مبادرة من متحف «أحمد زبانة» بوهران
الأطفال مرضى السرطان يلونون لوحاتهم بالأمل
- 3506
في مبادرة تعد الأولى من نوعها، انتقل عدد من إطارات المتحف الوطني «أحمد زبانة» بوهران مؤخرا، إلى مستشفى علاج السرطان «الأمير عبد القادر» بالحاسي في وهران، لمشاركة الأطفال المرضى في ورشة للرسم، حسبما أكدته المكلفة بالإعلام على مستوى هذه المؤسسة المتحفية، السيدة ليلي عابد.
قالت السيدة عابد بأن الهدف من هذه المبادرة هو مساعدة الأطفال المصابين على التعبير عما بدواخلهم، عن طريق الفضاء اللوني الذي جعلهم يحلقون بخيالهم وبعالمهم، ففي كل مرة نروي قصة تحفزهم، لينطلق الأطفال بالرسم، لذا تحولت لوحات بيضاء إلى لوحات تحمل حلم وآمال طفل، وتحولت الألوان الداكنة والقانية إلى ألوان تبعث الفرح (القلوب.. الزهور.. الطيور)، باختصار أصبح لونها بالأمل هاجس الطفل.
الفكرة جاءت حسب السيدة ليلي، من اكتشافها لآخر الدراسات التي أثبتت أن علاج السرطان عن طريق الفن هو علاج تكميلي، أي بجوار العلاج الأساسي، سواء كان جراحيا أو إشعاعيا أو كيمائيا، فالألم حسب هذه الدراسة، جزء من حياة المريض، لكن عند استخدامه للفنون يصبح غير متواجد وهذه العلاجات متواجدة في الدول المتقدمة كأوروبا وأمريكا وأثبتت كفاءة عالية، حيث يوجد هناك تطور في الحالات عند استخدامهم للعلاج التكميلي، لأن هذا النوع يطور الحس الفني والروحاني عند المريض بسبب تعدد أشكاله كالدراما والموسيقي والرسم، وعند نجاحها وتأثيرها فيه تعزله عن المرض.
وأضافت السيدة ليلى أن هذه الدراسة تبين أن الفنون تشغل منتصف المخ ذاته ويزيد نشاط المريض ومهاراته ويساعد على خلق التوازن النفسي ويزداد شعوره بالسعادة، لهذا فإن الفنون تساعد على خلق الطاقة الإيجابية داخل المريض لمساعدته على تقبل المرض والتعايش معه.
على هذا الأساس، تمنت السيدة ليلي أن تبادر مختلف الجمعيات الناشطة في الولاية إلى تقديم المساعدة المعنوية لهذه الشريحة من الأطفال، من خلال إشراكهم في ورشات مختلف الفنون تعتبر مهمة في برنامج العلاج، وهو ما وقفت عليه من تجاوب الأطفال المرضى في ورشة الرسم مع المؤطرين والشغف الذي أبدوه، رسومات الأطفال ستوضع بالمتحف لتمكين الزوار من الاطلاع على تعابير البراءة بين الألم والأمل في الشفاء والعودة إلى حياة الصحة، وفق نفس المتحدثة.