شهر التراث

تلمسان في الموعد

تلمسان في الموعد
  • 128
ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

  تجسيدا للبرنامج الثقافي والعلمي للمتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان الخاص بشهر التراث الثقافي المنظّم تحت شعار "التراث الثقافي في عصر الذكاء الإصطناعي"، تتواصل مختلف النشاطات الثقافية والعلمية والتراثية المتنوعة، والتي تشمل محاضرات وندوات علمية، معارض فنية تبرز الموروث الثقافي الجزائري بشقيه المادي وغير المادي، ورشات حية وأيام دراسية وتكوينية، مسابقات وسهرات فنية، اتفاقيات، والزيارة للمتاحف والمعارض المقامة بالمناسبة...وغـيرها، وذللك إلى غاية 18 ماي القادم.

في هذا الصدد، شارك المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي في الندوة العلمية حول "رقمنة المخطوط باستعمال خوارزميات الذكاء الاصطناعي"، والمنظّمة في إطار فعاليات شهـر التراث، من طرف المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "محمد قباطي" بولاية سيدي بلعباس، حيث تمثلت المشاركة في تقديم صور مجسمة بتقنية (هولوغرام) للمجموعات المتحفـية، إلى جانب زيارة افتراضية للمتحف (زيارة بزاوية 360 درجة) مع توفير مطبوعات متنوعة من المجلات والكتيبات ودليل المخطوطات ودليل المتحف.

 بالموازاة مع ذلك،  شارك المركز التفسيري ذو الطابع المتحفي للباس التقليدي الجزائري، مركز الفنون والمعارض والمتحف العمومي الوطني للآثار الإسلامية في فعاليات افتتاح شهر التراث لسنة 2025، بمديرية الثقافة والفنون بولاية تيزي وزو، من خلال معرض خاص بالمعالم الأثرية الإسلامية لمدينة تلمسان بتقنية ثلاثية الأبعاد، عرض فيديو خاص بتحريك المعالم الإسلامية بتقنية الذكاء الاصطناعي، زيارة افتراضية لمعرض "احكي لي تلمسان" ومعرض "الكسكس الجزائري" بتقنية "الواقع الافتراضي 360°"، إلى جانب عرض مجموعة من انجازات المركز، ومعرض الفنون التشكيلية الزربية والحلي الجزائري،  وعرض "هولوغرام" خاص بالمجموعة المتحفية الخاصة باللباس للمركز، وعرض زيارة افتراضية للمركز التفسير بما فـيه قصر المشور، وعرض لمطويات دليل المركز، بالإضافة إلى كود "كيو آر".

من جهته، شارك المتحف العمومي الوطني للفـن والتاريخ لمدينة تلمسان بمجموعة من المعارض والفضاءات التفاعلية، أبرزها عرض الزيارة الافتراضية للمتحف باستعمال تقنية المسح ثلاثي الأبعاد وعرض بعض التحف باستعمال التصوير المساحي، واستعمالVRCaque.

بالمناسبة أيضا، احتضن المتحف يوما دراسيا حول "تقـنيات الذكاء الاصطناعي ودورها في توثيق ورقمنة الممتلكات الثقافـية"، حيث توزّعت أشغال اليوم الدراسي على ثلاث جلسات علمية متكاملة شكلت منبرًا نوعيًا لعرض مشاريع بحثية وتجارب ابتكارية من قبل الباحثين المشاركين، والتي تُبرز الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في رقمنة وثوثيق وصون التراث الثقافي.

  وقـد افتتحت أشغال اليوم الدراسي بالجلسة الأولى من تقديم المهندس بن عبد الله عبد الهادي رئيس قسم دراسة وتسيير مشاريع الوكالة الفضائية الجزائرية بمركز التقنيات الفضائية، أبرز خلالها تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودورها في حماية وتعزيز التراث الثقافي ودور الذكاء الاصطناعي في تسهيل التعرّف على الممتلكات الثقافية المنقولة، وكـذا استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التوثيق الرقمي كآلية لاستدامة التراث الثقافي عـبر الأجيال ودوره في تعزيز فعالية المتاحف الذكية، في حين أبرزت المداخلة الثانية للأستاذ جواد خالدي تحت عـنوان "استغلال الفوتوغـراميتري في قواعد بيانات الذكاء الاصطناعي" الذي تزايد الدور الكبير الذي تقوم به التكنولوجيا الحديثة والرقمية في مجال حفظ وصون التراث الثقافي، وأصبحت التقـنيات الحديثة تستخدم في أدقّ التفاصيل من قبيل التصوير عالي الدقة والمسح ثلاثي الأبعاد لتوثيق المعالم الأثرية والمخطوطات والقطع الأثرية، حيث تساعد هذه التقنيات في إنشاء نسخ افتراضية للتراث يمكن الرجوع إليها إذا تعرضت الأصول للتلف أو التدمير، فيما حملت الجلسة الثالثة والأخيرة ضمن هذا اليوم الدراسي التي أدارتها الطالبة ياسمينة فـدوى بيلامي من قسم الهندسة المعمارية بجامعة تلمسان عـنوان "دراسة حالة لتيجان الأعمدة في مسجد المنصورة"، حيث عكست هذه العروض الإمكانات الواعدة في الربط بين التراث والتكنولوجيا، كما أثارت النقاش حول التحديات القانونية والأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الشأن الثقافي، لتختتم أشغال اليوم الدراسي بتكريم المشاركين والمنظّمين، وسط إجماع على أهمية تعزيز هذا النوع من المبادرات التي تجمع بين المعرفة والابتكار في مجال الثقافة والفنون، وتُجسّد إرادة الدولة في صيانة تراثها بأدوات المستقـبل.

للإشارة، سيتمّ من خلال البرنامج المسطّر، تسليط الضوء هذه السنة على الذكاء الاصطناعي، الذي يعدّ أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحالي، ويهدف إلى تحقيق أنظمة ذكية وفعّالة لطريقة تعلم الناس، كما الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التراث الثقافي والتي لها أهمية في تعزيز روافد تنمية البيئة الثقافية وحفظ وصون الموروث الثقافي أيا كان نقطه وبيئته، كما يأتي الشعار الذي حملة شهر التراث هذه السنة الموسوم بــ "التراث الثقافي في عصر الذكاء الإصطناعي" ليعكس الوعي المتزايد بأهمية توظيف التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في صيانة وتثمين التراث الثقافي، بما يضمن حماية الموروث الوطني من الاندثار، وإعادة تقـديمه في قوالب عصرية تواكب تحوّلات العصر وتخاطب الأجـيال الجـديـدة.