لحماية الأطفال من خطر الشارع

دعوة الآباء لتشديد الرقابة على أبنائهم

دعوة الآباء لتشديد الرقابة على أبنائهم
  • 113
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

شددت مروة محمودي، المختصة الاجتماعية، على ضرورة أخذ الحيطة والحذر اللازمين من قبل الآباء تجاه اطفالهم، وعدم تركهم يجولون في الشوارع والاحياء دون رقيب، مشيرة الى أن ظاهرة الاختطاف تعود الى الواجهة من جديد، اذ تم رصد خلال الآونة الأخيرة العديد من محاولات الاختطاف، التي التقطتها كاميرات المراقبة لبعض المحلات والمؤسسات، موضحة أنه "لابد من الانتباه للطفل وعدم الثقة في المحيط الخارجي، خصوصا وأن الصغير لا يقدّر غالبا الخطر الذي يحدق به خارج البيت، وقد ينقاد للخطر دون ان يدرك ذلك".

وأضافت  المختصة أن ظاهرة الاختطاف من الظواهر الموجودة في مختلف دول العالم، حتى الأكثر تقدما، والاقوى أمنا، اذ دائما ما تجد بعض الاشخاص الذين يغيب لديهم الضمير الانساني، يعملون في خفاء ويتجرؤون على اعمال شنيعة كاختطاف الاطفال، لأسباب مختلفة، سواء للإتجار بهم، الاعتداء عليهم، او في اطار المتاجرة بالأعضاء، او حتى لبيعهم للأزواج الذين لم يرزقوا بأطفال، كما برزت في السنوات الاخيرة اسباب اخرى، ربما هي من افعال الجاهلية التي عادت للواجهة من جديد وهي اختطاف الاطفال لقتلهم واستعمال أعضائهم للسحر والشعوذة كنوع من التضحية.

وقالت: "نقف في كثير من المرات على مشاهد ترتعش لها الابدان، وهي مشاهدة اطفال جد صغار، بعضهم لا يتعدى سنهم السنتين والثلاث سنوات فقط، يجولون في الشارع بمفردهم دون رقيب، كما نلاحظ تلك المشاهد حتى في ساعات متأخرة من الليل، في وقت قد تزداد فيه الجريمة، ويستغل حينها المجرم الظلام وغفلة الناس لتنفيذ جريمته".

وأوضحت المختصة، أن الآباء من مسؤوليتهم مراقبة أبنائهم، وعدم المغامرة بتركهم يجولون في الشارع والخطر يحدق بهم، والسهر على سلامتهم وأمنهم، لأن الجريمة احيانا لا تتطلب سوى بضع ثوان، خصوصا اذا كان المختطف قد سبق له وأن ترصد الاجواء، ليس ذلك فقط، وإنما احيانا قد يمارس البعض اعمالهم الشنيعة دون اي تفكير او اي ترصد، بل يكفيهم ان يجدوا ضحاياهم في طريقهم، يستغلون الفرصة دون اي تردد، واكثر ما يخيف أن هؤلاء المجرمين هم في حقيقة الامر مرضى نفسيا، وبالتالي لا يمكن ابدا توقع أفعالهم.

وأرجعت محمودي، بروز هذه الظاهرة، بالأساس إلى أسباب عديدة، منها نفسية، واخرى مادية، او حتى انتقامية من الأولياء، تنتهي في كثير الاحيان بوقائع مأساوية، مؤكدة أنه على اختلاف أنواعها، ومهما كان دافعها، إذ تجد أن من يقوم بها في الاساس يعاني مشاكل نفسية حقيقية، خاتمة بالقول :"كل الأشخاص الذين يتجرؤون على ان تطول افعالهم الشنيعة البراءة، هم اشخاص غير طبيعيين، وعلى الآباء دائما التحلي باليقظة لحماية أبنائهم، وعدم جعلهم في مرمى هؤلاء المجرمين".