لينة قرناش لـ«المساء»:

بداخلي يسكن أدب الطفل والطبيعة والرفق بالحيوان انشغالي

بداخلي يسكن أدب الطفل والطبيعة والرفق بالحيوان انشغالي
  • 1828
 ع.بزاعي ع.بزاعي

صدر مؤخرا عن دار «الشيماء» للنشر والتوزيع نقاوس لقصص الأطفال، قصة «لينة وزهرة الياسمين» للطفلة المبدعة لينة قرناش، التي تتناول موضوع البيئة، لحثهم على عدم قطف الأزهار من ساحات المدارس والحدائق والساحات العمومية، والمحافظة على جمال الطبيعة والرقي بالذوق الجمالي للإنسان. 

شجبت لينة تلك المظاهر التي انتشرت بالمدارس وبلورت فكرتها في كتابة القصة، وتكونت لديها حقيقة نشر ثقافة بيئية في المحيط المدرسي، وتستلهم المبدعة أحاسيسها من محيطها وخلقت  لنفسها فضاءات يتقاطع فيها الإبداع لونا، شكلا ومضمونا مع طموحاتها، حيث يخوض فيه الكبار والصغار سويا في معركة ينتصر فيها الوعي من أجل محيط بيئي سليم، هي حقيقة وقفت «المساء» عليها عند المبدعة البرعمة «لينة» التي تدرس بمؤسّسة «أتيني سالمي» بعنابة والمتفوّقة في دراستها.

بنت الثامنة من العمر، قالت «بداخلي يسكن أدب الطفل، وأتنفّس إبداعا، والطبيعة والرفق بالحيوان انشغالي»، وأضافت في حديث لـ«المساء»، أن الملكات الإبداعية تولدت عن حس مفرط لوالديها الكريمين أمين ولويزة اللذين ربياها تربية سليمة ووجهاها أحسن وجهة، تحفيزا منهما لمواصلة المشوار.

التلميذة لينة قرناش، مجتهدة في دراستها منذ الصغر، انتقلت إلى السنة 3 ابتدائي بمعدل سنوي 18.55، تتكفل مرات بأشغال المنزل ومساعدة والدتها، ثابرت واجتهدت وتحدت كل الصعاب، وهي منشغلة بهواياتها المفضلة؛ المطالعة والرسم وتربية الحيوانات الأليفة، وحسبها، فإن الطفل المبدع الناجح يمتاز بشغفه للنهل من الكتب وقراءتها، لكسب المعارف بنظرة مختلفة خاصة به، كما استطردت في القول بأن نظرة الإبداع تميّزها عن الآخرين، وتترك بصمتها، مما يجذب القارئ للتمعّن في صورة الإبداع وتوصيل ما يريده لهم.

فمنذ نعومة أظافرها، كما يروي جدها ميلود سويهر، ترى الكتاب بين يديها خير جليس وحقيبتها على كتفيها متجهة للمدرسة، وذكر الجد أن لينة عرفت بشغفها بالمطالعة وتعلّقها بها، وأضاف أنها تستلهم من أعمالها روح الوطنية، وتخوض في نشاط الحركة الجمعوية بأسلوبها الخاص عندما تجلى ذلك في انشغالها بتربية الحيوانات الأليفة رفقا بالحيوان والطبيعة.

قالت لينة ضيفة «المساء» التي تعد أصغر مبدعة تكتب القصة على مستوى الوطن، أنها تتطلع لأن ترى مكتبة الأطفال تعج بإصداراتها، وأدب الطفل ليس مجرّد وسيلة للمتعة بل وسيلة للتنمية الدينية والخلقية والثقافية والارتقاء بالمشاعر والأحاسيس.

وتركز هذه المبدعة في شمولية نظرتها للمحيط، باعتبارها ميالة لمختلف أنواع الفنون لغرض الحاجة النفعية، ومن طبعها حب الرسم، وبالنظر إلى التطوّر الحاصل وانعكاساته على الحاجة النفعية، على توظيف الأدب وتثمينه لحماية كل أنواع الفنون واستكمال مسيرة التطور، لتصبح كل الفنون الأدبية أكثر ملاءمة مع ظروف العصر والتحوّلات الحضارية. وأوضحت في السياق أنها ستدعم حلمها بكتابة الأشعار عن الشعوب المقهورة على وقع النغمة الشعرية المؤثرة والمرأة ودورها في المجتمع مستقبلا، كلّما تقدمت في السن وأدركت مستويات عالية في التعليم، إلى جانب ذلك تتوق لبنة لمشاركات محلية ووطنية في كتابة القصة لامتحان قدراتها ومواصلة المشوار.

وفي ختام حديثها، دعت إلى تشجيع المقروئية في المكاتب المدرسية والعمومية لتوفير أجواء المطالعة وتحدثت عن أهمية الندوات التي تتناول أدب الطفل، والأمسيات الشعرية الإبداعية للطفل.