بينما يواصل الاحتلال الصهيوني استخدام التجويع سلاحا للإبادة
سكان قطاع غزّة يواجهون مجاعة فعلية

- 172

يعبّر إعلان برنامج الغذاء العالمي، عن استنفاد كل مخزوناته الغذائية في قطاع غزّة عن المستوى الخطير الذي بلغته الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال الصهيوني، ويؤكد دخول سكان هذا الجزء المنكوب من الأراضي الفلسطينية المحتلّة مرحلة المجاعة الفعلية.
أعلن برنامج الأغذية العالمي، عن نفاد مخزوناته الغذائية في غزّة بسبب استمرار إغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع، محذّرا من اضطراره إلى وقف أنشطته الأساسية ما لم يتم إدخال المساعدات.وذكر في بيان له، أن كل مخزوناته الغذائية المخصصة للأسر في غزّة نفدت، موضحا أنه سلّم أول أمس، آخر ما تبقى من مخزوناته الغذائية إلى المطابخ التي تعد وجبات ساخنة للسكان. وتوقع أن ينفد الطعام لدى هذه المطابخ تماما في الأيام المقبلة، خاصة وأنه لم يدخل القطاع أية إمدادات إنسانية أو تجارية منذ أكثر من سبعة أسابيع لاستمرار إغلاق جميع المعابر الحدودية الرئيسية، لتتعرض غزّة بذلك لأطول فترة إغلاق على الإطلاق.
وأغلقت كل المخابز المدعومة من البرنامج وعددها 25 في 31 مارس الماضي، بعد نفاد طحين القمح والوقود والطرود الغذائية المخصصة للأسر التي تكفي لمدة أسبوعين.
على إثر ذلك حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، من أن أطفال قطاع غزّة أصبحوا يتضورون جوعا بسبب السياسة المتعمّدة التي ينتهجها الكيان الصهيوني من خلال الاستمرار في إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية إلى القطاع منذ الثاني من مارس الماضي.
وقال لازاريني، في منشور له عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، إن اسرائيل تواصل "منع دخول الغذاء والأساسيات الأخرى". وندّد بكون هذا التجويع من صنع الإنسان وبدوافع سياسية، مضيفا أن أطفال غزّة باتوا يضورون جوعا. وأوضح أن الحصار المشدد الذي يفرضه الكيان الصهيوني منذ 2 مارس الماضي، يقترب من إتمام شهره الثاني وأن الدعوات المطالبة بإدخال الإمدادات الإنسانية لا تلقى آذانا صاغية.
نفس التحذير أطلقته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي دقّت ناقوس الخطر من التداعيات الكارثية لجريمة الإغلاق الشامل الذي تفرضه حكومة الاحتلال الصهيونية على قطاع غزّة، ومنعها دخول مقومات الحياة الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود، بما يهدد حياة أكثر من مليونين وربع المليون إنسان يعيشون تحت وطأة القصف والمجازر وحرب الإبادة. وقالت الحركة في بيان لها أمس، إن "استخدام حكومة مجرم الحرب نتنياهو سلاح التجويع واستهدافها المتعمّد لمحطات المياه ومراكز توزيع الغذاء، يُعد من أبشع صور الانتهاكات للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية. ويستدعي من المجتمع الدولي موقفا واضحا بالإدانة وخطوات فاعلة لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية".
ودعت المجتمع الدولي، بكل مؤسساته وهيئاته إلى التحرك العاجل لوقف جريمة التجويع الجماعي وإنهاء الحصار الكامل المفروض على قطاع غزّة منذ قرابة الشهرين وتأمين إدخال المساعدات الغذائية والدوائية فورًا. كما أهابت بالدول العربية والإسلامية، حكومات وشعوبا وأحزابا ونقابات وتجمّعات، أن يتحمّلوا مسؤولياتهم التاريخية ويتجاوزوا حالة الصمت ويتحركوا لكسر الحصار الظالم وإدخال كل ما يحتاجه شعبنا من ضروريات للحياة وتشكيل جبهة دعم لصموده في وجه العدوان ومخططات التهجير الإجرامية.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أكد أمس، أن "المجاعة اليوم لم تعد مجرد تهديد بل أصبحت واقعا مريرا"، معلنا عن تسجيل 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية من بينها 50 طفلا، فيما يشتكي أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي. وأجبرت آلاف الأسر على مواجهة الموت جوعا بعد عجزها عن توفير وجبة واحدة لأبنائها.
رئيس الوزراء الكندي يندّد بالحصار الصهيوني
ندّد مارك كارني، رئيس الوزراء الكندي بحصار الاحتلال
الصهيوني لإمدادات الغذاء إلى غزّة، داعيا إياه إلى السماح لبرنامج الأغذية العالمي بالعمل في القطاع. وقال كارني، عبر حسابه على موقع "إكس"، إنه "لا ينبغي استخدام الغذاء كأداة سياسية"، لافتا إلى إعلان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عن نفاد مخزوناته من الغذاء في غزّة بسبب الحصار الصهيوني. وشدّد على ضرورة ألا يتحمّل المدنيون الفلسطينيون عواقب الممارسات الصهيونية والسماح لبرنامج الأغذية العالمي باستئناف عمله لإنقاذ أرواح المدنيين.
وفد "حماس" يحل مجددا بالقاهرة
مسعى جديد للتوصل إلى تهدئة شاملة في قطاع غزّة
حل وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برئاسة رئيس مجلسها القيادي محمد درويش، وباقي أعضائه (خالد مشعل وخليل الحية وزاهر جبارين ونزار عوض الله)، أمس، بالقاهرة، في مسعى جديد للتوصل إلى تهدئة شاملة في قطاع غزّة الواقع تحت آلة الدمار الصهيونية.
قالت الحركة، في بيان لها إن "الوفد بدأ صباح السبت، لقاءاته مع المسؤولين المصريين لبحث رؤية "حماس" لوقف وإنهاء الحرب، وتبادل الأسرى على قاعدة الصفقة الشاملة بما يتضمن الانسحاب الكامل والإعمار". وأضافت أن "الوفد يبحث تداعيات ما يقوم به الاحتلال من تجويع لشعبنا في غزّة وضرورة التحرك العاجل لإدخال المساعدات الإنسانية وتزويد القطاع باحتياجاته من الغذاء والدواء".
ووفق البيان، سيبحث الوفد جهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزّة وبعض التداعيات الفلسطينية الداخلية وسبل التعامل معها. وهي اللجنة التي سبق أن أعلنت "حماس" شهر ديسمبر الماضي، موافقتها على مقترح مصري لتشكيلها، فيما أكد المتحدث باسمها حازم قاسم، في تصريحات صحفية سابقة أن الحركة لا تريد أن تكون جزءا من أي ترتيبات إدارية لغزّة.
واللافت أن بيان "حماس" يؤكد مجددا على ثوابت أي مفاوضات لوقف إطلاق النّار والتي يجب أن تقوم على إنهاء الحرب وانسحاب شامل لقوات الاحتلال من القطاع المدمر والذي يعيش سكانه على واحدة من أبشع مآسي القرن الحالي أمام أنظار عالم متفرج.
ويواصل الكيان الصهيوني إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، بما تسبّب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وبدعم أمريكي مطلق يرتكب الكيان منذ السابع أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزّة خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين العزّل معظمهم أطفال ونساء وأكثر عن 11 ألف مفقود، ناهيك عن مئات آلاف الجرحى وكوارث إنسانية وصحية وبيئة جد خطيرة.