رغم دخول وجهات جديدة اهتمام الجزائريين
البرامج السكنية تكبح الطلب على السفر والعمرة
- 5843
يعكف الجزائريون، خاصة منهم العمال والعائلات، على التحضير لقضاء عطلتهم السنوية وأخذ قسط من الراحة بعد صيام شهر رمضان المعظم، ومتاعب امتحانات شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، التي اجتازها أبناء الكثير من العائلات، حيث حجز هؤلاء لدى وكالات السياحة والسفر التي أطلقت عروضا وتخفيضات لجلب أكبر عدد من الزبائن، الذين اختار العديد منهم مدينة جربة بتونس، التي تصدرت قائمة البلدان المفضلة لقضاء العطلة هذا العام، إلى جانب المغرب ومدينة شرم الشيخ المصرية وماليزيا وتركيا، التي تربعت خلال السنوات الأخيرة، على عرش البلدان السياحية التي تستقطب السياح الجزائريين.
وذكر بعض أصحاب وكالات السفر والسياحة بالعاصمة أن مدينة جربة التونسية تُعد الأكثر طلبا من قبل الجزائريين، حيث فرضت نفسها بقوة رغم ارتفاع أسعار الخدمات هذا العام، مثلما أكد أغلب ممثلي وكالات السياحة والسفر الذين تحدثوا إلـى «المساء»، مؤكدين أن تونس التي تستعد لاستقطاب عدد كبير من السياح الأجانب، رفعت الأسعار هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية لجلب المداخيل التي تراجعت نتيجة الاضطرابات الأمنية التي شهدتها، حيث تستعد لاستقبال زوارها مباشرة بعد رمضان.
تونس تحتفظ بالريادة
حسب ممثلة وكالة السياحة «فيديليا تور» بالعاصمة، فإن تونس تبقى وجهة مفضلة للسياح الجزائريين منذ سنوات، حيث تؤكد الإحصائيات الواردة في هذا المجال، حجم الإقبال على هذا البلد المجاور نتيجة سهولة التنقل إليه بدون تأشيرة وباستعمال العائلات سياراتهم الخاصة، حيث يفضّل هؤلاء قضاء أوقات مريحة بأكثر تكاليف في المدن التونسية، على غرار جربة والحمامات، بينما يفضل آخرون المدن السياحية الجزائرية التي لا تقل جمالا وجاذبية لولا العراقيل التي تحول دون تطور السياحة بها، حيث أشارت محدثتنا إلى أن هناك طلبا على السياحة الداخلية من قبل المواطنين، غير أن الوكالات تجد صعوبة في التعامل مع الجهات الوصية رغم تحسن القطاع والهياكل والمشاريع التي تنجز بمختلف الولايات الساحلية، التي تبقى وجهة شريحة واسعة من العمال، تقول ممثلة وكالة «فيديليا تور» لـ «المساء»، مشيرة إلى أن الطلب متنوع ويتزايد على عدة دول أجنبية من سنة إلى أخرى، حسب ميزانية العائلات، بينما يجد الكثير من محبي السفر أنفسهم عاجزين عن ذلك نتيجة ارتباطهم بمشروعي «عدل» و«أل.بي.بي»، اللذين يمكّنانهم من الحصول على شقة تحفظ كرامتهم، وتأجيل قضاء العطلة خارج الوطن إلى غاية الانتهاء من دفع الأقساط والمخلفات المالية المترتبة عن ذلك، حيث ذكر بعض أصحاب وكالات السياحة والأسفار أن الطلب هذا العام تراجع عن السفر والعمرة بسبب البرامج السكنية التي استفاد منها الكثير من الجزائريين.
