلام بسايح" إنّ المهرجان السيمفوني في تطور مستمر وأوجد لنفسه مكانة عالية تجعل منه قبلة لأفضل الموسيقيين والمبدعين.

في هذا السياق، قال المايسترو المصري أحمد فرج إنّ ما تفعله الجزائر معركة ثقافية حقيقية حيث تقدّم نموذجًا فريدًا في العالم العربي للاحتفاء بالموسيقى الكلاسيكية، ناهيك عن إعجابه الكبير بالتنظيم والاحتراف الذي يميّز مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السيمفونية، وقال "من الرائع أن نكون جزءًا من مهرجان يستضيف 17 دولة، ويمنح الموسيقى السيمفونية هذا الحضور المميّز. التنظيم هنا مبهر، وهناك تطوّر ملحوظ في كلّ تفصيل، من الدعوات إلى البرامج".

كما عبّر قائد فرقة "هاتور للأوتار" المصرية عن فخره بتمثيل بلده في هذا المحفل الثقافي، مؤكدًا أن ما تفعله الجزائر اليوم في دعم الموسيقى الكلاسيكية "هو معركة ثقافية حقيقية تستحق الدعم والاحتفاء". وختم بالقول "لدينا مهرجانات للمسرح، والسينما، والكتاب، لكن الموسيقى الكلاسيكية لا تزال مظلومة في العالم العربي .. لكن الجزائر كانت بصيص الأمل". 

نفس المنحى ذهبت فيه عازفة الفلوت المصرية هدى عبد العظيم التي قالت إنّ مهرجان الجزائر ظاهرة موسيقية حقيقية في العالم العربي، مبدية فخرها لكونها جزءا من هذا الحدث الثقافي الراقي، إذ يشكّل مساحة نادرة لتبادل الخبرات والانفتاح على مدارس موسيقية من مختلف أنحاء العالم.

فيما قال المايسترو الياباني هيرونوري ايشيزاكي لـ"المساء" إنّ المهرجان السيمفوني يعكس حرص الدولة الجزائرية على ترقية الفن الراقي، وأضاف المايسترو الذي سبق له المشاركة في فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، قبل عامين، أنّ المهرجان رائع ويعكس حرص السلطات الجزائرية على ترقية الموسيقى السيمفونية خاصة ومختلف الفنون الأخرى عامة من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية وفنية بمستويات عالية.

أما الميزو سوبرانو اليابانية تايكا هينو فأكّدت أنّ مهرجان الجزائر يتمتّع بالتنوّع في الأنغام، وقالت "الكثير من الدول تقدّم معزوفات ووصلات أوبرالية عالمية في مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السيمفونية، وهذا شيء رائع، وهو ما يجعله يتمتّع بالتنوّع في الأنغام والموسيقات التي تعدّ بوتقة تلتقي فيها كلّ الشعوب". وزادت المؤدية الأوبرالية أنّ كلّ الشعوب يمكن لها تقاسم الجمال الذي تحمله الموسيقى الكلاسيكية.

من جانبه، أشار عازف البيانو الياباني توشيكي أوسيو الذي يشارك في المهرجان للمرة الحادية عشرة، إلى أنّ مهرجان الجزائر فريد من نوعه، مؤكّدا أنّ هذه التظاهرة تتميّز عن غيرها بالعدد الكبير من الدول المشاركة وكذا بتنوع البرامج الموسيقية المقترحة في كلّ سهرة وقال "مهرجان الجزائر الدولي فريد من نوعه مقارنة بالمهرجانات الأوروبية والآسياوية".

وعن معرفته بالموسيقى الجزائرية، قال العازف الياباني إنّه سبق له وأن عزف النشيد الوطني الجزائري "قسما"، كما استمع لعدد من المقاطع الجميلة التي تعكس تنوعا موسيقيا كبيرا وثريا، مشيرا إلى أنّ الجولة السياحية التي ستقوده رفقة أعضاء الجوق الياباني إلى مدينتي قسنطينة وغرداية ستكون مناسبة لاستكشاف جمال الجزائر التي لم تفصح بعد عن كلّ خباياها الإبداعية والسياحية.

السهرة الرابعة من مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السيمفونية، عرفت أيضا مشاركة الثنائي الكوري، عازف الكمان الكوري دا مين كيم وشقيقته عازفة البيانو دا هي كيم، وفي هذا الصدد قال دا مين كيم إنّه اكتشف في أوّل زيارة له للجزائر "الموسيقي العربية"، واعتبرها موسيقي راقية وجميلة تشدّ الأنظار. موضّحا أنّ مشاركته في المهرجان فرصة لاكتشاف ثقافة موسيقية عريقة وجمهور ذوّاق محبّ للموسيقى، وأعرب عن أمنياته في أن يكون المهرجان نافذة للتبادل الثقافي بين الشعبين والثقافتين الكورية والجزائرية.

كما أبدى إعجابه بالأجواء التي وجدها في الجزائر قائلا "الأجواء هنا رائعة والجزائريون يتميّزون بالدفء العاطفي واللطف وأنا ممتن للترحيب الحار الذي وجدته هنا". لتواصل شقيقته التي تزور الجزائر لثاني مرة أنّ  المشاركة في المهرجان فرصة لتعميق اكتشافها للثقافة والموسيقي الجزائرية وقالت "لقد استمعنا لبعض المقطوعات مع السائق الذي رافقنا لوسط المدينة ووجدتها رائعة حقا لديها إيقاع خاص يشدّك إليه".