سكيكدة

"كسرة الزعتر" غذاء صحي يأبى الاندثار

"كسرة الزعتر" غذاء صحي يأبى الاندثار
  • 105
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

ما تزال العائلات السكيكدية القاطنة بالعديد من مناطق الولاية، بالخصوص مناطق الجهة الغربية كالقل، أولاد أعطية الزيتونة وبني زيد والمناطق المجاورة لهم، تحافظ وإلى يومنا هذا على مختلف عادات وتقاليد الآباء والأجداد، إلى حدّ أنّها أضحت تشكّل جزءا من حياتهم اليومية التي تأبى الاندثار، بالخصوص على مستوى كل المناطق الداخلية، ومن بين تلك العادات التي تدخل ضمن القائمة الطويلة لأهم الأكلات الشعبية التي ما تزال العديد من النساء السكيكديات يحافظن عليها، "الكسرة بالزعتر" أو كما يعرف أيضا بـ"الرفيس بالزعتر" الذي تعتبر من بين أشهى وألذ المأكولات التقليدية التي يبقى سكان تلك المناطق يتناولونها خاصة مع قدوم موسم الربيع الذي تكثر فيه نبتة الزعتر البري، ويتم تحضيره تقليديا احتفالا بقدوم هذا الفصل.

وتأسفت إحدى السيدات التي التقت بها "المساء"، على هامش معرض التراث المنظّم بسكيكدة في إطار شهر التراث، عن غياب الاهتمام بالعديد من الأكلات الشعبية تلك التي تتميز بها فقط العديد من مناطق ولاية سكيكدة والتي تبقى بحاجة ـ حسبها ـ إلى تعريف أكثر وتدريس في المعاهد المتخصصة حتّى لا تندثر كونها تشكل جزءا من الأطباق التقليدية لمنطقة سكيكدة وما جاورها.

وعن كيفية تحضير "كسرة الزعتر"، فتتم بقيام ربات البيوت بجني الزعتر من الحقول بكميات ما بين 05 إلى 10 ربطات وتنظيفه وغسله جيدا وطحنه، ثم خلطه مع السميد باستخدام الزيت والماء، ليعجن حتّى تصير العجينة بعض الشيء داكنة متماسكة ولينة وطرية كالكسرة العادية وبعد تقطيع العجينة إلى "خبيزات" صغيرة تطهى على نار الحطب باستعمال طاجين مصنوع من الطين كي تحافظ على مذاقها المنفرد ونكهتها المميزة، يُشرع كمرحلة ثالثة في تقطيعها تماما كما تقطّع شخشوخة الظفر، بقطع متوسطة بعض الشيء وهناك من تقوم بتفتيتها مع استعمال الغربال، للحصول على حبات مثل الكسكس، وعند الانتهاء من الطهي والطبخ بتفويره(استعمال البخار)، يوضع عليها زيت الزيتون والسكر وتقدم للأكل".

وإلى جانب القيمة الغذائية لـ«كسرة الزعتر" التي تتزيّن به الموائد خلال هذه الفترة بالعديد من مناطق سكيكدة، فإنّ أهالي المناطق الداخلية من الولاية، ما يزالون وإلى يومنا هذا، يعتمدون على الزعتر المغلي في معالجة العديد من الأمراض كالتهاب القصبات والربو ونزلات البرد واحتقان الأنف والأنفلونزا والتهاب الحلق وحتى الحساسية الموسمية، حيث لا يكاد يخلو منزل من هاته النبتة.