جزر ماليزيا تستهوي الجزائريين
وذكرت سيدة وجدناها بوكالة المواسم للسفر والسياحة، أنها تفضل قضاء عطلتها في تونس للاستفادة من العروض والخدمات المغرية المقدمة، غير أن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشاب آخر أخذ موعدا بنفس الوكالة لحجز تذكرتين للسفر إلى ماليزيا، التي اختارها في حالة حصوله على تخفيض السعر الذي بلغ 19700 دينار جزائري للشخص. كما حجز بعض المحظوظين تذاكر سفرهم إلى هذا البلد الذي يُعتبر بلدا سياحيا بامتياز، وأصبح مطلوبا من قبل الجزائريين، الراغبين في اكتشاف أجمل المناطق السياحية في العالم، منها هذا البلد الآسيوي الذي تتعدد جزره الغريبة وذو المعالم السياحية التي لا تنتهي، سواء تعلّق الأمر بالطبيعية منها، التاريخية، البناءات الحديثة أو المعالم الدينية، تقول ممثلة وكالة سياحة وأسفار لـ «المساء»، مشيرة إلى أن تكلفة السفر المرتفعة لا تثني ميسوري الحال عن قضاء عطلة تدوم عشرة أيام، والذين أصبحوا يفضّلون قضاء عطلتهم السنوية في البلدان الآسيوية على غرار تايلندا.
أغادير، الدار البيضاء ومراكش تدخل السباق
من جهته دخل المغرب سباق البلدان المطلوبة من قبل الراغبين في قضاء عطلة ممتعة بعد متاعب العمل، حيث اختار الكثير من الجزائريين مدن الدار البيضاء، مراكش وأغادير، يقول ممثلو وكالات السياحة والسفر في حديثهم إلـى «المساء»، مشيرين إلى أن الكثير من العائلات والأزواج وحتى الأفراد، اختاروا وجهاتهم السياحية لهذا العام، وحددوا شهري جويلية وأوت لقضاء عطلتهم السنوية بالمدن المغربية المذكورة؛ حبا في الاطلاع، إلى جانب المدن التركية كأنطاليا ومدينة إسطنبول وباقي المدن لاكتشاف الثقافة التركية خاصة أنطاليا عاصمة السياحة في تركيا، التي يزورها الملايين من السياح ومن كافة أرجاء العالم، لما تمتاز به من جمال ساحر وطبيعة خلابة، كما تحتوي على العديد من المنتجعات والفنادق والمرافق السياحية التي تناسب كافة الأذواق، ومهيأة بشكل رائع لاستقبال السياح، منهم الجزائريون الذين فضّل العديد منهم التعرف على مناطق أخرى باستثناء التونسية والمغربية والتركية، إذ لا يقتصر الأمر - حسب محدثينا - على العائلات ميسورة الحال، بل هناك الأجراء الذين يجمعون ما تيسّر من أموال طيلة العام لتغيير الوجهة والجو أيضا، وعدم التفريط في العطلة، خاصة الموظفين الذين اختاروا وجهات جديدة هذا العام، والمتمثلة في القاهرة وشرم الشيخ، يقول ممثل وكالة «أوسكار تور»، مشيرا إلى أن هناك من حجز لزيارة مدينة شرم الشيخ المصرية للاستمتاع بمناظرها والتنقل منها إلى القاهرة، بينما فضلت وكالته تقديم عرض خاص هذا العام، يتمثل في السفر إلى تونس وإسطنبول في رحلة واحدة، إلى جانب تايلاندا وماليزيا، خاصة عاصمتها كولا لامبور ومدينة لانكاوي.
عائلات تختار مدننا الساحلية لقضاء عطلتها
وبالرغم من دخول وجهات سياحية كالمدن المغربية والمصرية وأخرى أوروبية وآسيوية، في أجندة الوجهات المفضلة لدى السياح الجزائريين، إلا أن تونس وتركيا تبقى الأكثر طلبا، حسب المتحدثين، غير أن العديد من الجزائريين يختارون قضاء عطلهم في المدن الجزائرية الساحلية، كالقالة، تلمسان، مستغانم، بجاية، جيجل وغيرها، للاستجمام والترفيه عن النفس، حيث تشهد هذه المدن في الفترة الصيفية ازدهار نشاط كراء المنازل بأسعار مختلفة، وتوضع الإعلانات الخاصة بذلك في كل مكان، ما أصبح متاحا للعائلات التي تعتمد على الكراء مباشرة من الخواص أصحاب المنازل بدون المرور على وكالات السياحة والسفر، حيث تفتقر أغلب الولايات الساحلية للمرافق السياحية وأماكن الإيواء رغم مؤهلاتها السياحية الرائعة وتدفق عدد هام من العائلات عليها كل صائفة، خاصة المقيمة بالمدن الداخلية والجنوب الجزائري، غير أنها تبقى غير مؤهلة لاستقبال السياح رغم أن للجزائر كل المقومات التي تجعلها بلدا سياحيا بامتياز.